كتب - هشام الشيخ:
أعلن وفد مجلس الشيوخ الفرنسي الزائر لمملكة البحرين أمس تأييده لتصريحات السفير البريطاني بالمملكة مؤخراً انتقد فيها تجاهل منظمة هيومن رايتس للإصلاحات في البحرين والتدخلات الإيرانية، مشيراً إلى أنه التقى المعارضة البحرينية واستمع إليها ولكن «ليس كل ما يقال يصدق».
ووصف أعضاء الوفد من خلال مؤتمر صحافي أمس البحرين بـ»المثال الجيد لدول المنطقة فيما يتعلق بمستوى الخدمات المتاحة للمواطنين في الصحة والتعليم والإسكان، والحريات العامة وحقوق المرأة، والعمال الأجانب».
وأكدوا، في ختام زيارة الوفد للملكة، أهمية بناء الحوار الوطني الدائر حالياً على أساس المؤسسات الدستورية، من أجل تحقيق تطور حقيقي يحمي الإنجازات المهمة بالنسبة للشريحة الأكبر من المواطنين والوصول إلى مسار سياسي يشمل الجميع».
وقال رئيس اللجنة المالية في مجلس الشيوخ الفرنسي فيليب ماريني إن «استقرار البحرين عامل جوهري لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وسط مخاطر خارجية وداخلية تحيط بالمملكة، مديناً بشدة «أي تدخل إيراني في البحرين حال توفر أدلة على ذلك».
وأضاف: «التقينا المعارضة ونشجع التعددية، ونحن لسنا هنا لإطلاق أحكام على بلد صديق»، موضحاً «يجب ألا نصدق كل ما يقال، ونتمنى أن تتحلى المعارضة بالحكمة للحفاظ على المنجزات»، وحث ماريني مختلف الأطراف المشاركة في حوار التوافق الوطني على المضي في الحوار لإيجاد مسار سياسي يسع الجميع، وأشار إلى أن «البحرين هي الأولى بين دول المنطقة في منح الحقوق للعمال الأجانب، ونتطلع لتطوير التعاون والعلاقات البرلمانية بين البلدين».
من جانبه أشاد نائب رئيس لجنة الشؤون الأوروبية بمجلس الشيوخ الرنسي جان بيزيه بتصريحات السفير البريطاني حول حقيقة الأوضاع في البحرين، موضحاً أن السفير رفع صوته عالياً بما يكنه كثيرون في داخلهم.
وأشار إلى أن المملكة شهدت تطوراً كبيراً في مجالات الصحة والتعليم والإسكان، مؤكداً أن البحرين مملكة صغيرة لكنها مثال جيد لدول المنطقة».
وشدد على أهمية بناء الحوار الوطني على أرضية المؤسسات الدستورية، مشيراً إلى أن تجاهل المؤسسات يعني الثورة لا التطوير، ويؤدي إلى آثار جانبية تطال الشريحة الأضعف من المواطنين.
وأكدت سكرتير لجنة الشؤون الخارجية والدفاع وعضو حزب الخضر ليلى عايشي «أهمية الزيارة لتكوين فكرة موسعة عن الأوضاع في البحرين، لافتة إلى مقولة شارل ديجول (المشرق منطقة معقدة)، وأن الفرنسيين ودول الاتحاد الأوروبي ليست لديهم فكرة معمقة حول حقيقة ما يجري في المملكة».
وأعربت عن أملها أن يثمر الحوار نتائج تساهم في تحقيق الاستقرار في المملكة.
بدورها أعربت عضو لجنة الشؤون الاجتماعية كرستين كيمرمان عن إعجابها الشديد بما حققته المرأة البحرينية من مكانة ومساواة، مضيفة أن «قيمة الأشخاص وحدها هي ما يحكم الاعتماد على الأشخاص هنا في البحرين(..)».
وأضافت: «دهشنا من مستوى الطب العام في البحرين، ومستشفى الملك حمد الجامعي رائع، (..) يحيا الاستقرار والسلام في البحرين»، مشيرة إلى أن «ما يشاع في الخارج مناف لحقيقة البحرين».
وأشارت إلى التعاون بين معهد «غوستاف روسي» لعلاج السرطان في فرنسا، ومستشفى الملك حمد الجامعي في مجالات التدريب والخبرات والأبحاث». وعن موقف باريس من الوضع في فرنسا قال ماريني «الموقف الرسمي للحكومة الفرنسية هو دعم تسليح المعارضة السورية، وهو موقف محل إجماع اليمين واليسار في فرنسا»، مضيفاً أن «موقفه الشخصي هو أن الحرب الأهلية ليست في مصلحة الشعب السوري».
وفيما يتعلق بالتدخل العسكري الفرنسي في مالي، دافع رئيس اللجنة المالية عن خطوات بلاده هناك، قائلاً «إنها حرب ضد الإرهاب الذي يمثل آفة العصر، مؤكداً أن «التدخل الفرنسي في مالي لا يمكن مقارنته بالتدخل العسكري الأمريكي في العراق».
وفي سياق متصل، قالت عضو حزب الخضر ليلى عايشي «صحيح أن حزبنا دعم التدخل العسكري في مالي، إلا أننا نرى أنه ليس كافياً للتصدي للإرهاب، حيث يجب محاربة الفقر ومساعدة الناس لتحسين مستوى المعيشة وتوفير التعليم هناك وفي الأماكن الأخرى التي يؤدي الفقر فيها إلى جنوح الناس نحو التطرف والإرهاب».