كتب - وليد صبري:
كشف استشارية تقويم الأسنان والفكين د.سها المرباطي، أن تقويم الأسنان ليس مرتبطاً بعمر معين، أو باستبدال الأسنان اللبنية بالدائمة، لافتة إلى أن التقويم ممكن حتى قبل ظهور الأسنان اللبنية.
وتحدثت المرباطي عن إمكانية تقويم الأسنان دون النظر لعمر الشخص، شرط أن تكون الأسنان واللثة والعظم الدائم للأسنان بحالة جيدة، مشيرة إلى أن «التقويم للكبار يأخذ وقتاً طويلاً، نتيجة تحرك الأسنان بصورة أبطأ، وكثافة العظم وقسوته عند الكبار مقارنة بالصغار».
ونبهت إلى أن «تثبيت الأسنان في مكانها الصحيح بعد العلاج باستخدام جهاز مثبت ضرورة، وفي حالة الاستغناء عنه فإن الشخص يخاطر برجوع أسنانه لوضعها السابق»، موضحة أن «الجهاز صمم لإبقاء الأسنان بوضعها الصحيح، ويمكن أن يكون الجهاز ثابتاً أو متحركاً».
وذكرت «بالنسبة للجهاز الثابت تتطلب الحالة وضعه لفترة طويلة وربما دائمة، أما المتحرك فيوضع ما بين 6 أشهر إلى عدة سنوات، وتتطلب بعض الحالات استخدام الجهازين معاً».
وفي ما يتعلق بلجوء البعض إلى وضع التقويم التجميلي من باب «الموضة»، أوضحت أن «جهاز التقويم المعدني أو البلاستيكي يؤثر سلباً على الأسنان، إذا لم يتبع الإرشادات اللازمة، لأن جهاز التقويم يحتاج لعناية خاصة وتنظيف دائم، فإذا أهمله المريض يؤثر سلباً على أسنانه ولثته».
ولجهة إجراء التقويم للطفل الوليد حتى قبل ظهور أسنانه، كشفت المرباطي «في بعض الأحيان يولد الطفل ولديه تشوه خلقي، وهو ما نسميه الشفة المشقوقة أو السقف المشقوق، بحيث يكون هناك اتصال بين تجويف الفم والأنف مع بروز الجزء الأمامي من الشفة العليا مع العظم، وهنا يكون تدخل أخصائي التقويم لعمل جهاز يفصل تجويف الفم عن الأنف، لتسهيل الرضاعة وضغط الشفة إلى الداخل، ويتم إجراء عملية جراحية للشفة، من قبل فريق طبي يتكون من أخصائيي التقويم والجراحة والتجميل».
وأضافت أن «العناية بالأسنان اللبنية يمكن أن نعتبرها علاجاً تقويمياً وقائياً، حيث أن الضرس اللبني هو أفضل من يحفظ مسافة لمكانه، وإذا حدث وخسر الطفل ضرساً لبنياً خلفياً خلال مرحلة ما بين 3 إلى 8 سنوات تتحرك الأسنان خلفه وأمامه وتقفل فراغ الضرس المخلوع، ويكون الضرس الدائم البديل له بعيداً إلى أن يظهر، حيث يكون غالباً في سن 11 إلى 12 عاماً، وفي هذه الحالة يجب أن يعالج الطفل بجهاز حافظ المسافة وهو ما يسمى بالتقويم الوقائي».
وقالت إنه «أحياناً تظهر الأسنان في وضع غير صحيح فتكون بعض الأسنان العلوية الأمامية خلف الأسنان السفلية وهو ما يسمى بالعضة المعكوسة، ما يؤدي إلى تشوه منظر الطفل وحدوث تأثير سلبي على اللثة ونمو الفكين، وهنا يجب التدخل وعمل جهاز لتصليح العضة، وأحياناً أخرى يكون هناك بروز كبير في الفك العلوي أو ضمور في الفك السفلي، وتكون الأسنان السفلى بارزة كثيراً ما يعرضها للكسر، وهنا يجب التدخل في سن 10 سنوات أو قبلها».
وفيما يتردد حول أن تقويم الأسنان يبدأ في سن 12 عاماً، أوضحت أنه «في هذه السن تكون الأسنان الدائمة غالباً موجودة كلها عدا ضرس العقل، ويكون الطفل انتهى من مرحلة طفرة النمو واستقرت حالة عضة الأسنان، والوقت ملائم لعلاج الحالة إذا احتاجت علاجاً تقويمياً شاملاً، وفي أحيان كثيرة يكون علاج التقويم في سن مبكرة هو لحل مشكلة معينة أو خلل في الإطباق».
وأضافت أن «هناك بعض الحالات يؤجل علاجها إلى سن 16 أو 18 سنة»، مشيرة إلى أنه «في حالات التقويم الجراحي يكون علاج الجراحة بعد وقف نمو الفك وهو بعد سن 18 أو 19 عاماً للفتيات، و20 أو21 عاماً للشباب، وغالباً ما يتم التأكد من وقف النمو بصورة الأشعة، حيث إن التقويم الجراحي من الحالات التي يكون الخلل فيها بوضع الفك وليس الأسنان».
وبالنسبة لعلاج البالغين من عمر 20 سنة فما فوق، قالت إن «صغار البالغين ممن لم تسمح لهم ظروفهم العائلية أو الدراسية بالعلاج بسن مبكرة، يمكنهم اتباع العلاج التقويمي الشامل عند الحاجة، ونفس الأمر بالنسبة لمن هم في سن 30 سنة وأكثر، فمن الممكن أن تعالج الأسنان ولكن حركتها تكون أبطأ».
ولفتت إلى أن «الطريقة الحديثة لتقويم الأسنان هي تقويم الأسنان اللامرئي (إنفزلاين)، وهو عبارة عن تقنية جديدة باستخدام أجهزة تقويم أسنان شفافة متحركة مصنوعة من مادة «الأكريل» الشفافة تتم من خلالها عملية صف وتقويم الأسنان دون أسلاك أو حبات معدنية ويتم تصنيعها باستخدام تقنية الكمبيوتر ثلاثية الأبعاد».
وذكرت أن «التقويم اللامرئي الشفاف يعالج حالات تزاحم الأسنان واعوجاجها وحالات الفراغات بين الأسنان المستقيمة والمائلة».
وأوضحت أن «من أبرز مميزاتها أنها مريحة بالنسبة للمريض حيث يمكنه الأكل دون مضايقة الأسلاك، كما يمكن إزالتها وتنظيفها مع تقليل احتمال حصول التهابات في اللثة وتسوس الأسنان».