كتبت ـ عايدة البلوشي:
يندر أن تجد أحداً من الناس يؤكد أن علاقته مع أهله حتى الأقربين منهم على ما يرام، وإلا فإن الغالبية العظمى من الناس يشكون من تضاءل تلك الساعات الجميلة التي يتواصلون فيها مع أهلهم وخلانهم.
انقطاع صلة الرحم لها أسباب عدة منها؛ انفراد الابن بزوجة وأبناء، كثرة الأعباء المنزلية والجري وراء لقمة العيش، اختلاف الأبناء مع آبائهم في اختيار الزوج، لكن هل هي أسباب مقنعة؟!.
يؤكد «أ.ح» أنه يحب إخوته غير الأشقاء، ويتشوّق لرؤيتهم، لكن ذلك تقف أمامه عدّة عقبات «أسماؤنا تتشابه في بطاقة الهوية وشهادة الميلاد والأرواق الرسمية، وهم إخوتي من خلال المستندات الرسمية فقط».
ويضيف «أ.ح»: لي 4 إخوة من والدي، إذ تزوج أبي من امرأة أخرى عندما كنت طفلاً لم أتجاوز الرابعة من عمري، التقيت بهم آخر مرة في 2011 بالصدفة عند أحد الأقارب وكان على فراش الموت.
ويواصل: أحب إخوتي، إذ لا ذنب لي ولا هم، لقد كانت والدتي الزوجة الأولى وأمهم الثانية، ولا أعلم لماذا يتضايقون من وجودي، المنطق يقول إني أنا من يجب أن يتضايق. حاولت التواصل معهم دون جدوى وما يحزنني حقاً أن يتم التواصل بيننا فقط في الأحزان!.
وتعتب أم علي على أبنائها «كنت الأم والأب والأخت والصديقة لهم ومع ذلك لم أجاز سوى العقوق». وتذكر أنه عندما توفي زوجها كان أكبر الأبناء لا يتجاوز التاسعة «جميعهم كبروا وتزوجوا كما تقضي سنّة الحياة، لكن ليس من العدل أن يتركوني ولا يزوروني، بحجة انشغالهم بلقمة العيش والأبناء».
وتضيف أم علي: أصغر أبنائي تزوج منذ عامين، ولبى طلب زوجته بالاستقرار في منزل آخر دوني، ورغم أن بيتنا واسع رغب ولدي عنه بشقة. المؤسف أنه لم يعد يزورني إلا بعد إلحاح مني «أنا لا أريد سوى الاطمئنان عليه وعلى أحفادي قرّة عيني، أما أن أعيش معه فيبدو أمراً مستحيلاً منه».
وتنشج «ه.ح» بحرقة قلب، سائلة أباها أن يمنحها رضاه بعد أن فرق اختيارها لزوجها بينه وبينه، «اشتقت إليه كثيراً، ولا أعلم لماذا يجافني رغم أن الدين يؤكد أن اختيار الزوج من حق الزوجة».
وتضيف «ه. ح»: سبق أن تقدم شاب لخطبتي قبل 3 سنوات ورفضه والدي دون أن يأخذ رأيي لأنه لم يجده مناسباً رغم أنه على خلق ودين، وخضعت لأبي رغم أني لم أجد فيه ما يعيب. وعندما تقدم الشاب نفسه بعد سنوات لخطبتي، أصررت على الارتباط به، رغم رفض والدي، ودفعني ذلك للدخول في خلاف مع أسرتي. وحتى عندما عقد قراننا حضر أبي لكن من باب مراعاة الناس! وبعد ذلك لم أشاهد أبي سوى مرّتين، ومع حرصي على زيارة البيت لا أجد منه «ريقاً حلواً». لقد صار هذا الأمر يؤرقني، إذ أن أبي لايزال نافراً من زوجي!.
ويتساءل «ر. ض» عن الجرم الذي ارتكبه حين انفصل عن زوجته واقترن بأخرى يحبها؟ «لا أعلم لماذا يعاملني أهلي بجفاء»؟!. يقول «ر.ض»: اقترنت بعد تخرجي من الجامعة والتحاقي بالعمل مباشرة من فتاة تواصلت معها لثلاثة أعوام، حين اكتشفت أن اختياري كان خطأ، فانفصلت عنها واقترنت بأخرى، لتواجهني عاصفة من الإنكار، هزّت علاقتي بهم، إذ كانت علاقتهم جميعاً ممتازة مع زوجتي الأولى. إنهم لا يرغبون حتى في رؤية زوجتي الثانية!.