شهد مسرح «مترو المدينة» في بيروت الجمعة عرض مجموعة من الأفلام في إطار احتفالية «يوم عالمي لسوريا»، الذي يحييه منظمو مهرجان «أيام سينما الواقع - دوكس بوكس» المحتجب للسنة الثانية على التوالي احتجاجاً على ما يجري من أعمال قمع في سوريا.
المهرجان الذي اعتاد منذ تأسيسه عام 2008، في إطار فعاليات «دمشق عاصمة الثقافة العربية»، أن يقدم مجموعة كبيرة من الأفلام التسجيلية، اختار بدلاً من العرض في دمشق ومدن سورية أخرى، أن يحمل أفلامه للعالم في عروض تشهدها أكثر من مدينة حول العالم في مارس من كل عام، الموعد الدوري لانعقاد المهرجان، والذي يصادف أيضاً احتفالات السوريين بالذكرى السنوية الثانية لانطلاق الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 15 مارس 2011.
وأفاد بيان لمنظمي الاحتفالية أن مبرمجي «أيام سينما الواقع» اختاروا أن «يقدموا للجمهور العالمي تظاهرتين، الأولى تتكون من 6 أفلام قصيرة ومتوسطة من سوريا، من قبل الثورة وخلالها، تقدم رؤى شابة، محترفة وغير محترفة، للحياة في سوريا خلال الأعوام الأخيرة الصعبة».
وأضاف البيان «المبرمجون انتقوا الأفلام التي رأوا فيها طموحاً سينمائياً وصوتاً مغايراً، إضافة إلى كونها تفتح العيون والعقول على زوايا مغمورة من حياة سوريا المعاصرة».
وعن التظاهرة الثانية قال البيان «حملت عنوان (مواطن يحمل كاميرا)، وهي تحية المهرجان للمواطن - السينمائي السوري الذي غير تاريخ وطنه، وبذل شجاعة استثنائية في سبيل التعبير عن نفسه ومجتمعه عبر اليوتيوب».
وفي هذا الإطار بحسب البيان «انتقى فريق أيام سينما الواقع بانتقاء فيديوهات يوتيوب سورية من العامين الماضيين، وجمعها في 6 عروض تحمل العناوين البحث عن الحقيقة، حوار، رسائل، مسرب - صورة الذات، قصص، لحظات - السياق».
وأكد البيان «تفسح تظاهرة مواطن يحمل كاميرا للجمهور حول العالم فرصة التعرف على تعبير المواطن السوري عن ذاته ولاستكشاف ما صنعه السوريون في لقاء الحاجة والضرورة مع الوسائط الإلكترونية».
وتنظم الاحتفالية في القاهرة والإسكندرية وبيروت وعمان والدار البيضاء إلى مدن في الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفي مدن سورية محررة، وللمرة الأولى في مجدل شمس بالجولان المحتل ورام الله.
الأفلام المعروضة في بيروت الجمعة بدأت مع فيلم «صباحاً أخاف، مساءً أغني» للمخرجتين سلمى الديري ورولا لادقاني، ويتابع الفيلم يوميات مغنية سورية شابة وكيف غيرت مشاركتها في التظاهرات المناوئة للنظام السوري حياتها، فراحت تكتب كلمات تعبر عن الاحتجاجات، وتتحدث عن تجربتها في التظاهر والتمرد على العائلة والنظام الحاكم.
وجرى تقديم فيلم «أربعة أسئلة مع كاسة شاي» لإياس المقداد الذي يتوجه بأسئلة تعبر عن مخاوف الناس إزاء هوية مقاتل ملتح.
الفيلم الأخير كان بعنوان «أضواء» لريم الغزي، ويرصد أحوال قرية سورية بائسة على نهر الفرات عام 2006، حيث ظروف الحياة القاسية لأسرة سورية تكافح ظروف المعيشة وتحاول تلمس طريقها دون أضواء نحو مستقبل مجهول.
وتستأنف النسخة البيروتية من احتفالية «يوم عالمي لسوريا» عروضها غداً مع أفلام «دمشق قبلتي الأولى» للمخرجة لينا العبد، والفيلم هو «حديث نسائي حميمي مع كل من أسماء كفتارو، الداعية الإسلامية وحفيدة مفتي سوريا السابق، ومع لينا شاشاتي، المرأة المسيحية ذات الـ48 عاماً وابنة عائلة متحررة نسبياً تملك واحدة من أكبر المكتبات في سوريا».
ويعرض أيضاً فيلم «ليلة صامدة» لـ»فريق تلبيسة»، وهو «رحلة ليلية قصيرة في شوارع بلدة تلبيسة، مغامرة ممزوجة بالخوف والجوع، حيث في كل شارع وعند كل مفترق طرق يكمن موت محتمل».
وهناك أخيراً «ميلاد مجيد حمص» للمخرج باسل شحادة، الذي قتل في مدينة حمص وسط سوريا بقصف قوات النظام للمدينة المحاصرة، والفيلم يصور مجريات ليلة الميلاد 2011، لكنه لم يعلم حينها أنه كان يسجل ليلة الميلاد الأخيرة في حياته.