بعــــد 10 سنــــوات علــــى الغـــزو الأمريكي للعراق اختفى السياسيون والمنظرون من المحافظين الجدد، مهندسو الحرب على العراق الذين كانوا يتطلعون أصلاً إلى إعادة بناء الشرق الأوسط، حسب زعمهم، وهم:
- جورج دبليو بوش: بصفته الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة والقائد الأعلى للقوات الأمريكية، يتحمل في النهاية مسؤولية شن الحرب للإطاحة بصدام حسين. كان يعتقد أنه باتخاذه ذلك القرار، سيترك بصمة للتاريخ، لكنه لم يعد يلعب اليوم أي دور سياسي في الولايات المتحدة ولا على الصعيد الدولي. وهو اليوم في سن السادسة والستين متقاعد في تكساس. وأفادت آخر أخباره أنه بدأ يمارس الرسم.
وتبقى أبرز لحظة في رئاسته عندما وقف على أنقاض مركز التجارة العالمي بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 ليتحدى أعداء أمريكا.
وكان سيترك صورة أخرى للعالم لو لم يظهر في 2003، بعد شهرين على بداية النزاع في العراق، على جسر حاملة طائرات تحت شعار «أنجزت المهمة»، بينما كانت الحرب بعيدة عن النهاية وستؤرقه طيلة عهده.
- توني بلير: رئيس الوزراء البريطاني السابق أقر في حديث مع «بي بي سي» الشهر الماضي بشأن دعمه لجورج بوش في الحرب على العراق بـ «إنني منذ فترة طويلة توقفت عن محاولة إقناع الناس بأن ذلك القرار كان هو الصائب».
غير أن توني بلير الذي كان دائماً يحظى بشعبية في الخارج أكثر من الداخل في المملكة المتحدة، ما زال يعتبر أنه اختار القرار الصحيح. لكن دعمه للحرب على العراق التي كانت أغلبية البريطانيين يعارضونها، أثرت سلباً على بقية حصيلة أدائه. وأصبح توني بلير في التاسع والخمسين بعد نهاية مهامه في 2007 موفداً خاصاً للجنة الرباعية في الشرق الأوسط.
- ديك تشيني: إذا كان توني بلير حزيناً لأن الجمهور لم يقبل قراره دعم الاجتياح فإن نائب الرئيس الأمريكي السابق لا يشاطره الرأي. ويقول ديك تشيني (72 سنة) «إذا أردت أن يحبوك الناس فاعمل في السينما». وحتى اليوم ما زال يعتقد أن صدام حسين كان يطور برنامج أسلحة للدمار الشامل.
ويدافع نائب الرئيس السابق عن استخدام العسكريين الأمريكيين التعذيب في استجواباتهم، ويظل مقتنعاً أنه اتخذ القرارات الصائبة.
- دونالد رامسفيلد: أصبح وزير الدفاع السابق في 2003 النجم غير المتوقع للحرب على العراق، يتردد على وسائل الإعلام الأمريكية التي كانت تحبذ مؤتمراته الصحافية، غير أنه اصطدم بأحد الأهداف التي حددت له عند توليه مهامه وهو خفض ميزانية الدفاع.
وإرسال قوات احتلال إلى بلد لم تكن أفضل طريقة لخفض التكاليف خاصة أنه تبين أن القوات المنتشرة في البداية كانت غير كافية لاحتواء حرب أهلية عند اندلاعها. وأفاد جنرالات متقاعدون أن تخطيط الحرب كما فعله رامسفيلد كان «كارثياً».
وقد عرض الرجل الذي يبلغ اليوم من العمر 80 سنة، استقالته بعــــد التجـــاوزات التـــي ارتكبهـــا جنـود أمريكيون في سجن أبو غريب لكن جورج بوش رفضها، غير أنه بالنهاية استقال في 2003 بعد أن فقد كل دعم سياسي.
- بول ولفوفيتز: ذكر العديد من المسؤولين الأمريكيين الكبار في تلك الفترة أن مساعد وزير الدفاع بول فولفوفيتز، كان من أوائل الذين دعوا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، إلى مهاجمة العراق والقاعدة في أفغانستان.
وأقر بول ولفوفيتز الذي يعمل اليوم محللاً في مجموعة دراسات، أن ذريعة أسلحة الدمار الشامل اتخذت لحشد أقصى قدر من الدعم لعملية العراق. وبعد مغادرته البنتاغون عين بول ولفوفيتز (69 سنة) رئيساً للبنك الدولي لكنه اضطر إلى الاستقالة في 2007 بتهمة محاباة بعد أنصاره.
«فرانس برس»
970x90
970x90