استطاعت جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، تشجيع الأسر المنتجة بأن تحظى باهتمام بالغ في الوطن العربي بعد أن اتخذ مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في دورته العادية التاسعة والعشرين التي انعقدت في ديسمبر من العام 2009، قراراً ينص على إنشاء الجائزة العربية لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتشجيع الأسر المنتجة على أن يتم منحها لأفضل أسرة عربية منتجة وأفضل منتج وأفضل راع وداعم لمشروع الأسر المنتجة.
إن هذه المبادرة الوطنية من سيدة البحرين الأولى التي امتدت أشعتها إلى أرجاء العالم العربي، تعمل على تحفيز الأسر ذات الدخل المحدود للدخول في مشاريع صغيرة وتشجيع المواهب وتنمية المهارات واحتضانها وتفعيل دور الفرد في المجتمع اقتصادياً، إضافة إلى إتاحة الفرصة للأسر للبحث عن مصادر إضافية لتحسين وضعها الاقتصادي وخلق فرص عمل ذاتية لها وفتح آفاق جديدة للانتشار ومضاعفة الربح.
كما إن اللفتة الكريمة من سموها ارتأت أن لا تقتصر الجائزة على الأسر المنتجة في مملكة البحرين بل تمتد لتشمل الأسر المنتجة في الدول العربية بما يعكس رؤيتها بأهمية الارتقاء بالمستوى الاقتصادي للأسرة وحرصها على تمكين الأسرة والمرأة العربية وبادرت سموها بتخصيص جائزة باسمها تمنح للأسر العربية المنتجة بهدف تشجيعها على تطوير عملها وضمان جودة منتجاتها وحفز المؤسسات المالية والاقتصادية على تقديم المساندة والرعاية للأسر المنتجة.
وتولي وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي، اهتماماً خاصاً بقطاع الأسر المنتجة الذي يعتبر من أهم قطاعات الوزارة وتحرص على التواصل المستمر مع الأسر المنتجة لتقديم مختلف أنواع الدعم والتسهيلات اللازمة لتحسين جودة الإنتاج وتطوير الأفكار والحث على وضع خطط زيادة التوسع والانتشار للمنتج البحريني ليكون حاضراً باستمرار وتكون له الأولوية لدى المستهلك. حيث يعد مشروع الأسر المنتجة أحد أبرز مشروعات وبرامج وزارة التنمية الاجتماعية التي وضع لها أجندة واضحة وميزات متنامية بما يسهم في تفعيل دور أصحاب الحرف التقليدية ودخولهم بقوة إلى المجتمع المنتج والاندماج في سوق العمل وذلك انطلاقاً من مسؤوليتها في بناء الأسرة البحرينية والاستثمار الجاد في أجيالها المختلفة بما يضمن الحياة الكريمة لهم ويطلق مواهبهم ومهارتهم في مسيرة التنمية.
وشهد المشروع نقلات نوعية منذ إنشاء مشروع المنزل المنتج حيث ينتهج في الوقت الراهن سياسة تكاملية تصب في تحسين مستوى الأسر المشاركة فيه اقتصادياً وتحويلهم من أسر محدودة الدخل إلى أسر منتجة وإتاحة الفرصة أمام شبابها للإنتاج وتنمية السلوك الإيجابي كقيمة إيجابية وكذلك جعل البحرين مركزاً للأسر المنتجة والصناعات التقليدية المتطورة وذلك بعد صدور قرار مجلس الوزراء بشأن تنظيم مزاولة النشاط الإنتاجي «المنزل المنتج» والذي يهدف بشكل رئيس إلى إحداث تغيير نوعي وكمي في أنشطة الأسر المنتجة والنهوض بالأنشطة الاقتصادية التي يقوم بها أفراد الأسر من المنزل.
ويعكس التشريف السامي من لدن سمو قرينة جلالة الملك برعايتها وحضورها الشخصي لحفل توزيع جائزة سموها للأسر المنتجة رسالة تحمل مغزىً بليغاً بدعمها المطلق للأسرة البحرينية للولوج إلى ميدان الابتكار والإبداع في الإنتاج المحلي بحيث تتحوَّل الأسر المحدودة الدخل إلى أسر منتجة وداعمة لاقتصادها الذاتي والمحلي بما يسهم في تنشيط دورة التنمية الاقتصادية بالمملكة .
وقد بلغ عدد المشاركات في جائزة سمو قرينة جلالة الملك للأسر المنتجة في نسختها الأولى العام 2011 « 168» عملاً متنافساً. ويعكس العدد المتزايد عاماً بعد عام للمشاركة بالجائزة والمعرض تعزيزاً لثقل ومكانة الجائزة لدى المعنيين بمملكة البحرين، وهو ما يضاعف من جهود الوزارة لإبراز الإمكانات البحرينية الخلاقة والمبدعة.