كتب ـ حسين التتان:
بدأت الدراجات النارية تغزو شوارع البحرين رويداً رويداً، ليس لحاجة أو ضرورة بل لمجرد «البرستيج» وركوب موضة العصر، خاصة أن أسعار بعض هذه الدراجات يفوق سعر السيارة بأضعاف يقول البعض.
فريق آخر ينظر للمسألة من زاوية مختلفة، ويرى أن الدراجة ضرورة حياتية في قضاء المشاوير القصيرة المستعجلة، ويزعمون أنها تقدم حلاً للمشكلة المرورية المستعصية، باعتبار الدراجة أصغر حجماً من السيارة وأكثر قدرة على المناورة!.
ويتفق الفريقان أن الدراجة أكثر خطراً على حياة راكبها من السيارة، فهي تسير على عجلتين وسرعتها تفوق أحياناً سرعة السيارة، وجل راكبيها من الشباب الطائش.
«البرستيج»
كغيره من الشباب اشترى محمد بركات دراجة نارية، لكن ما الغرض من اقتنائه لها؟ هل هي لأجل الحاجة فعلاً أم هي موضة العصر؟.
يقول بركات «لم يكن في بالي حين اقتيت دراجتي أن أكون مواكباً للموضة، أو جعلها وسيلة ترفيهية، بل اشتريتها لأني بأمس الحاجة إليها، فغالبية مشاويري السريعة أقضيها من خلالها، هي دراجة عادية للغاية، ولو كانت للتباهي وما شابه، لأخذت واحدة فخمة وحديثة».
فاضل شرف يملك دراجة فخمة للغاية «أستعمل دراجتي النارية للسير بها في الشارع بطريقة فيها الكثير من المباهاة، فسعر دراجتي يقارب 14 ألف دينار، وأنا أقودها في المناسبات والعطل الرسمية فقط، أما مشاويري اليومية، فأقضيها بالسيارة».
فيصل أبو ناصر يملك دراجة نارية جميلة وغريبة الشكل، يقول عن هدف اقتنائه لمثل هذه الدراجة «أنا من هواة الدراجات المميزة والثمينة، لكني لست في معرض الحديث أو التفكير بشكل سطحي حين اشتغلت في هذه الهواية، كل ما في الأمر، أني أحب رياضة الدراجات، كما يهوى غيري من الشباب كرة القدم أو السباحة أو ركوب الخيل، فأنا أحب دراجتي النارية بصورة جنونية، ولست مهتماً بكلام أي أحد».
فريد أحمد لديه دراجة نارية متوسطة الثمن «أحب ركوب الدراجات النارية، وأستعملها في قضاء حاجاتي اليومية، فهي أكثر فاعلية وتؤدي الغرض المنشود أفضل من السيارة، خاصة مع الزحام الشديد الذي تشهده شوارع البحرين، فتكون الدراجات النارية أفضل الخيارات من حيث كونها وسيلة للمواصلات».
بالرغم من هذه الفلسفة والهدف، يؤكد فريد أنه يهتم بدرجة ما بشكل دراجته، ويشير إلى أنها إضافة لعمليتها الواقعية، إلا أن شكلها العام يظل مميزاً للغاية، كما أنه لا ينفي اهتمامه بشكلها الخارجي.
ضرورة يومية
أبو مريم شاب يملك دراجة كبيرة وفخمة ويعتقد أن هناك صنفان من الناس ممن يملكون الدراجات النارية في البحرين «صنف يصب كل اهتماماته بشكل الدراجة وفخامتها، وآخر يقتني الدراجة لأجل الاستعمال اليومي وقضاء حوائجه».
ويضيف «في البداية، كان الناس في البحرين يهتمون بشكل الدراجة وتصميمها، وما زال الكثير منهم يهتم بشكلها الخارجي ومستوى فخامتها، لكن مع الأيام، وفي ظل الزحام المروري الخانق بشوارع المملكة، بدأ الكثير من الناس يقتنون الدراجات النارية ويفضلونها على السيارات، لأنها عملية بدرجة كبيرة، وتختصر على مستخدمها الوقت الضائع وسط الزحام».
ويقول حسين خميس «رغم واقعية الدراجة النارية وأفضليتها من حيث قضاء المشاوير اليومية، إلا أنها مازالت الوسيلة الأكثر خطورة في البحرين، لأن الشوارع المليئة بالمركبات، تشكل خطراً حقيقياً لمستخدميها، ولو أن الشوارع أكثر أمناً على أروح من يستخدم الدراجات النارية، لرأينا جميع البحرينيين وحتى الأجانب يملكونها، كما هو حال غالبية دول شرق آسيا».
ويضيف «أجواء البحرين الحارة والرطبة والمغبرة والممطرة شتاء، تشكل حائط صد لكل من يفكر أن يقني واحدة، لأن الدراجة النارية تحتاج لشوارع وأجواء مخصصة لها».
باقر محمد لديه دراجة نارية متواضعة، يصر على استخدامها في كل الأوقات، ويؤكد أن الأعوام المقبلة تشهد طفرة كبيرة في استخدام الدراجات النارية، ليس فقط كهواية أو موضة، بل كحاجة ملحة لأنها أداة سريعة وعملية ووسيلة مواصلات مهمة جداً.