كتب ـ عبدالرحمن محمد أمين:
حمد أبو الشوك رجل هده الشوق والحنين لأيام طفولة وصبا لا تمحي من الذاكرة، قضاها يجوب فرجان المحرق درباً درباً، بصحبة رفقاء مازالوا حاضرين رغم بعد العهد وكر السنين.
مشوار العمل بدأ بوزارة الداخلية أكتوبر 1973 حيث استلم أول راتب وقدره 45 ديناراً فقط، قبل أن يتقاعد مطلع أكتوبر 2011 بعد خدمة دامت 38 عاماً قضاها متنقلاً بين إدارات «الداخلية».
قضى أبو الشوك أياماً لا تنسى وهو يتابع أنشطة نادي شعلة الشباب، وبقدرة قادر نجا وزوجته وابنه محمد ذي الستة الأشهر من حادث سير مروع.
بدايات النشأة والتكوين
حمد عيسى راشد صقر أبو الشوك متزوج و له من الأبناء ثلاثة ولدان وبنت ومثلهم من الأحفاد، من مواليد المحرق 1953 فريج الشيخ عبدالله بن عيسى.
نشأ أبو الشوك ضمن عائلة مكونة من أب وأم و9 من الإخوة والأخوات، وكانت الحياة بكنفها حلوة رغم الفقر وشظف العيش، والطفولة كانت في فريج بن خاطر، تحيطهم العديد من العوائل المعروفة والميسورة في فريج الشيوخ.
حمد أبو الشوك ينبش ذاكرة الأيام الخوالي «كنا نسكن قرب الشيخ الراحل عبدالله بن عيسى آل خليفة والشيخ علي بن خليفة، وبالقرب من منزلنا بيت سلمان بن مطر شيخ اللؤلؤ، ربانا الوالد تربية صالحة واحتضننا ونحن صغار لأن الوالدة توفيت ونحن صغار جداً، درست الابتدائية بالفريج، ثم انتقلت إلى المدرسة الشمالية مدرسة عمر بن الخطاب حالياً، وكان مديرها الشيخ عمر آل خليفة».
ويتذكر أبو الشوك أن الدراسة في تلك الفترة كانت أفضل من مدارس هذه الأيام «من المدرسين العالقين بذاكرتي محمد يعقوب ويوسف بوعسلي وعلي قمبر، بعدها انتقلت إلى مدرسة الهداية الخليفية وكان مديرها عبدالله فرج، ودرست على يدي الأفاضل محمد العيد، محمد عبدالملك، وكثير من الأستاذة الراحلين».
بعد الإعدادية انتقل إلى الثانوي القسم التجاري في العاصمة المنامة لعدم وجود قسم تجاري في المحرق «كانت حياة جديدة درست حتى ثاني ثانوي تجاري في مدرسة المنامة الثانوية، بعد ذلك عدت إلى الهداية بعدما فتحت أقساماً تجارية في المدرسة، وفي سنة 1972 تخرجت من المدرسة».
العمل بـ«الداخلية»
عمل أبو الشوك في وزارة الداخلية بمساعدة صديقه عبدالعزيز العامر الذي يعمل هناك في أكتوبر 1973، وكان أول راتب يستلمه 45 ديناراً فقط.
عمل بـ»الداخلية» في قسم المرور «في الأيام الأولى عملت في قسم إصدار الرخص، وكان مسؤولي المباشر الراحل الشيخ أحمد والد وزير الخارجية، وهو رجل طيب يعاملني بحب ومودة، وعملت مع الراحل عبدالله غانم والراحل أحمد الزياني ومع صالح سرحان ورياض المحميد والشيخ صباح وعبدالرحمن جميل».
بعد 6 أشهر انتقل أبو الشوك إلى قسم تسجيل المركبات للعمل مع المسؤول الرائد عبدالله زمان وعبدالرحمن مراد «كان معنا عبدالرحمن أمين، أحمد سند، محمد شويطر، يوسف السند، أحمد زويد، إبراهيم ياسين وعبدالله جبر، وكنا على قلب رجل واحد وفترة العمل كانت حلوة ولا تنسى، وكان مدير الإدارة الراحل الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، ورغم صرامته في إدارة القسم كانت الإدارة قوية، كذلك عملت مع كثير من المدراء أمثال عبدالسلام الأنصاري والشيخ دعيج بن خليفة، عبدلله المسلم، ناصر المسلم كانوا نعم المسؤولين».
في سنة 1982 انتقل القسم إلى المبنى الجديد بالرفاع «كثر العمل واستخدمت أشياء جديدة وتطور العمل وتغيرت الإدارات، وعملت تحت مدراء جدد أمثال الشيخ عبدالرحمن بن راشد وعبدالله المسلم وخالد العبسي وسمو الشيخ خالد بن محمد والراحل عيسى سلطان الرميحي رئيس قسم التراخيص، ونلت ثقة جميع المسؤولين».
ولا ينسى أبو الشوك من عمل معهم من الضباط ويكن لهم كل التقدير والاحترام «أمثال عبدالعزيز بوحجي، الشيخ صباح بن حمد، الشيخ خالد بن عبدالله، خالد بوعلي ومحمد بن دينة، وكذلك عملت تحت المديرين الشيخ خليفة بن حسن وحسن الصميم، ولا أنسى رئيس القسم خالد ربيعة، ومن الزملاء في القسم يوسف التنيب وفريد مسامح وأحمد العطاوي».
