كتب - حذيفة إبراهيم:
لاتزال قضية تصديق شهادات طلبة خريجي جامعة دلمون معلقة بين تعنت إدارة الجامعة في تسليم كشف الدرجات لـ»التعليم العالي»، وبين رفض الأخير التصديق على شهادات الخريجين دون وجود الكشف.
ويقدر عدد الطلبة الذين تأخرت شهاداتهم عن التصديق بأكثر من 600 طالب بحسب الطلبة الذين التقتهم الوطن، أشاروا إلى وجود طلبة من دول مجلس التعاون الخليجي، وليس البحرين فقط.
ويعاني الطلبة إثر الشد والجذب بين الطرفين من تأخر سواء في وظائفهم للبعض أو في إكمال الدراسات العليا للبعض الآخر، فضلاً عن الأضرار النفسية والمعنوية التي تسببت بها تعطيل تصديق شهاداتهم لمدة تزيد عن عام كامل. ورغم تقديم الطلب لمختلف الحلول سواء لإدارة الجامعة أو التعليم العالي إلا أن الصد هو ما واجههم طوال تلك الفترة. الطلبة ذكروا في حديث لـ»الوطن» أنهم عرضوا على «التعليم العالي» خلال اجتماعهم بهم في تاريخ 12 من الشهر الحالي أن يسلم الطلبة كشوفات الدرجات التي لديهم، والمختومة بختم الجامعة الرسمي، وذلك عوضاً عن قيام إدارة الجامعة بذلك بعد تعنتها مع المجلس، إلا أن الأخير رفض ذلك الحل وأصر على وجود الكشوف الأصلية من قبل الإدارة. وطالب الخريجين إدارة الجامعة بعدم التعنت في تسليم كشف الدرجات لمجلس التعليم العالي، كون ذلك القرار يسري على جميع المؤسسات التعليمية في المملكة وليس «دلمون فقط»، وشددوا على ضرورة أن يتخذ التعليم العالي الإجراءات السريعة لحل تلك الأزمة.
وفي حديثهم عن معاناتهم، رفض طلبة الجامعة التصريح بأسمائهم، نظراً لما قد يواجهونه من إساءات أو تعطيل لأمورهم من قبل إدارة «دلمون» -بحسب قولهم-، وهو ما واجهه عدة زملاء لهم في السابق.
وقال الطالب « أ . س» إنه يرغب في مواصلة الدراسات العليا في التخصص الذي درسه، فضلاً عن انتظاره لترقية في العمل، ورغم عمله عليها منذ دخوله إلى الجامعة، إلا أنه لم ينلها حتى الآن بسبب الشد والجذب بين دلمون والتعليم العالي. ووافقته في رغبتها الطالبة «ف . ش» إذ لم تستطع حتى الآن الحصول على وظيفة تناسب مؤهلها الأكاديمي، فضلاً عن كونها لم تؤد «القسم» لممارسة مهنة المحاماة، والتي ظلت طوال الـ4 سنوات الماضية تبذل الغالي والنفيس لتحقيق حلمها، مشيرة إلى أن الضرر النفسي الذي أصابها «لا يعوض بثمن» فمن الإحباط إلى عملها بشهادة الثانوية العامة، فضلاً عن الضغط من أسرتها التي تكبدت مصاريف الدراسة طوال السنوات الماضية، وذكرت أنها «ندمت» على دراستها في جامعة دلمون بعدما حصل لها من دون باقي الجامعات في المملكة.
إحدى الخريجات أكدت أن إدارة الجامعة متعمدة في التعنت وذلك للضغط على مجلس التعليم العالي للصمت عن مخالفاتهم، عن طريق الرأي العام البحريني، والذي سيقف إلى جانب الطلبة.
واكتفى باقي الـ4 الخريجين الذين التقتهم «الوطن» بالتصديق على ما قاله زملائهم، دون إضافة ما هو جديد، كون المعاناة واحدة لجميع الطلبة، الذين اضطر معظمهم للعمل والدراسة سوياً لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم.
ويبقى في ظل ذلك السؤال قائم، متى سينتهي مسلسل الخلافات بين جامعة دلمون ومجلس التعليم العالي، وما إذا كانت ستستمر تلك الخلافات للدفعات المقبلة أم أن الجامعة لن تستقبل مزيداً من الطلبة؟!.