كتبت - عايدة البلوشي:
خلافاً للأقوال والتصريحات التي تبثّها وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، يؤكد مسرحيون أن المسرح البحريني لا يواجه أزمة؛ بل إنه متعاف وينتج الكثير، ويحظى باهتمام ومتابعة الأشقّاء الخليجيين والعرب على حد سواء. أمّا تراجع الإنتاج المسرحي عن السابق فيرجعه المسرحيون إلى أسباب عديدة، لا يتعلق أيّ منها بصنّاع المسرح من مخرجين وممثلين وكتّاب، وهم الحلقة الأهم في عملية الإنتاج.
يؤكد ذلك أحمد الصايغ، نافياً أن تكون هناك أزمة يعاني منها المسرح البحريني، «لا يوجد ما يسمى بالأزمة، يجب أن لا نلقى اللوم على الظروف أو نقول لا تشجيع، فالمسرحي أو الفنان يجب أن يعمل ويسوّق لنفسه ويثبت وجوده، خصوصاً مع توافر وسائل إلكترونية عديدة. ومتى ما استطاع المسرحي أن يثبت نفسه خدم المسرح». يضيف الصائغ: واقع الحركة المسرحية البحرينية يؤكد أنها غنية، والمسرحيون البحرينيون سواء منهم المخضرمون أو الشباب يحظون باهتمام ومتابعة المسرحيين في دول الخليج العربية وربما في الوطن العربي الكبير. «لقد شكلت الحركة المسرحية منذ الانطلاقة الأولى التي بدأت من مدرسة الهداية الخليفية الثانوية العام 1919 على خشبة المسرح المدرسي إلى ظهور الفرق المسرحية الأهلية كمسرح أوال العام 1971 ومن بعده مسرح الجزيرة في العام 1973 وصولاً إلى مسرح الصواري، شكلت منعطفاً مهماً في المسيرة الثقافية في البحرين».
أحمد جاسم يرجع المشكلة إلى المسرحيين أنفسهم، «المسرحي البحريني يحتاج إلى أن يكون نشيطاً في عملية الإنتاج وطرح القضايا وتسويق الأعمال بشكل صحيح ومناسب، وأن تكون هناك أعمال أكثر تلمساً للواقع والجمهور، مع الابتعاد عن الطرح النخبوي. لا بأس بالتجريب، على أن تلامس الأعمال الجمهور بصورة أكبر، إلى جانب تحريك الخيال من أجل إبداع أكبر».
ورغم وجود أسباب عدّة مسؤولة عن ضعف المسرحية، يشدّد جاسم على مسؤولية المسرحي نفسه، مؤكداً أن الدعم موجود من قبل وزارة الثقافة وهناك ميزانية ترصد للمسارح، «لكن ذلك لا ينفي أننا نواجه مشكلة حقيقية مع القطاع الخاص فهو لا يقدر العمل المسرحي ولا يقدم له الدعم». كذلك لا يعد جاسم غياب الخشبة مشكلة، إن «المسرح ليس خشبة، المسرحي يستطيع أن يقدم مسرحه في الشوارع متى استخدم إبداعه وخياله».
صناعة النجم
بدوره يطالب مازن كمال بتفريغ المشتغل بالمسرح، صناعة للنجم المسرحي، شأن الفنانين الخليجيين والإماراتيين والقطريين، مبيناً أن عزوف الجمهور البحريني عن ارتياد المسرح سببه نوعية الأعمال التي تقدم، فهي لا تصنع نجماً خلافاً للسينما.
ويعتقد كمال إن أكثر الفترات التي تأثر فيها المسرح كانت مع هدم الصالة الثقافية في منطقة مدينة عيسى، حيث لا توجد خشبة لتقديم العروض، غير أنّ هذه الفترة أيضاً تساهم في عزوف الجمهور، «المسرحي كشأن بقية الناس أكثر انشغالاً بحياته ووظيفته».
بلى هناك أزمة
مسؤولة العلاقات العامة بمسرح جلجامش سودابه مصطفى، تؤكد أنّ هناك أزمة يعاني منها المسرح البحريني، تتمثل في الدعم المحدود المقدم من وزارة الثقافة والإعلام البحريني لرواد الفن المسرحي من حيث التدريب والتأهيل، وهناك أيضاً غياب الأكاديميات الفنية أو معاهد التدريب لتأهيل الفنان البحريني، وكذلك أزمة النصوص والإطار الذي جبّس فيه المبدعون « تراثي وقصصي»، وأيضاً افتقار المشاهد العادي للثقافة المسرحية مما أدى إلى عزوفه، وخوف المنتجين من خوض التجربة بميزانية عالية وفنية غنية، بالإضافة إلى قلة المسارح وزيادة الطلب عليها في المواسم مثل الأعياد وحسب.