عواصم - (وكالات): شهدت بعض أحياء بيروت توتراً وقطع طرق في وقت متأخر مساء أمس الأول، بعد الاعتداء في حادثين منفصلين على 4 رجال دين سنة في مناطق ذات غالبية شيعية، ما اثار غضبا عارما في المناطق السنية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بـ «تعرض الشيخين في دار الفتوى مازن حريري وأحمد فخران لاعتداء في منطقة الخندق الغميق» ذات الغالبية الشيعية، وذلك «أثناء مرورهما متوجهين إلى مسجد محمد الأمين» الواقع وسط العاصمة.
ونقل حريري وفخران إلى مستشفى المقاصد غرب المدينة. وعرضت وسائل الإعلام اللبنانية صوراً للشيخين، بدا أحدهما فيها ممداً على سرير في المستشفى وقد وضع حول عنقه جهاز مثبت، في حين جلس الآخر إلى كرسي وأثار الضرب بادية حول عينيه. وفي حادث منفصل، أفادت الوكالة بتعرض الشيخ عمر الإمامي والشيخ حسن عبد الرحمن «لاعتداء في الشياح» ذات الغالبية الشيعية، والواقعة على أطراف الضاحية الجنوبية للعاصمة. وتجمع عشرات الشبان خارج حرم مستشفى المقاصد مطالبين بإلقاء القبض على المعتدين. كما عمد شبان غاضبون إلى قطع بعض طرق العاصمة بالإطارات المشتعلة، ومنها اوتوستراد المدينة الرياضية «المدخل الجنوبي لبيروت»، وكورنيش المزرعة، وقصقص القريبة من الضاحية الجنوبية التي تشكل معقلاً لحزب الله وحركة أمل الشيعيين.
كما أفادت وسائل الإعلام بقطع طرق في مناطق أخرى، منها طريق المصنع الدولية التي تربط بيروت بدمشق، إضافة إلى مدينة صيدا ذات الغالبية السنية.
وفي بيان أصدرته أمس، أعلنت قيادة الجيش انه «على أثر الاعتداء الذي تعرض له عدد من المشايخ في منطقتي الخندق الغميق والشياح، قامت دورية من الجيش بدهم منازل المعتدين، حيث تمكنت من توقيف 5 منهم»، مشيرة إلى استمرارها «في ملاحقة باقي المتورطين لتوقيفهم».
وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الموجود في روما لتمثيل لبنان في احتفال تنصيب البابا فرنسيس، «حمى الله لبنان من هذه الفتن وسيحاسب المعتدون من يا طرف كانوا»، وذلك في تغريدة عبر حسابه الخاص على موقع «تويتر».
كما استنكر الحادث حزب الله وحر كة أمل، وهما الحزبان الأكبر في الطائفة الشيعية، معتبرين في بيان مشترك أنه محاولة «لإثارة الفتنة»، وداعين إلى محاسبة المرتكبين.
من جانبه، قال مفتى الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني إن هذه الهجمات جاءت نتيجة «الحرب السياسية» من قبل زعماء السنة والشيعة. ووصف الإدانات لمرتكبي الاعتداء بأنها غير كافية وطالب بتحرك سريع.