عواصم - (وكالات): افتتح الائتلاف الوطني السوري المعارض أول «سفارة» له في العالم لدى قطر، وذلك غداة شغله مقعد دمشق في الجامعة العربية واعتباره «الممثل الشرعي والوحيد للسوريين»، فيما تحدث رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب عن وجود «إرادة دولية» لئلا «تنتصر الثورة»، بينما اعتبرت دمشق أن جامعة الدول العربية باتت «طرفاً» في الأزمة السورية، وذلك رداً على قرار القمة العربية منح مقعد سوريا للمعارضة وتأكيد حق الدول في تسليحها، وهو ما انتقدته ايضا موسكو وطهران حليفتا نظام الرئيس بشار الاسد. في غضون ذلك، أبدت دول مجموعة بريكس «قلقها العميق» إزاء تدهور الوضع الأمني في سوريا، مع استمرار الوتيرة التصيعيدية لأعمال العنف.
ودشن رئيس ائتلاف المعارضة أحمد معاذ الخطيب ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري خالد العطية مقر «سفارة الائتلاف الوطني السوري» التي قدمتها الدوحة وتقع في الحي الدبلوماسي. وقال الخطيب في كلمة أمام عشرات السفراء والدبلوماسيين المعتمدين في قطر وبحضور لفيف من المواطنين السوريين المؤيدين للمعارضة، «أنه افتتاح أول سفارة باسم الشعب السوري الذي اغتصب حقه لمدة خمسين عاماً». ورفع «علم الاستقلال» الذي تعتمده المعارضة فوق المبنى أثناء عزف النشيد الوطني السوري. وقطر هي أول دولة في العالم تمنح ممثلية الائتلاف رتبة سفارة، وذلك بعد أن منحت الجامعة العربية في قمتها التي عقدتها في الدوحة أمس الأول مقاعد دمشق في الجامعة وفي جميع المؤسسات التابعة لها. وتأتي هذه المواقف غداة قرار القمة العربية في الدوحة، منح مقعد سوريا في الجامعة والمنظمات التابعة لها، إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، مع تأكيد حق الدول العربية في تسليح المقاتلين المعارضين. وأوضح الخطيب أن «هناك إرادة دولية بألا تنتصر الثورة، لكن الشعب الذي تحدى الظلم والطاغوت سيتابع طريقه». وأكد أنه «تفاجأ» من الرد الأمريكي الرافض طلبه نشر صواريخ باتريوت شمال سوريا، وذلك «من أجل حماية المدنيين لا من أجل الثورة». وأعلن البيت الأبيض أن حلف شمال الأطلسي لن يقدم بطاريات صواريخ باتريوت لحماية الشمال السوري، وهو طلب كشفه الخطيب خلال القمة العربية. وقال الامين العام للحلف اندريس فوغ راسموسن ان «لا خطط لدى الحلف لتغيير هدف تغطية صواريخ باتريوت المنشورة» حالياً في تركيا، والتي وضعت بناء لطلب أنقرة بعد تكرار سقوط القذائف مصدرها سوريا في الأراضي التركية. من جانبها، اعتبرت الحكومة السورية منح مقعدها للمعارضة قد وضع حداً نهائياً «لأي دور ممكن للجامعة العربية في حل الأزمة في سوريا بالطرق السياسية ويجعلها طرفاً في الأزمة وليس طرفاً في الحل». وفي ما عدته عملاً «غير مسؤول»، اعتبرت دمشق أن القمة منحت المقعد «لطرف غير شرعي» ورفعت علماً «غير العلم السوري الوطني»، معتبرة الأمر «سابقة خطيرة ومدمرة للجامعة». وعلى خط موازٍ، قالت موسكو الحليفة الدولية الأبرز للنظام، أن قرار الجامعة «غير مشروع وغير مبرر» لأن الحكومة السورية «كانت ولا تزال الممثل الشرعي للدولة العضو في الأمم المتحدة». واعتبرت طهران أن منح المقعد «إلى ما يسمى الحكومة المؤقتة» للمعارضة، هو «سابقة خطيرة بالنسبة للجامعة العربية». من جهته، قال رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة غسان هيتو إنه سيشكل حكومته في غضون 3 أسابيع، على ان يعمل جميع وزرائها في الداخل السوري، موضحا انها ستكون «حكومة مصغرة مؤلفة مما بين 10 و12 وزيراً ولن يكون لهذه الحكومة مقار في الخارج». ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرة حربية تابعة للقوات النظامية قصفت حي القابون إلى أقصى الشمال الشرقي من العاصمة.
وفي محافظة القنيطرة، سيطر مقاتلون معارضون على 3 سرايا تابعة للقوات النظامية بالقرب من بلدة بئر عجم الواقعة على حدود المنطقة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل. وحقق مقاتلو المعارضة في الأيام الأخيرة تقدما مهما في مناطق جنوب البلاد، شمل السيطرة على شريط حدودي بطول 25 كلم بين محافظتي القنيطرة ودرعا الجنوبيتين، من الحدود الأردنية الى الجزء السوري من الجولان. وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل 38 شخصاً.