عواصم - (وكالات): حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أمس من أن اكثر من مليوني طفل سوري قد يصبحون «جيلاً ضائعاً» إذا لم تقدم الأسرة الدولية دعماً مالياً لمساعدتهم. وأضافت المنظمة في تقرير نشر في جنيف بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع حركة الاحتجاج في سوريا أنه في حال لم يتحسن الوضع ستضطر المنظمة إلى أن توقف بحلول نهاية مارس الجاري «العمليات الرامية إلى إنقاذ أرواح في سوريا».
وقال التقرير إن المنظمة «ستكون عاجزة عن تلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال مثل الخدمات الصحية وحملات التلقيح ضد شلل الأطفال والحصبة والعمليات الجراحية على الرضع والمساعدة الطبية العاجلة».
وإلى هذا اليوم مولت الأسرة الدولية 20% فقط من الأموال الـ 195 مليوناً التي طلبتها اليونيسيف.
وهذا النداء لجمع الأموال يهدف إلى تأمين حتى نهاية يونيو المقبل الحاجات الإنسانية للنساء والأطفال المتأثرين بالأزمة في سوريا والأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر.
وفي سوريا تأثر أكثر من مليوني طفل بالأزمة ودمرت خمس المدارس في البلاد. ميدانياً، تدور اشتباكات عنيفة عند أطراف مدينة دمشق وحي بابا عمرو في مدينة حمص. وقالت مصادر بالمعارضة أن القوات الموالية للأسد قتلت 30 من المنشقين على الجيش في كمين على طريق مطار دمشق.
ويستبعد خبراء بعد سنتين على النزاع في سوريا الذي أودى بحياة أكثر من 70 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة، أي نصر عسكري لاي من قوات الأسد أو مقاتلي المعارضة، متوقعين حرباً طويلة أن لم تحصل تسوية سياسية او تغييراً جذرياً في ميزان القوى على الأرض.
وأكدت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات أن الجيش السوري «يملك من الرجال والعتاد ما يكفي لأعوام مقبلة من الحرب للدفاع عن سوريا».
في المقابل، استمر التباين بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول إمكان تزويد المعارضين السوريين سلاحاً.
ورغم تاكيد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الأمر «مطروح أكثر فأكثر»، فقد كرر الوزراء الذين اجتمعوا في بروكسل أن الأولوية تبقى لإيجاد حل سياسي في سوريا. وأكد الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الذي شارك في الاجتماع أن «الحل العسكري غير وارد». وبرز أمس إلى العلن موقف اسرائيلي بارز تمثل بدعوة الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الى تدخل عربي في سوريا «لوقف المجزرة». وكان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي بني غانتز قال إن المنظمات «الإرهابية» التي تقاتل إلى جانب المعارضة السورية عززت وجودها على الأرض. وفي تركيا، أوقف قيد التحقيق 4 سوريين مرتبطين بنظام دمشق يشتبه بأنهم نفذوا اعتداء بسيارة مفخخة في فبراير الماضي على مركز عند الحدود التركية السورية أسفر عن مقتل 17 شخصاً.
وفي نيويورك، أعلن المتحدث باسم الامم المتحدة ان المنظمة الدولية في صدد «إعادة النظر في شكل متأن جداً» في أمن مراقبيها المنتشرين في هضبة الجولان السورية المحتلة من اسرائيل، وخصوصاً بعد تعرض عدد منهم لإطلاق نار نهاية الأسبوع الماضي. وفي شان متصل، قال نائب أمين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم إن لا حل سياسياً للأزمة السورية المستمرة منذ 23 شهراً بدون الرئيس بشار الأسد وإنه لا يتوقع هذا الحل خلال الأشهر القليلة المقبلة. وعبر عن اعتقاده بأن الأسد «سيترشح بعد سنة للرئاسة والخيار للشعب وأرجح أن يختاره الشعب».
وأشار إلى أن «لبنان يتأثر بسوريا بنسبة ما وهو ليس معزولاً عن تطورات الوضع السوري ولكن أعتقد إلى الآن أن الوضع مضبوط في الداخل اللبناني بالقرار السياسي المعنون بعنوان النأي بالنفس بمعنى عدم زج لبنان بمفردات الأزمة السورية، يعني لا توجد معارك في لبنان انسجاماً مع المعارك الموجودة في سوريا».
من جهة أخرى، حطت طائرة روسية محملة بأحد عشر طناً من المساعدات الإنسانية في مطار باسل الأسد الدولي في اللاذقية.
كما قامت مؤسسة الطيران السورية بشراء عشر طائرات من شركة «انتونوف» الاوكرانية لرفد إسطولها الجوي، حسب ما أفادت الوكالة الرسمية.