قال محامون إن معتقلين في غوانتنامو حيث يقوم عشرات السجناء بإضراب عن الطعام، يؤكدون أنهم يحصلون على كميات مقننة من مياه الشرب ويعانون من «البرد الشديد» في زنزاناتهم. وقدمت شكوى عاجلة في هذا الصدد إلى محكمة في واشنطن من قبل معتقل يمني نفى آمر السجن جون بوغدان بشكل قطعي ادعاءاته في رد قدمته وزارة العدل إلى المحكمة نفسها. وكتبت وزارة العدل في الوثيقة أن «هذه الادعاءات خاطئة»، وطلبت رفض الشكوى. إلا أن وزارة العدل أكدت تقديم الشكوى الذي تم «على أساس اتصال هاتفي جرى بين المدعي والمدافع عنه».
وتفيد الشكوى أن المدعي مصعب المضواني المسجون منذ 11 عاماً في غوانتنامو «يطالب بمساعدة إنسانية عاجلة» من سجانيه ليقدموا له «مياه الشرب وملابس تؤمن له دفئاً كافياً». والمعتقل اليمني «لم يعد يتناول الماء أو الغذاء» بسبب مشاركته في الإضراب عن الطعام الذي بدأ في 6 فبراير الماضي بعد تفتيش صودرت في أعقابه أغراض شخصية له ومصاحف يتم التدقيق فيها بطريقة يعتبرها المعتقلون «تدنيساً لدينهم».
وقال ستيفن كزيناكيس محامي المعتقل اليمني إنه منذ 3 أيام يتم رفض طلب المعتقلين الحصول على مياه للشرب «ويقول لهم الحراس اشربوا من الصنبور لكن مياه الصنبور لا يمكن شربها في غوانتنامو».
من جهة أخرى، «تبقي سلطات السجن منذ 10 أيام أجهزة التكييف عند درجات حرارة منخفضة جداً» ما يجعل الملابس القطنية التي يرتديها المعتقلون غير كافية، على حد قول المحامي نفسه الذي اتهم إدارة المعتقل «بمحاولة كسر الإضراب عن الطعام». وقال المحامي ديفيد ريمس الذي يتولى الدفاع عن 15 معتقلاً ينفذ جميعهم الإضراب عن الطعام إنه «على الجيش إلا يجبرهم بالقوة على تناول الطعام أو الضغط عليهم عبر تجميدهم في زنزاناتهم وحرمانهم من المياه أو فرض العزلة عليهم».
وأكد هذه المعلومات وينغارد المحامي الذي يتولى الدفاع عن معتقلين كويتيين اثنين أيضاً.
وتحدث كزيناكيس وهو طبيب نفسي أيضاً عن «عودة إلى شروط الاعتقال القاسية التي طبقت في 2002 و2003»، منذ وصول قائد جديد للسجن مطلع 2013.
وقال المحامي إن «شروط الحياة في السجن أصبحت قاسية إلى درجة أن كل المعتقلين «في المعسكر رقم 6 ويبلغ عددهم نحو 130» يشاركون في الإضراب عن الطعام احتجاجاً على المعاملة التي يلقونها».
والمعسكر 6 الذي أقيم على إحدى تلال غوانتنامو يضم المعتقلين الذين لا يمثلون أي خطر أو أي أهمية معينة في نظر القضاء الأمريكي. لكن الناطق باسم السجن الكابتن روبرت ديوراند أكد أن «درجة الحرارة يتم إبقاؤها عند مستوى مريح ولم يتم تعديلها لمعاقبة المعتقلين». وأضاف أن «مياه الصنبور في السجن هي نفسها التي أستخدمها لأعد قهوتي».
ويقوم 31 معتقلاً بإضراب عن الطعام وهو عدد ارتفع أكثر من 3 مرات بالمقارنة مع الأرقام الأولى التي ذكرتها السلطات في 11 مارس الجاري، على حد قول ديوراند.
ويتم تغذية 11 من هؤلاء المعتقلين بالقوة بأنابيب تصل إلى المعدة. وأكدت الإدارة الأمريكية أنها تراقب عن كثب الإضراب عن الطعام الذي ينفذه العديد من السجناء في غوانتنامو، مجددة تأكيد رغبة الرئيس باراك أوباما في إغلاق هذا السجن كما سبق أن وعد منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة. ووعد أوباما خلال حملته الرئاسية التي سبقت انتخابه لولايته الأولى في 2008 بإغلاق سجن غوانتنامو، وقطع هذا الوعد مجدداً في مطلع ولايته الأولى. ويستخدم معتقل غوانتنامو منذ 2002 لاحتجاز أشخاص أوقفوا خلال «الحرب على الإرهاب» التي أطلقتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
«فرانس برس»
970x90
970x90