نشاط أيام الشباب
مارس أبو الشوك في أيام شبابه العديد من الأنشطة في نادي شعلة الشباب «كان النادي يعج بالحيوية والنشاط وتمارس فيه لعبة كرة القدم خاصة، وكنا نتنافس مع فريق شط العرب في منطقة المحرق ونقيم الحفلات والمسرحيات، وأذكر من زملاء تلك الفترة محمد الماجد وراشد المعاودة ومن الممثلين إبراهيم الغانم وجاسم الزري وأحمد الجودر، وكان بالنادي فريق لكمال الأجسام ورفع الأثقال بينهم أبطال مثلوا البحرين، وتقام في الفريج عروض سنوية بمقر النادي، وأتذكر من الزملاء نبيل المحميد ومحمد يعقوب ويوسف يعقوب وخليفة منصور وشاركنا بمجلة حائط شهرية، وكنا ننظم رحلات إلى العديد من مناطق البحرين وبساتينها، وبعد العصر نجتمع يومياً عند دكان بو عابد لنتبادل سوالف وذكريات الفريج وأخبار المدينة».
مع بو نوار
ويذكر أبو الشوك إبراهيم بو نوار الذي كان شعلة من النشاط في النادي ومتعهد المقصف «عند المغرب يعد السندويشات ويكون الطلب عليها كبيراً، واللي يفوته سندويشات بو نوار يتحسف، وفي نهاية الستينات عملت معه كمنظم في الملعب، لأن بو نوار كان مسؤولاً عن ملعب المحرق، وكنا ننظم دخول الجماهير وبيع التذاكر، وبعد ذلك افتتح ملعب مدينة عيسى وواصلت العمل معه في الملعب وكنت عملت في دورة الخليج الأولى كمنظم».
في مطلع أكتوبر 2011 تقاعد أبو الشوك من عمله بعد خدمة دامت 38 عاماً في المرور بوزارة الداخلية «كان عملاً جميلاً وأياماً حلوة تعرفت فيها على كثير من الناس وكان آخر مدير عملت معه هو الراحل الشيخ عبدالرحمن بن صباح آل خليفة الذي أعزه كثيراً، وأشعر أن التقاعد مفيد للإنسان بعد عناء وكد في العمل، خاصة إذا كنت تسكن المحرق ومقر عملك في المنامة أو مدينة عيسى».
حوادث تختزنها الذاكرة
في حياة أبو الشوك حوادث لا يمكن أن تمحى من ذاكرته «الله سبحانه وتعالى أنجانا أنا وزوجتي وابني محمد عندما كان صغير وعمره لا يتجاوز 6 أشهر من حادث سيارة أليم».
ومن الطرائف الجميلة يذكر «في سنة لا أذكرها بالضبط كنت أعمل كمنظم في اتحاد كرة القدم ونحن عائلة أبو الشوك حبنا معروف لفريق المحرق، وكان الفريق يلعب ضد النادي الأهلي «النسور سابقاً»، وكان اللقاء على ملعب مدينة عيسى والفريقان متعادلان 2 - 2 وفي آخر لحظة من المباراة سجل سلمان شريدة هدف الفوز، وكنت حينئذ المنظم وأحمل إشارة التنظيم، وما وجدت نفسي إلا مع اللاعبين داخل مرمى النادي الأهلي نحتفل بالفوز بعد ذلك استدعيت من قبل إدارة الاتحاد وخيروني بين المحرق والاتحاد فقلت المحرق أولاً وأخيراً».
ذكريات أيام الطفولة
عن أيام الطفولة يقول أبو الشوك «في فريج الشيخ عبدالله كنا مجموعة من الشباب تربينا في ذلك الفريج يجمعنا الحب والوفاء، وكان لي أصدقاء من أولاد الراحل الشيخ علي بن خليفة وأولاد بن مطر وعيال شريدة وعيال الشيخ عبدالرحمن الخليفة، وكنا نلعب كرة القدم يومياً قرب بيت أحمد بن مطر، وكان في ذلك الوقت نادي الجيل واشتركنا في ذلك النادي وكان يضم نخبة من أبناء فريج الشيخ عبدالله، وكان يقيم الحفلات والمسابقات والرحلات للنادي، وكان معنا عيال الصايغ ومنهم خليل الذي كان يقيم الحفلات الفكاهية، وبعد ذلك انتقلنا إلى نادي المريخ في فريج بن عيلان وهو من الأندية الكبيرة ويضم الكثير من اللاعبين أمثال محمد دهام «مرفي» والمرحومين إسماعيل بو حيدر وعبدالله مفتاح الملقب بالغراب الذي كان خطيراً في الهجوم وكذلك يوسف والشيخ أحمد، وحصل النادي في ذلك الوقت على درع دوري أديداس».
ومن ذكريات الماضي يتذكر فرجان المحرق وخاصة أيام رمضان «كانت البيوت مفتوحة للجميع وفريجنا يعم بالناس وكانت المجالس مفتوحة والكل يتزاور.. كانت ليال حلوة ننتظر فيها أيام الأعياد لأن فريجنا له نكهة خاصة، لأنه من الأشياء الجميلة في تلك الفترة اعتاد حاكم البلاد في ثاني أيام العيد زيارة الشيخ عبدالله بن عيسى في مجلسه، حيث تقام الأفراح والعرضة وثالث أيام العيد تقام الأفراح في الفريج وتشارك فرقة الراحل محمد بن حربان في تلك الأفراح وتقام الليوة».
ومن ذكريات الأيام الحلوة أيام الصيف «كنا نذهب بعض الأحيان مع بيت الشيخ علي بن خليفة إلى منطقة اليابور لأنهم كانوا يصيفون في تلك المنطقة، وكانت منطقة باردة تطل على البحر قرب قلعة البحرين ويعيشون فيها ما يقارب 3 أشهر هرباً من حر المحرق، وكنا نقضي معهم أياماً جميلة».