عواصم - (وكالات): وقعت مجزرة وسط سوريا راح ضحيتها 11 شخصاً أغلبهم من النساء والأطفال، وتبادل النظام ونشطاء المعارضة الاتهامات بتحمل مسؤوليتها، فيما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته عن نشطاء في المنطقة قولهم إنه تم العثور على «جثامين 11 مواطناً بينهم 8 سيدات و3 رجال أعدموا ميدانياً خلال اقتحام القوات النظامية لحي البرج في مدينة تلكلخ». وحمل مدير المرصد رامي عبد الرحمن الامم المتحدة مسؤولية استمرار المجازر في سوريا «بسبب عدم إحالة ملف أي مجزرة إلى محكمة دولية لمحاكمة مرتكبيها وقتلة الشعب السوري» مشيراً إلى أن «القاتل يستمر بالقتل عندما لا يجد رادعاً».
في غضون ذلك، فر عدد واسع من العائلات عن حي الشيخ مقصود في حلب شمال البلاد، بسبب اندلاع معارك بين القوات النظامية ومقاتلون معارضون، حسبما أفاد المرصد السوري.
وأضاف في بيان «يشهد حي الشيخ مقصود حالات نزوح واسعة وذلك اثر سقوط عشرات القذائف على الحي» مشيرا الى ان «القصف اسفر عن سقوط جرحى وتهدم في بعض المنازل».
ويقطن حي الشيخ مقصود غالبية كردية، إلا أن المعارك التي تدور منذ الجمعة الماضي تتكثف في القسم السني غير الكردي منه والواقع في الجانب الشرقي منه، ويعد هذا الجانب استراتيجياً نظراً لاعتلائه هضبة تشرف على العاصمة الاقتصادية للبلاد.
وقتل مسلحون معارضون امام مسجد الشيخ مقصود، بحسب المرصد الذي نقل عن مصادر في الحي ان الشيخ «سحل بعد قتله».
وفي ريف دمشق، تتواصل العمليات العسكرية حيث «تعرضت مناطق في الغوطة الشرقية وبلدة معضمية الشام لقصف من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل».
وقتل 8 مدنيين بينهم اطفال في قصف تعرضت له بلدة كفربطنا في ريف دمشق. وجنوب العاصمة، سقط صاروخ على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين مخلفا قتلى وجرحى.
وشرقا، أقدمت «مجموعات مسلحة» على إضرام النار في 3 آبار نفطية في محافظة دير الزور «ما يؤدي الى خسارة يومية تقدر بـ 4670 برميلاً من النفط و52 الف متر مكعب من الغاز» بحسب الوكالة السورية الرسمية.
من جانبه، دعا البابا فرنسيس ي اول رسالة في بابويته بمناسبة عيد الفصح الى «السلام» في سوريا، فيما احتفل الكاثوليك بفصح حزين مع استمرار المواجهات الدامية في مناطق سورية مختلفة.
وقال البابا أمام مئات الآلاف المحتشدين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان وجادة ديلا كونشيلياتسيوني متحدثا للمرة الأولى بشأن النزاع السوري، «كم من الدماء سفكت، وكم من العذابات ستفرض بعد قبل التمكن من ايجاد حل سياسي للازمة؟».
ودعا الى «السلام لسوريا الحبيبة، من أجل شعبها الجريح بسبب النزاع ومن أجل العديد من اللاجئين الذين ينتظرون المساعدة والتعزية».
وعلى وقع كلمات البابا المؤثرة، احتفل الكاثوليك في سوريا بعيد الفصح وسط أجواء يسودها الحزن، بعضهم في مناطق عمها الخراب بسبب أعمال العنف كما في الغسانية شمال البلاد.
فقد تحولت القرية المسيحية الواقعة بين محافظة ادلب ومحافظة اللاذقية الساحلية الى مدينة أشباح يسكنها نحو 15 شخصاً بعد أن كان تعداد سكانها قبل النزاع الدامي يبلغ نحو 10 آلاف شخص بينهم 6 عائلات مسلمة.