القدس المحتلة - (وكالات): تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدى وصوله في أول زيارة رسمية للأراضي الفلسطينية المحتلة أمس «بالالتزام الثابت بأمن إسرائيل» حيث خيم القلق من امتلاك إيران أسلحة نووية على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
وأكد أوباما «على الحاجة إلى السلام في الشرق الأوسط في بداية زيارة تستمر 3 أيام تهدف إلى إصلاح العلاقات المتوترة مع كل من الفلسطينيين والإسرائيليين لكن لا يتوقع أن يقدم مبادرات جديدة أو القيام بتحركات سياسية كبيرة.
وبعد نزوله من طائرة الرئاسة عانق أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتسمت العلاقات بينهما بالتوتر عناقاً قصيراً قبل أن يصافح الوزراء الذين كانوا في استقباله. وقال أوباما في مراسم الاستقبال الرسمية بمطار تل أبيب «أعتبر هذه الزيارة فرصة لإعادة تأكيد الصلة التي لا تنفصم بين دولتينا وإعادة تأكيد التزام أمريكا الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل والتحدث مباشرة إلى شعب إسرائيل وإلى جيرانكم».
ومضى يقول «أنا واثق من قولي إن تحالفنا أبدي، إلى الأبد».
ويواجه أوباما شكوكاً قوية بين الإسرائيليين بشأن تعهده بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية وقلقاً من أن الحرب الأهلية في سوريا قد تمتد عبر الحدود بينما القوى الغربية مترددة في التدخل. وبعد مغادرته طائرة الرئاسة بوقت قصير طلب مسؤول من أوباما «اتباع الخط الأحمر» على المدرج وهو يتجه لمشاهدة بطارية صواريخ إسرائيلية الصنع ضمن نظام القبة الحديدية. وقال أوباما مازحاً وهو يقف بجوار نتنياهو «إنه يتحدث دائماً عن الخطوط الحمراء»، في إشارة إلى طلب إسرائيل من واشنطن تحديد خط أحمر لبرنامج إيران النووي
وفي عبارات الترحيب التي صدرت عن نتنياهو أشار إلى «حق إسرائيل في الدفاع عن النفس» وهو ما قال إن أوباما يؤيده. وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي من جانبه ببعض الجهد لإصلاح العلاقة مع أوباما بعد حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2012 التي بدا فيها أن نتنياهو يؤيد مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني.
وقال الزعيم الإسرائيلي اليميني «أشكركم على تأكيدكم الراسخ لحق إسرائيل السيادي في الدفاع عن نفسها ضد أي تهديد».
وعبر أوباما وهو يتحدث على المدرج عن أمله في السلام دون أن يذكر مباشرة الفلسطينيين الذين سيلتقي معهم اليوم في الضفة الغربية المحتلة. وقال أوباما «نقف معاً لأن السلام يجب أن يحل على الأرض المقدسة». وفي وقت لاحق، قال أوباما أنه يقبل ألا تعود إسرائيل لواشنطن حول مسألة التعامل مع التهديد النووي الإيراني أو إصدار أمر بالقيام بعمل عسكري ضد منشآت إيران النووية.
كما حذر الرئيس الأمريكي النظام السوري من استخدام أية أسلحة كيميائية معرباً عن شكه في قيام المعارضة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية. وسينتقل أوباما الذي يقول إنه يأتي إلى المنطقة ليستمع على متن طائرة هليكوبتر اليوم إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي أنه لن يعبر الجدار العازل الإسرائيلي.
وعبر حلفاء عباس عن مشاعر إحباط مريرة بشأن عدم وجود تحركات أمريكية جديدة. من ناحية أخرى، كشف التليفزيون الإسرائيلي عبر موقعه على الإنترنت تحت عنوان « فضيحة مدوية» أن سيارة الرئيس الأمريكي الليموزين المصفحة تعطلت في مطار «بن جوريون» الإسرائيلي قبل وصول أوباما بنحو نصف ساعة، وحاول خبراء أمريكيون وإسرائيليون إصلاحها دون جدوى. وكشف الموقع أن إحدى الطائرات الأمريكية سافرت على الفور من تل أبيب إلى الأردن لإحضار سيارة من مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة الأردنية عمان، خاصة أن إجراءات الأمن الأمريكية تفرض ضرورة أن تكون السيارة التي يستقلها الرئيس أمريكية الصنع، ومؤمنة عسكرياً على يد خبراء أمريكيين، وهو ما لم يتوفر في إسرائيل.