عواصم - (وكالات): قتل العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، رجل الدين السني البارز المؤيد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، في تفجير استهدف مسجداً شمال دمشق أمس، وفقاً للتلفزيون الرسمي السوري.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 42 شخصاً قتلوا بينهم الشيخ البوطي وأصيب العشرات في التفجير الذي استهدف جامع الإيمان في حي المزرعة بدمشق.
وقال تقارير إن البوطي «عالم متخصص في العلوم الإسلامية، ورئيس اتحاد علماء بلاد الشام، ويعد من أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي»، علماً بأن القنوات الرسمية السورية كانت تبث خطبه خلال كل صلاة جمعة. وينتمي الشيخ النحيل إلى قبيلة كردية ذات انتشار واسع في سوريا وتركيا والعراق، وولد في عام 1929، ونال شهادة الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر في عام 1965.
وكان الشيخ البوطي قريباً من النظام السوري منذ عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، وفي زمن ابنه بشار. وتعرض البوطي لانتقادات واسعة في صفوف المعارضين لنظام الأسد.
ووقف ضد الثورة السورية منذ اليوم الأول لانطلاقها، ورفض الحراك الشعبي وانتقد المحتجين ودعاهم إلى «عدم الانقياد وراء الدعوات المجهولة المصدر التي تحاول استغلال المساجد لإثارة الفتن والفوضى في سوريا»، وصدرت عنه فتاوى وظفت لخدمة النظام، وفقاً لقناة «العربية».
ويقول ناشطون معارضون إن البوطي طرد من أحد مساجد دمشق في يوليو 2011 بعد قوله إن «غالبية الناس الذين يخرجون من صلاة الجمعة إلى التظاهر، لا يعرفون شيئاً عن الصلاة»، في إشارة إلى التظاهرات الأسبوعية المعارضة للنظام التي انطلقت منتصف مارس 2011. من جهة أخرى، حقق مقاتلو المعارضة السورية في الساعات الأخيرة تقدماً في مناطق وبلدات في الجانب السوري من هضبة الجولان التي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منها، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أعلنت الأمم المتحدة أنها ستفتح تحقيقاً حول احتمال أن تكون أسلحة كيميائية استخدمت في سوريا حيث تتبادل السلطات والمعارضة الاتهامات التي لم تؤكد حتى الآن في هذا الشأن.
من جهته، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «إن مقاتلي المعارضة يشنون هجوماً متزامناً في مناطق عدة من الجولان»، سيطروا خلاله «على عدة بلدات وقرى في محافظة القنيطرة»، بينما تدور اشتباكات عنيفة منذ الصباح في مناطق سحم ووادي اليرموك في محافظة درعا. ويأتي هذا التقدم بعد يومين من استيلاء المقاتلين على مركز للهجانة قريب من الحدود الأردنية وعلى مركز كتيبة دبابات في ريف درعا جنوب البلاد.
وفي حلب، استهدف الطيران الحرب الفوج 45 في الأتارب الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة في نوفمبر الماضي، بحسب المرصد.
واليوم، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الحاجات الإنسانية في محافظة حلب «هائلة»، وإن ثمة «العشرات من النازحين في المحافظة الذين لا يملكون مدخولاً أو مدخرات، ويعتمدون على المساعدات للعيش».
وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل العشرات. من جانبه، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن النزاع المستمر في البلاد منذ عامين هو «معركة إرادة وصمود»، وذلك في تصريحات أدلى خلال مشاركته في تكريم أهالي تلامذة قضوا في النزاع، في احتفال أقيم مركز تربوي في شرق دمشق. في الوقت ذاته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «قررت أن تجري الأمم المتحدة تحقيقاً حول استخدام محتمل لأسلحة كيميائية في سوريا». وكانت الحكومة السورية طلبت من الأمين العام تشكيل «بعثة فنية متخصصة ومستقلة ومحايدة للتحقيق في حادثة استخدام الإرهابيين للأسلحة الكيميائية في خان العسل في محافظة حلب» شمال البلاد، متهمة مسلحي المعارضة بالهجوم.
في المقابل، قالت المعارضة إن النظام السوري هو الذي استخدم الأسلحة الكيميائية في خان العسل وكذلك في العتيبة شرق دمشق.
وطلبت فرنسا وبريطانيا أيضا تحقيقاً «يتناول كل الادعاءات» من هذا الجانب أو ذاك.
من جهته، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يزور الأراضي المحتلة من جديد إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، محذراً من «استخدام أسلحة كيميائية ضد الشعب السوري أو نقلها إلى مجموعات إرهابية».
من جهة أخرى، قال مصدر عسكري روسي إن تصاعد حدة النزاع في سوريا سيجبر السفن الروسية على الرسو في ميناء بيروت بدلاً من طرطوس للتزوّد بالوقود والمؤن.
وأوضح أن روسيا أجبرت على البحث عن موانئ أكثر أماناً لزيارات عمل، وحددت ميناء بيروت كواحد منها وبالتالي، بدأنا العمل.