أصدر الشيخ عبدالملك السعدي، أحد أبرز رجال الدين السنة في العراق بياناً هاجم فيه الحكومة العراقية ورئيسها نوري المالكي، متهماً إياها بالوقوف خلف تفجيرات بغداد و»استحلال دماء العراقيين بفكرها الطائفي»، كما دعا كافة العراقيين إلى الالتحاق بساحات الاعتصام. وقال السعدي، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني الخاص وحمل الرقم «17» على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها مناطق سنية ضد الحكومة إن «أشد أنواع الظلم ما يحصل من الحكام على شعوبهم،» مضيفاً أن «أولئك الحكام سمحوا لأنفسهم بظلم شعوبهم اعتقالاً وقتلاً وتعذيباً وتهميشاً وإقصاءً وإعداماً وسرقة مستجيبين في ذلك لأسيادهم الذين نصبوهم وأيدوهم من خارج العراق طمعاً في المناصب والأموال».واتهم البيان حكومة بغداد بـ «ظلم العراقيين عامة، وتركيز ظلمها على شريحة معينة من الشعب»، وحدد بين تلك «المظالم» مضايقة المعتصمين وفتح النار عليهم وتنفيذ «إعدامات سياسية طائفية». وأضاف «نفذت الحكومة العراقية تفجيرات إجراميةً في بغداد وسائر مدن العراق الأخرى، متذرعة بأن ذلك من عمل القاعدة أو من جهات أخرى، ونصبت العداءَ لرموز أهل السنة من السياسيين وغيرهم بتدبير المكايد ضدهم للنيل منهم»، على حد تعبيره. وأشار البيان إلى غياب التوازن الطائفي في الأجهزة الرسمية «ليطغى مذهب واحد على المذاهب العراقية الأخرى»، إلى جانب اتهام الحكومة بـ «التصفية الجسدية باغتيال العلماء والدعاة والأئمة والخطباء وشيوخ العشائر والشخصيات المؤثرة في المجتمع العراقي من أبناء السنة». وختم السعدي بيانه بدعوة العراقيين جميعا إلى «الالتحاق بساحات الاعتصامات والمشاركة فيها،» مؤكداً أن «الحساب قادم عاجلاً أم آجلاً».ويعتبر السعدي أحد أبرز رجال الدين السنة في العراق، وقرر العودة إلى البلاد قبل أسابيع مع انطلاق الحراك الشعبي في المناطق السنية شمال وغربي البلاد.في المقابل، رحب المالكي بتشكيل المتظاهرين وفداً للحوار مع الحكومة ونقل مطالبهم إليها مباشرة، مبيناً أنهم استطاعوا بمبادرتهم وحرصهم وأد الفتنة التي يسعى البعض لإشعالها.وقال المالكي في بيان «أنا مسرور بانتخاب المتظاهرين لأشخاص يمثلون أهلهم وينقلون مطالبهم، لقد استطعتم بمبادرتكم وحرصكم قبر الفتنة التي كاد البعض يشعلها لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية لا صلة لها بأهل المطالب الحقيقيين».وكان المتحدث باسم متظاهري محافظة الأنبار سعيد اللافي أعلن «تشكيل وفد للتفاوض مع الحكومة بشأن مطالب المتظاهرين»، متمنياً أن تكون هذه الخطوة «فاتحة خير لإنهاء الأزمة».يشار إلى أن 5 محافظات ذات غالبية سنية بوسط وغرب وشمال العراق إضافة إلى جزء من بغداد تشهد من نحو 3 أشهر تظاهرات واعتصامات مطالبة بالإصلاحات ومن بينها إلغاء قانون اجتثاث البعث والمادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب والمخبرالسري وتحقيق التوازن في الدولة ومؤسساتها.«سي إن إن العربية - يو بي آي»
970x90
970x90