نبهت الصحف التونسية الصادرة أمس إلى أن الحكومة الجديدة برئاسة الإسلامي علي العريض «ليس من حقها الخطأ» نظراً لما تعيشه البلاد من تحديات ومشاكل اجتماعية وسياسية وأمنية متفاقمة يقول مراقبون إنها تستدعي حلولاً سريعة. ومنح البرلمان ثقته إلى الحكومة التي تضمن ممثلين عن حركة النهضة الإسلامية وحزبي «المؤتمر» و»التكتل» شريكيها العلمانيين في الائتلاف الحكومي الثلاثي، إضافة إلى مستقلين أسندت إليهم وزارات السيادة.وتسلم العريض أمس بشكل رسمي مقاليد السلطة من رئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي.وقالت جريدة «الشروق» تحت عنوان «الشعب يريد مكاسب وليس وعوداً» إن «الشعب مل من الوعود ويريد تحسين أوضاعه المعيشية من خلال إطفاء حريق الأسعار وبسط الأمن والاستقرار وإعادة تشغيل جهاز الإنتاج». ولفتت إلى أنه «ليس هناك أي مصلحة لأي طرف في أن تفشل حكومة العريض كما فشلت حكومة حمادي الجبالي المستقيل لأن فاتورة الفشل والتجاذبات ظلت على عاتق الشعب دون ذنب اقترفه». ودعت جريدة «المغرب» الحكومة الجديدة إلى «الإجابة المقنعة وغير الملتوية عن سؤال من قتل شكري بلعيد المعارض اليساري تنفيذاً وتسييراً وتمويلاً؟» وعن أسباب «استفحال ظاهرة العنف واستشراء السلاح في مجتمعنا بشكل غير مسبوق». وقالت جريدة «لوكوتيديان» الناطقة بالفرنسية إن الحكومة الجديدة ليس «لا حق لها في الخطأ». ولفتت جريدة «الصريح» إلى أن موت البائع المتجول عادل الخزري «27 عاماً» متأثراً بحروق بليغة أصيب بها بعدما أحرق نفسه في قلب العاصمة تونس «عاد بنا ألف خطوة إلى الوراء ونبهنا إلى أننا الآن لم نغادر منطقة ومنطق محمد البوعزيزي وأننا مازلنا في نقطة الصفر وكأن ما حدث في 14 يناير 2011 لم يغير الواقع والانتحار حرقاً مازال هو الحل». وكانت شرارة الثورة التونسية التي أطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، انطلقت عندما أضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي النار في نفسه يوم 17 ديسمبر 2010 بمركز ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة الشرطة البلدية عربة الفاكهة والخضار التي كان يعيش منها. وأعرب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي عن «عميق حزنه وألمه» إثر وفاة الخزري التي قال إنها حصلت «بنفس الكيفية المؤلمة المرعبة التي توفى بها شهيد ثورتنا محمد البوعزيزي وربما لنفس الأسباب، نتيجة فقدانه الأمل وانسداد الأفق في عيونه كغيره من شبابنا الذين لا يرون من بصيص لحل مشاكلهم ومعاناتهم».وتحولت جنازة الخزري، إلى تظاهرة شارك فيها مئات الأشخاص في قرية سوق الجمعة بولاية جندوبة. وقالت تقارير إن المشاركين في جنازة الشاب تجمعوا أمام منزل عائلته ورددوا هتافات معادية لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة من بينها «خبز وماء والنهضة لا». كما رفعوا لافتات كتبوا عليها باللغة الفرنسية شعارات تطالب راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بـ»الرحيل».ووري جثمان الخزري الثرى وسط نحيب أقاربه وجيرانه. وبعد انتهاء الجنازة توجه عشرات الشبان على متن سيارات إلى مركز ولاية جندوبة للتظاهر ضد ارتفاع نسب الفقر والبطالة في منطقتهم.واتهم سكان قرية سوق الجمعة حركة النهضة الإسلامية الحاكمة بعدم الإيفاء بوعودها الانتخابية بتوفير حياة أفضل لهم، فيما لاتزال القرية تعيش حياة بؤس لا تختلف كثيراً عن عهد بن علي.«فرانس برس»