«أمي يا ملاكي ياحبي الباقي إلى الأبد» عنون طفل صغير هدية أمه في يوم عيدها، وكتب آخر «أحبك ما دامت الحياة باقية»، وطبع ثالث قبلة على خدها وغنى لها «أمي يا أم الوفا». على قاعدة «الهدية على قدر المحبة»، يختار البعض كل نفيسٍ غالٍ لأمهاتهم في يوم يأتي كل عام مرة، وينظر فريق ثانٍ للهدية باعتبارها رمز حب لا يفنى ولا يزول، ويحار آخرون ويخونهم التعبير في ابتداع جملة ـ لم يقلها أحد بعد ـ يحملونها كل مشاعر الحب واللهفة يغدقونها على مسمع الأم راضين مسرورين.
21 مارس يوم «ست الحبايب» و»أم الوفا» يوم الحنين لخبز الأم وقهوة الصباح، يوم للطفولة السعيدة والمشردة، لأطفالهم يلهون مغتبطين بأحضان أمهاتهم وآخرون يعيشون نقمة اليتم والحرمان. في موقف واحد يبدو رب الأسرة راضياً وهو الخاسر الوحيد، لا هدية يتلقاها اليوم ولا حتى كلمة شكر، هو فقط يدفع ثمن كل هذه الهدايا غلا ثمنها أم رخص، ويزهو جذلاً رغم ذلك، ففرحة الأم والأخت والزوجة لا تعدلها كنوز الدنيا.