تونس - (وكالات): أعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس فتح تحقيق إثر اتهامات لعنصرين من الشرطة بـ»سحل» فتاة في شارع وسط العاصمة تونس وتعرية جسدها. وقالت الوزارة في بيان «على إثر نشر مقطع فيديو بالمواقع الاجتماعية الإلكترونية يظهر فتاة تجر أرضاً من قبل شخصين أحدهما بزي عون «عنصر» أمن، توضح وزارة الداخلية أنها قامت منذ الأربعاء الماضي بفتح بحث إداري للتحري في ما جاء في مقطع الفيديو وتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة». وأوردت جريدة الشروق التونسية أن عنصري أمن أحدهما يرتدي زياً مدنياً قاما بـ»سحل الفتاة في شارع «جون جوريس» بتونس العاصمة عند انطلاق مسيرة المنتدى الاجتماعي العالمي» الثاني عشر الذي تستضيفه تونس.
ونقلت عن مصدر أمني أن الفتاة رفضت طلب الشرطيين مرافقتهما إلى مركز الشرطة فقاما بـ»سحلها مستعملين القوة».
وأضافت أن الفتاة «حاولت الفرار فاعتديا عليها بالضرب وقاما بجذبها من ثيابها على جزء من الشارع فتعرى جسد الفتاة ورغم ذلك لم يتوقف الشرطيان عن سحلها». ولفتت إلى أن مقطع الفيديو الذي يظهر «سحل الفتاة» تم تداوله على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي وأن الحادثة «أثارت غضب الرأي العام» في تونس.
من جهة أخرى، تظاهر العشرات أمام مقر وزارة المرأة والأسرة بالعاصمة تونس رافعين الأحذية للمطالبة بإقالة الوزيرة سهام بادي بعد دفاعها عن روضة أطفال اغتصب حارسها رضيعة في عامها الثالث في حادث هز الرأي العام. كما تظاهر أمام الوزارة نفسها عشرات من الإسلاميين جاؤوا للدفاع عن الوزيرة التي قالوا أنها تتعرض لـ»حملة تشويه».
ورشق المتظاهرون واجهة الوزارة بالأحذية ورددوا شعارات معادية للوزيرة وللحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية مثل «بادي..ارحلي» و»الاستقالة يا وزيرة العمالة» و»حكومة الإرهاب، ووزيرة الاغتصاب» و»يا حكومة..عار..عار..الاغتصاب في وضح النهار» في إشارة إلى عمليات اغتصاب متتالية في تونس الشهر الجاري.
ورفع متظاهرون صورة تظهر فيها سهام بادي مبتسمة وفي يدها زوج أحذية لليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
والتقطت هذه الصورة التي أثارت استياء بالغاً في تونس من الوزيرة، خلال معرض لبيع الأغراض الشخصية لعائلة بن علي، أقيم نهاية ديسمبر 2012.
في المقابل ردد المتظاهرون المساندون للوزيرة شعار «الشعب مسلم ولن يستسلم»، و»الشعب يريد الوزيرة بادي من جديد» ورفعوا لافتات كتب عليها «من لم يرض بتونس عربية مسلمة فليتركها».
وقال الطالب سيف الماجري إن الوزيرة «تتعرض لحملة تشويه الهدف منها النيل من الحكومة» الإسلامية.
وتواجه سهام بادي انتقادات متزايدة من المعارضة ومنظمات نسائية وحقوقية بسبب تقاربها مع حركة النهضة التي تواجه بدورها اتهامات بمحاولة ضرب المكتسبات الحداثية للمرأة التونسية.
من ناحية أخرى، حذرت مجموعة «انونيموس تونس» المتخصصة في قرصنة واختراق مواقع الإنترنت من عودة الرقابة على الشبكة في تونس بعد إعلان وزير الداخلية الجديد لطفي بن جدو مشروع قانون جديد لإنشاء هيئة حكومية لمكافحة «الجرائم الإلكترونية».