عواصم - (وكالات): قالت منظمة «أنقذوا الأطفال» الخيرية ومقرها لندن إن الأطفال السوريين أكبر ضحايا الصراع في بلدهم مع تعرضهم لإطلاق النار والتعذيب والاغتصاب على مدى عامين من الاضطرابات والحرب الأهلية.
وأضافت في تقرير نشر أمس أن «مليوني طفل يواجهون سوء التغذية والأمراض والزواج المبكر للفتيات والصدمات النفسية الحادة مما يجعلهم ضحايا أبرياء لصراع دموي أزهق بالفعل أرواح 70 ألف شخص».
وأوضح المدير التنفيذي للمنظمة جوستن فورسيث أثناء زيارة إلى لبنان حيث فر 340 ألف سوري «هذه حرب النساء والأطفال هم الضحية الأكبر فيها».
وأضاف فوريث أنه التقى فتى من اللاجئين السوريين عمره 12 عاماً أبلغه أنه «شاهد صديقه الحميم وهو يلقى حتفه بعد أن أصابته رصاصة في صدره خارج مخبز».
وذكر فورسيث أنه «التقى طفلاً أبلغه أنه كان في زنزانة في السجن مع 150 شخصاً بينهم 50 طفلاً».
وأضاف «كان يؤخذ إلى خارج الزنزانة كل يوم ويوضع في عجلة عملاقة ويحرق بالسجائر».
وأشار إلى أن الاغتصاب يستخدم كوسيلة لعقاب الناس مضيفاً أن عدد الحالات التي يجري الإبلاغ عنها أقل من العدد الفعلي بسبب حساسية هذه المسألة خصوصاً بين المجتمعات المحافظة.
من ناحية أخرى، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده يمكن أن تتجاهل حظراً يفرضه الاتحاد الأوروبي وتقوم بتزويد المعارضين السوريين بالأسلحة إذا كان ذلك يمكن أن يساعد في إسقاط الرئيس بشار الأسد.
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المنقسمون حول مبررات إبقاء الحظر على الأسلحة، قرروا تخفيف هذا الإجراء عبر تزويد المعارضين السوريين بمعدات غير قاتلة وتدريبهم.
إلا أنهم امتنعوا عن رفع الحظر بشكل كامل.
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن أية خطوة لتسليح المعارضين السوريين ستتعارض مع القوانين الدولية.
من ناحية أخرى، قالت وزارة الطوارئ الروسية إن موسكو أجلت بعض الروس من سوريا على متن طائرة بعد أن أوصلت مساعدات إنسانية إلى مدينة اللاذقية السورية.
ميدانياً، شن الطيران الحربي السوري سلسلة غارات جوية على حي بابا عمرو في مدينة حمص الذي يشهد اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية، بينما تدور معارك في إحدى بلدات المحافظة على الحدود اللبنانية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ومساء أمس، قتل طفلان وأصيب 30 شخصاً جراء سقوط قذائف على منطقة الفحامة القريبة من حي كفرسوسة جنوب غرب العاصمة.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أن «إرهابيين استهدفوا بقذائف هاون منطقة البختيار السكنية في دمشق، ما أدى إلى وقوع 3 شهداء وأكثر من 50 مصاباً بين المواطنين والمارة».
وفي حلب، نفذ الطيران الحربي غارات جوية عدة على محيط مطار منغ العسكري حيث تدور اشتباكات منذ بدء مقاتلي المعارضة «معركة المطارات» في 12 فبراير الماضي، للسيطرة على المطارات العسكرية في المحافظة.
في الوقت ذاته، قالت مصادر من المعارضة إن قتالاً عنيفاً اندلع في منطقة بين دمشق ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل أمس فيما قد تصبح جبهة قتال جديدة بين الطرفين المتصارعين.
وقال نشطاء مدنيون ومصدر عسكري من المعارضة إن مقاتلي المعارضة هاجموا ثكنة عسكرية بها قوات من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة الميكانيكية التي يرأسها ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد في خان الشيح على مسافة 6 كيلومترات من مشارف دمشق. من جهة أخرى، خرجت تظاهرات لليوم الثالث على التوالي في مدينة الميادين في محافظة دير الزور للمطالبة بخروج مقاتلي «جبهة النصرة» الإسلامية من المنطقة، بحسب ما أفاد المرصد السوري. وقد دعت جماعة الإخوان المسلمين المعارضة إلى إحياء أسبوع «تضامن» مع الشعب السوري في الذكرى الثانية لاندلاع الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الأسد. من جانب آخر، أعلن الاتحاد الأوروبي أن أحمد شحادة الذي يعمل مستشاراً سوريا لبعثة الاتحاد الأوروبي في دمشق قتل في هجوم صاروخي في الضاحية التي كان يقيم فيها. من جانب آخر، انخفضت عائدات السياحة في سوريا بنسبة 94% مقارنة مع الفترة التي سبقت اندلاع الاحتجاجات ضد الأسد منتصف مارس 2011، بحسب صحيفة «الثورة» الحكومية.