بعد أن نزلت براءة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الطاهرة المطهرة، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس خطيباً ثم قال: ما تقولون في رجل أذاني في أهل بيتي، وكان يقصد عبدالله بن سلول رأس المنافقين، قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال صلى الله عليه وسلم لا يا عمر. لا تفعل، ماذا تريد أن يقول الناس محمد يقتل أصحابه.
وهذا تماماً ما قام به جلالة الملك حمد بن عيسى ملك مملكة البحرين حفظه ورعاه، باتجاه أولئك الذين يُخربون ويحرقون ويقطعون الطرق ويعتدون على رجال الأمن إلى درجة دهسهم بالسيارات، وهنا في هذه الظروف الأمنية القاسية، تتضح وتظهر شخصية رجل الدولة الذي يستطيع مواجهة كل هذه الكوارث بثبات وحكمة ورباطة جأش ويتمثل ذلك وأكثر في شخصية جلالة الملك حمد بن عيسى، كما أثبت أنه على دراية وحنكه في قيادة البلاد. وذلك مما اتصف به من السجايا والمزايا التالية:
1- الحكمة في إدارة الأزمات المستعصية.
2- الحلم وسعة الصدر في مثل هذه الظروف القاسية التي لم يحتملها من كان يملك آلة البطش العسكرية.
3- تقديم مصلحة وأمن البلاد والعباد وجعلهما في مقدمة اهتماماته.
4- الإحساس بروح المسؤولية تجاه كل مواطن بدون تفريق أو تمييز لجنس أو عرق أو دين.
وغيرها الكثير إنما هذه أبرزها في مناسبة الحدث.
بصراحة
إن هذه المزايا تنطبق من الناحية الشرعية والدستورية على من يستحق أن يقود سفينة البحرين في هذا البحر المتلاطم بأمواجه العاتية إلى بر الأمان بإذن الله تعالى ولا يكون ذلك إلا لجلالة الملك حمد أيده الله.
أما الدليل على ما أقول فهو:
1- لجنة البروفيسور محمود بسيوني التي لم يكن لها أن تأتي وتقوم بعملها إلا برضا وموافقة جلالة الملك حمد على ذلك رغبة منه في إحقاق الحق.
2- موافقة جلالته ومباركته لنتائج اللجنة.
3- المكرمة الملكية في العفو عن بعض المحكومين.
4- إصدار التعليمات الملكية إلى المسؤولين في الدولة بالسماح للمسيرات السلمية التي لا ضرر فيها ولا ضرار حسب القانون مع التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وعدم التعرض لهم.
5- توقيف ومحاكمة بعض رجال الأمن بسبب سوء استخدام السلطة ومخالفة القانون في مواجهة الأحداث.
6- ما يدور هذه الأيام من لقاء بين جميع أطياف العمل السياسي، في حوار التوافق الوطني ومحاولة تقريب وجهات النظر، كل ذلك بمباركة وتشجيع جلالة الملك حمد، الذي يعمل جاهداً على رأب الصدع في هذا البلد الآمن، وبين أفراد هذا المجتمع الجميل.
وهناك المزيد من الأدلة ولولا الإطالة لسردتها.
ماذا يريدون أيضاً؟!
إن الذي يملك هذا القلب الكبير الحنون والعطوف على شعبه ورعيته مهما صدر منهم، هو في نفس الوقت يملك القلب الجسور الشجاع على ضرب كل خارج عن النظام بيد قوية وإرادة قاهرة.
إنه يحمل في إحدى يديه العصا وفي الأخرى الجزرة فاختاروا لأنفسكم ما تريدون أيها المشاغبون إن جلالة الملك عسكري من الطراز الأول وفي نفس الوقت أتاه الله الحنكة الإدارية المحكمة، التي من خلالها يستطيع أن يتعامل مع هذه الأحداث يما يراه، فتنتهي تلك المشاكل وتذهب بلا عودة. لذلك أقول لكل من خرج على القانون من جميع الأعراق والديانات والطبقات.
اتقوا سطوة الحليم.. إذا غضب.
واتقوا العاصفة الصرر العاتية.. إذا تهب.
واتقوا النسر الجارح إذا بمخلابه ضرب.
أختم وأقول: أيها الملك.. امضي لما أراك الله.
فإنك على منهج كتاب الله القرآن الكريم حيث قال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). ثم أكررها مراراً... حقاً وصدقاً.. كبير يا ملك.
د.إبراهيم عبدالله العجمي