عواصم - (وكالات): سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس على موقع عسكري مهم للدفاع الجوي في درعا، جنوب البلاد، في وقت شيع فيه العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في دمشق في مأتم حاشد.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مقاتلين من جبهة النصرة ولواء اليرموك وكتائب معارضة أخرى سيطروا على قيادة اللواء 38 دفاع جوي الواقع بالقرب من بلدة صيدا على طريق دمشق عمان في محافظة درعا بعد اشتباكات عنيفة استمرت 16 يوماً».
من جهة ثانية، قتل أكثر من 35 مقاتلاً معارضاً ولايزال مصير 20 آخرين مجهولاً نتيجة معارك وقعت الأربعاء الماضي في قرى ذات غالبية درزية واقعة عند خط وقف إطلاق النار في محافظة القنيطرة، بحسب ما ذكر المرصد.
وقتل أمس في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا 30 شخصاً، بحسب المرصد السوري.
وفيما تستمر أعمال العنف، شيع رئيس اتحاد علماء بلاد الشام العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الذي قتل الخميس الماضي في تفجير انتحاري أوقع نحو 50 قتيلاً في أحد المساجد العاصمة السورية.
وناشد مفتي الجمهورية أحمد بدر حسون في كلمة ألقاها في التشييع العالم الإسلامي والعالم العربي «إنقاذ سوريا من حرب شنت عليها من العالم»، مضيفاً «إن سقطت سوريا سقطتم جميعاً».
وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن وزير الأوقاف محمد عبدالستار السيد مثل الرئيس بشار الأسد في التشييع الذي حضره ممثلون عن إيران و»حزب الله» اللبناني ولبنان والأردن.
وووري رجل الدين السني البارز الداعم للنظام إلى جانب قبر صلاح الدين الأيوبي المحاذي لقلعة دمشق. وفي دبلن، لم تتمكن الدول الأوروبية من التوصل إلى قرار موحد في شأن إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية كما تطالب فرنسا وبريطانيا، إذ اعتبر عدد كبير من عواصم الاتحاد الأوروبي هذه المبادرة محفوفة بالمخاطر.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن تفاقم النزاع في سوريا يدعو «بشدة إلى رفع الحظر عن إرسال السلاح مع نهاية مايو المقبل أو في الحد الأدنى إجراء تعديلات جدية عليه».
وأوضح نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن تزويد المعارضة السورية بالسلاح لا يهدف إلى مزيد من عسكرة النزاع بل «إلى إتاحة حلحلة للوضع السياسي ومساعدة المقاومين حتى لا يتلقوا المزيد من قنابل طائرات بشار الأسد».
وأعلنت مالطا على هامش الاجتماع الأوروبي قرارها الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية كممثل وحيد للشعب السوري. إلا أن مالطا أوضحت أنها عارضت رفع الحظر عن الأسلحة الذي طرحته باريس ولندن.
ويخشى العديد من الدول الغربية وقوع السلاح في أيدي جماعات متطرفة في سوريا.
من جانبها، أعلنت دمشق رفضها «جملة وتفصيلاً» قرار مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بتمديد مهمة لجنة التحقيق حول الوضع في سوريا، سنة إضافية، معتبرة إياه «منحازاً وغير متوازن».
وفي القاهرة، اجتمع ناشطون معارضون من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد لدعم بديل ديمقراطي لحكمه ومحاولة للنأي بالطائفة عن الارتباط الكامل بمحاولات الحكومة لسحق الانتفاضة التي تشهدها سوريا منذ عامين.
وتهدف الوفود المشاركة في أول اجتماع من نوعه للعلويين الداعمين للانتفاضة ضد الأسد لإعداد إعلان يدعم سوريا موحدة ويدعو التيار الرئيس للمعارضة للتعاون من أجل منع قتال طائفي في حالة سقوط الأسد. من جهتها، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية معلومات تفيد أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريركية «سي اي ايه» وسعت نشاطها في سوريا وباتت تقدم معلومات إلى بعض المجموعات المعارضة المسلحة غير الإسلامية لمساعدتها على مواجهة قوات الأسد.
وأفادت الصحيفة أيضاً أن هناك شبهة حول علاقة جبهة النصرة بتنظيم القاعدة في العراق وبأنها تستقبل في صفوفها الكثير من المقاتلين الباكستانيين.