قالت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة، إن: «الملتقى العربي التركي، يهدف إلى بناء فهم مشترك والتعرف على الجوامع بين العرب والأتراك، عن طريق تأسيس منظمات أهلية، مشيرة إلى العلاقة بين العرب والأتراك التي مرت بمراحل تاريخية طويلة وصلت إلى ستة قرون».
وأضافت، خلال افتتاح الملتقى العربي التركي يوم أمس في مملكة البحرين، تحت شعار «نداء المنامة» بمشاركة أعضاء المنتدى وعدد من المسؤولين البحرينيين والأتراك، أن «المصالح التجارية المشتركة بين تركيا والعالم العربي مزدهرة وفي نمو مستمر ويجب استثمارها في التطلع إلى زيادة في تحقيق فهم ثقافي مشترك للمصالح الاستراتيجية العليا».
وأوضحت أن «العلاقة بين الطرفين دخلت في جدل عبثي جله أيديولوجي بعد الحرب العالمية الأولى، مشيرة إلى أن أساس هذا الجدل هو التفسيرات الخاطئة لتلك المسيرة لدى الطرفين مما أبعد العلاقة لأكثر من سبعة عقود، مؤكدة أن قوة العرب من قوة تركيا والعكس صحيح، وقالت إن هذا الفهم لم يصل إلى البعض، ما يحتم على هذا الملتقى معالجة هذه المسألة والتأكيد عليها، وأضافت أن الخطاب العربي المنفعل بعد الحرب العالمية الثانية تحكم في تشكيل وعي جيل كامل من العرب تجاه الأتراك وأدى إلى مزيد من التباعد.
ودعت الشيخة هيا إلى إعادة النظر في إقامة فهم مشترك عن طريق تأسيس منظمات أهلية لا تحمل هوية سياسية معينة وإنما ثقافية لتحقيق الفهم بين الطرفين وإعادة النظر إلى تلك العلاقة وتقييمها مرة أخرى خصوصاً أن التجربة التركية الحديثة تنفي ما استقر عليه البعض من فهم خاطئ.
من جانبه أعلن مستشار الرئيس التركي أرشد هرموزلو، عن إنشاء منظمة ملتقى الحوار العربي التركي لتعميق الحوار بين العقل العربي والتركي، وتحقيق أوجه التعاون والتبادل في جميع المجالات وأهمها المجال الاقتصادي والثقافي، مشيراً إلى أن النظام التركي يسمح بتأسيس منظمات دولية لذا ارتأى مؤسسو ملتقى الحوار العربي التركي تسجيل الملتقى ليكون كمنظمة دولية مقرها العاصمة التركية إسطنبول.
وأوضح أنه «بحسب النظام التركي فإن المنظمة تخضع لجميع القوانين التركية المتعلقة بهذا الشأن، ومنها إنشاء نظام أساسي للملتقى، وانتخاب رئيس ونائب رئيس وأعضاء للمنظمة، تضم في عضوية الهيئة الإدارية 7 أعضاء رئيسيين، و3 أعضاء احتياط ليكون مجموعهم 9 أعضاء، وهيئة رقابة بحسب القانون التركي. وتابع: «نتطلع لتوطيد العلاقات التركية العربية المقطوعة منذ 100 عام خلال فترة سيطرة الاستعمار، ونتطلع لإقامة اتحاد إقليمي يزيد من العلاقة الرأسمالية الإنسانية ما لم تتعارض مع حقوق الشعوب وتطلعاتها». من جهة أخرى قال أمين عام مؤسسة الفكر العربي د.سليمان عبدالمنعم إن: «الحوار له مستويات عدة بين الشعوب والثقافات منها الأمني والسياسي والثقافي والاجتماعي، موضحاً أن التركيز على الفكر الثقافي هو الرؤية لتسير بالحوار التركي العربي في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية وكيفية الاستفادة من الوقت في التجارب التركية الحديثة بين التوفيق من خلال قيم الإنسانية المستنيرة من ناحية وقيم تقدم الإنسان المعاصر من ناحية أخرى».
من جهته قال مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام نبيل الحمر: «إن الحديث عن العلاقات التركية العربية أو الخليجية هي جيدة وقطعت شوطاً كبيراً في العديد من المجالات» وأضاف أن الأهمية تكمن في تنظيم لقاءات بين العاملين في وسائل الإعلام التركي العربي سواء المرئي أو المسموع أو المكتوب لوضع أسس مهمة في العلاقة بين الطرفين.
وفي ذات السياق قال رئيس معهد البحرين للدراسات د.محمد عبدالغفار إن العلاقة التركية العربية، أصبحت علاقات تدعو إلى أن تكون استراتيجية وليست عابرة لما تحمل من أبعاد تاريخية حضارية عديدة.
من جانبها قالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب إن مملكة البحرين تضم القيم الحضارية والحداثة الإنسانية كون البحرين مجتمع منفتح يتمتع بسقف عالي من الحريات ومحافظ على التراث والفكر الإسلامي، مؤكدة ضرورة الاقتداء بالتجربة البحرينية كتجربة حقيقية ولا يمكن الاستمرار في التعويل على التجارب الأخرى والحاجة لها.
من ناحية أخرى قال رئيس المعهد التركي العربي للدراسات الاستراتيجية د.محمد العادل في مداخلة له على هامش الملتقى «إن الدول العربية منشغلة بطرح سؤال لماذا التوجه التركي وما هي الكيفية في استثمار التوجه التركي في خدمة المصالح العربية والمصلحة المشتركة، إذ إن الحوار العربي التركي معطل لأكثر من 100 عام».
وشدد على ضرورة تفعيل الحوار بين العقل العربي والعقل التركي، وهناك العديد من الجهود التي تبذلها بعض المؤسسات التي بدأت في شكل من أشكال الحوار وعلى أصعدة مختلفة، فيما تحول ذلك إلى مؤسسة يجب أن تكون مجلس حكماء للعقل العربي التركي، أو مؤسسة تنفيذية للأنشطة الفعلية للطرفين.