كتبت ـ شيخة العسم:
لماذا الأب مظلوم دوماً وخارج حسبة أبنائه؟ وهل تغيير مسمى عيد الأم إلى عيد الأسرة أنصفه؟ كيف نقنع الأبناء بضرورة شراء هدية للوالد واحتسابه بحساب الأم؟.
عندما اتفق العالم على تخصيص يوم للأم كان هناك مبرر مازال قائماً، وهو أن الأم هي من تنجب وترضع وتربي وتسهر الليالي حتى يكبر الأطفال ويشبون على وجه الدنيا، ولكن هل هذا المبرر كافٍ لإلغاء دور الأب كلياً؟!.
باستبدال يوم الأم بيوم الأسرة قد نكون على السكة الصحيحة، ولكن يلزمنا الكثير حتى نقنع أجيالاً شبت على تقديم الهدايا للأمهات فقط، بضرورة الاهتمام بآبائهم، وإيفائهم حقهم، فهم أيضاً تعبوا وسهروا وقاموا بكل ما يمكن لإسعاد أبنائهم!.
الأم أولاً
زين علي 18 سنة اشترت بعيد الأسرة الماضي هدايا لوالديها «أهديت أمي سلة مليئة بالعطور، واشتريت غترة بيضاء لأبي سعد بها كثيراً»، وتضيف «كانت المرة الأولى التي أهديه فيها، ففي كل عيد أشتري لأمي وأنساه».
ويحاول خالد عبدالرحمن أن يتذكر متى قدم لأبيه هدية دون جدوى «للأسف لا يحضرني شيء، أمي دوماً حاضرة في بالي، أغرقها بالهدايا، بمناسبة أو بدون، والسبب ربما أن والدتي تتعب كثيراً معنا، في حين أن أبي لا نراه نظراً لانشغاله المتواصل خارج المنزل».
الإخوة بدور وسالم وفرح عبدالمجيد، يقدمون الهدايا لوالدتهم، ولكن لا ينسون والدهم «كل عيد أم نتحاطط مع بعض ونجمع مبلغاً عادة ما يصل إلى 30 ديناراً، ويكون النصيب الأكبر لوالدتي، ولكن لابد أن نذكر أبينا ولو بهدية بسيطة وإن كان دهن عود بـ6 دنانير».
صحوة متأخرة
عبدالعزيز الجناحي لم يدرك دور الأب الحقيقي في تربية الأبناء إلا بعد أن تزوج وأصبح أباً «جميل أن يهديك ابنك أو ابنتك هدية حتى لو كانت قلم رصاص، كنت وأخواتي نتنافس على هدايا أمنا أيها أحلى وأغلى، ولا نجد من أبينا سوى ابتسامة الرضا، والآن أتمنى أن أحصل على الهدايا من أولادي».
وتقول سمر عبدالوهاب «أبي يشاركنا في شراء هدية لأمي، يدفع لنا ما ينقصنا، ويفرح بتقديرنا لها، ويقول دائماً أمكم أهيا إلي تعبت عليكم وربتكم».
وتضيف سمر «في أحد الأعياد اشترينا لأمي عقداً من داماس، فرحت به كثيراً لدرجة أنها بكت».
الآباء منسيون دوماً
يقول أبو عبدالله «الأب دائماً ما يظلم في يوم الأسرة، فالأبناء يهملون دور الأب، ربما لأنهم لا يشعرون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، صحيح أن الأم هي المربية بالدرجة الأولى، ولكن الأب يكد ويتعب ولا بد من تقديره ولو بشيء بسيط».
ويوافقه الرأي أبو علي ولكنه يبرر للأبناء هذا النسيان «أنا لا أطلب من أبنائي أي شيء، على العكس فأنا أوفر لهم جميع مطالبهم، ولهذا فأنا خارج الحسبة».
في إحدى المرات قال له ابنه عبدالله «يبه شلون أشتريلك هدية وأنت إلي معطيني الفلوس»، وهكذا لا يستطيع أبو عبدالله أن يقنع أولاده أو يجبرهم بتذكره أو إحضار شيء له «أمهم تحظى بالهدايا باستمرار والعيد سمي باسمها».
أم سلمان تنتظر عيد الأم بفارغ الصبر حتى تستقبل الهدايا من أبنائها «ابني الكبير يشتري في كل عيد هدية مشتركة لي ولوالده، إما أن تكون ساعتين ماركة، أو قنينتي عطر من نفس الماركة، وهذا يسعد والده كثيراً، وأتمنى أن يفعل باقي الأبناء نفس الشيء مع آبائهم».