كتب - أحمد الجناحي:
«أرقام Vip،أرقام ذهبية، أرقام فضية، لكل الباحثين عن الشهرة والتميز.. رقم موبايل مميز والبيع لأعلى سعر»، إعلان لا تخلو منه صفحات الإنترنت والجرائد الإعلانية، أسعارها خيالية، والمهووسون باقتنائها كثر.
حب الشباب للتميز في كل شيء، جعله يدخل بهوس الأرقام الهاتفية المميزة، وقد يدفع 1000 دينار على رقم هاتف «5 ثلاثات 3 خمسات مثلاً»، أو 500 دينار لرقم «33552266»!.
يدفع إسحاق الذوادي ما يقارب 1000 دينار لممارسة هوايته المفضلة في جمع الأرقام المميزة، فيما يؤكد الشاب محمود أن الرقم المميز سهل الحفظ وأبسط لمعاكسة الفتيات، بينما يعارضهم الرأي جلال العالي ويرى أن الموضوع متعلق بالتعالي ومحاولة لفت الأنظار.
التميز منذ الصغر
يعقوب علي شاب لم يتجاوز الـ11 من عمره، يملك رقماً هاتفياً مميزاً قيمته بالسوق ما بين 300 و400 دينار، يقول «أبي تاجر أرقام مميزة.. وأهداني هذا الرقم بسبب تميزي وتفوقي الدراسي»، الغريب أن يعقوب طلب من والده رقماً مميزاً عند تميزه بدل ألعاب الفيديو أو أي شيء آخر، والغريب أكثر أن والد يعقوب يملك رقماً عادياً جداً لا ميزة فيه.
إسحاق الذوادي يحب شراء الأرقام المميزة والاحتفاظ بها «هوايتي جمع الأرقام المميزة والاحتفاظ بها»، والمثير للاهتمام أن إسحاق يدفع ما يقارب 1000 دينار لشراء هذه الأرقام، ويضيف «البعض يدفع الآلاف لممارسة هوايته.. وأنا أدفع ألف دينار فقط!»، وينتقده أصحابه ويصفونه بالمجنون ويعتبرون هوايته هدراً للمال.
ويرى الشاب محمود أن تميز رقم الهاتف أمر ضروري لـ»الفخفخة» وأحد ركائز التميز، خاصة أن الرقم وقتها يكون سهل الحفظ «لابد من التميز برقم الهاتف، لأنه سهل الحفظ وأكثر كشخة أمام الفتيات».
يملك محمود 3 أرقام تختلف في درجات التميز وتتباين في السعر أيضاً «اشتريت الرقم الثالث بصفقة جنونية بسعر 200 دينار فقط لا غير!».
عندك تآكل قال لا!
يقول سلطان المنصوري «كثير من الشباب يدفع المعقول وغير المعقول لشراء رقم مميز دون تفكير»، ويضيف «تجد الشباب لا يكاد يملك المال الكافي لأكله وشربه.. ولكنه يصر على دفع مبالغ كبيرة من أجل اقتناء الأرقام المميزة».
ويضيف سلطان أن هؤلاء ينطبق عليهم المثل البحريني «عندك تآكل قال لا.. عندك تغرم قال أي»، ويرى سلطان أنه لا بد من توعية الشباب بضرورة ادخار أموالهم للمستقبل «القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود».
سارة السكران ترى أن الرقم المميز يولد شعوراً لدى الآخرين بأن المتصل ذو شأن في المجتمع «الرقم المميز يعطي انطباعاً أن المتصل شخصية كبيرة وصاحب هيبة».
سارة تملك رقماً عادياً جداً «أسعار الأرقام المميزة مبالغ فيها بشكل كبير»، وتفكر سارة مستقبلاً بالاقتراض من أجل شراء رقم مميز وتعد ذلك ضرورة.
وينظر جلال العالي للمسألة من باب التعالي ومحاولة لفت الأنظار «الكل يحاول لفت الأنظار بطريقته، والبعض يشتري الأرقام المميزة فقط حتى يقال عنه يملك رقماً ولا أحلى».
ويرى جلال أن الرقم المميز لا يضيف شيئاً لصاحبه «الأرقام المميزة يملكها الكثيرون، ولا تقتصر على أشخاص بعينهم أو أصحاب مناصب ونفوذ، وهي لا تضيف شيئاً لشخصية الفرد».