عواصم - (وكالات): أعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب استقالته من منصبه أمس بعد أيام على انتخاب الائتلاف غسان هيتو رئيساً لحكومة مؤقتة، في يوم رفض الجيش السوري الحر الاعتراف بالأخير لغياب التوافق حوله. وتعكس هذه الخطوة التي سبقت بيومين قمة عربية في الدوحة دعي إليها الائتلاف، تجاذباً بين داعمي المعارضة. ميدانياً، حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً مهماً جنوب البلاد بسيطرتهم على شريط بطول 25 كيلومتراً من الحدود الأردنية إلى الجولان، في حين حذرت إسرائيل بالرد «الفوري» على أي إطلاق نار من الأراضي السورية. وقال الخطيب «كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء، وإنني أبر بوعدي اليوم وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي أستطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية»، بحسب بيان على صفحته الرسمية على «فيسبوك».وأضاف «أننا لنفهم المناصب وسائل تخدم المقاصد النبيلة، وليست أهدافاً نسعى إليها أو نحافظ عليها»، علماً أنه يتولى رئاسة الائتلاف منذ تشكيله في نوفمبر الماضي.وانتقد الخطيب الدول الداعمة للمعارضة، معتبراً أن «كل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية، واعتقال عشرات الألوف من أبنائه، وتهجير مئات الألوف، والمآسي الأخرى ليس كافياً كي يتخذ قرار دولي بالسماح للشعب أن يدافع عن نفسه».وأضاف «كثيرون هم من قدموا يد عون إنسانية صرفة، ونشكرهم جميعاً. إلا أن هناك أمراً واقعاً مراً وهو ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها».وعلق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من بغداد على استقالة الخطيب قائلاً إن الخطوة «لم تكن مفاجئة»، وأضاف «أنا معجب به وأقدر قيادته».وأعرب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن أسفه لاستقالة الخطيب آملاً أن يعيد النظر في قراره. وتأتي الاستقالة في أعقاب انتخاب المعارض غسان هيتو في إسطنبول، رئيساً لحكومة الائتلاف التي ستتولى إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، في خطوة تلاها تعليق عدد من المعارضين البارزين عضويتهم في الائتلاف. وقال مصدر سوري معارض في الدوحة إن «الخطيب لا يريد أن يشكل غطاء لسياسات دول تتدخل في شؤون المعارضة»، مضيفاً إلى أن لديه «مآخذ على انتخاب هيتو القريب من الإخوان». وفي سياق متصل، قال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد «نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة لأن الائتلاف المعارض لم يتوصل إلى توافق» حول انتخابه. وانتخب هيتو بأصوات 35 من أعضاء الائتلاف البالغ عددهم نحو 50 عضواً، بعد نحو 14 ساعة من المشاورات. وخرج عدد من أعضاء الائتلاف قبل التصويت على انتخابه.وعلى هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة تحضيراً للقمة، قال مصدر عربي دبلوماسي رفيع إن الوزراء أكدوا «الالتزام بقرار مجلس الجامعة بدعوة الائتلاف السوري المعارض لتشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في القمة». وأوضح أنه «لم يتم اتخاذ قرار اليوم» حول مسألة منح مقعد سوريا للمعارضة فيما «ترك مشاركة الائتلاف في القمة لرئيس القمة أمير قطر بالتشاور مع القادة العرب».وذكرت مصادر دبلوماسية أخرى أن الجزائر والعراق تحفظا على هذه الخطوة، بينما التزم لبنان سياسة «النأي بالنفس» عن أي قرار يتعلق بالملف السوري.من جانبه، قام هيتو بزيارته الأولى إلى محافظة حلب في شمال سوريا، والتي يسيطر المقاتلون المعارضون على أجزاء واسعة منها، بحسب الصفحة الرسمية للحكومة على موقع «فيسبوك». ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مقاتلين من لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة ولواء المعتز بالله وكتائب أخرى، سيطروا على حاجز الري العسكري» شرق بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا، إثر انسحاب القوات النظامية. وبذلك «تكون المنطقة الواقعة بين بلدتي المزيريب قرب الحدود الأردنية وعابدين في الجولان السوري والممتدة لمسافة 25 كلم خارج سيطرة النظام»، بحسب المرصد.من جهته، حمل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون نظام الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية عن أي إطلاق نار على الجزء المحتل، بعد وقت قصير من قيام قوات إسرائيلية بإطلاق النار على موقع للجيش السوري. واتت الخطوة رداً على إصابة عربات عسكرية إسرائيلية بنيران مصدرها سوريا. وفي بغداد، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال لقائهما أمس أن الرحلات الجوية من إيران إلى سوريا عبر العراق والتي تحمل معدات عسكرية تساعد نظام الرئيس الأسد «على الصمود».وفي القاهرة، عقد سوريون من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس الأسد، اجتماعاً في القاهرة لتأكيد دعمهم للمعارضة السورية وتنصلهم من نظام الأسد.
970x90
970x90