يرى خبراء أن زيارتي الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري مؤخراً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة أحيتا مجدداً آمال السلام في الشرق الأوسط لكن شرط إشراك حماس في المفاوضات.
ويعتبر الخبراء في مركز مؤسسة بروكينغز أن ذلك مرهون أيضاً بموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي انتهى مؤخراً من تشكيل حكومة ائتلاف يبدو أنها ستكون متشددة بشأن الاستيطان الذي يشكل أكبر عقبة أمام استئناف المفاوضات المتعثرة منذ سبتمبر 2010. وقال خالد الجندي الذي كان مستشار القادة الفلسطينيين في مفاوضاتهم مع الإسرائيليين أن استئناف عملية السلام يقتضي أولاً مصالحة الفلسطينيين بين بعضهم البعض. والفلسطينيون منقسمون بين حركتي المقاومة الإسلامية «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة و»فتح» التي ينتمي إليها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يتولى السلطة في الضفة الغربية.
وأضاف الجندي أن «الإسلاميين لهم وزنهم سواء كانوا في المعارضة أو الحكومة ولابد من أخذهم في الاعتبار وخصوصاً في ما يخص الوضع الفلسطيني».
وإذا أراد جون كيري أن يساهم في مصالحة محتملة بين إسرائيل والفلسطينيين فيجب عليه أن يعترف بأن حماس «طرف يجب أن يجلس حول الطاولة».
من جهة أخرى اعتبر الخبير أن حل الدولتين أكثر شعبية في قطاع غزة مما هو في الضفة الغربية.
لكن واشنطن تعارض رسمياً أي تفاوض مباشر مع حماس التي تعتبرها منذ 1997 «منظمة إرهابية أجنبية». ويرى ايتامار رابينوفيتش سفير إسرائيل سابقاً في الولايات المتحدة أنه من الأفضل أن تقوم دول أخرى بوساطة بين الأمريكيين والحركة الإسلامية.
وقد توكل هذه المهمة إلى تركيا التي دفع بها الرئيس أوباما مؤخراً إلى التصالح مع إسرائيل بشأن مسؤوليتها عن استشهاد 9 أتراك خلال مهاجمة أسطول السلام الذي كان متوجهاً إلى غزة في مايو 2010.
وبعد أن قبل اعتذارات نتنياهو أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه سيتوجه إلى الضفة الغربية وقطاع غزة في أبريل الجاري دون إثارة غضب واشنطن، حتى إن كيري شدد على أهمية المصالحة التركية والإسرائيلية كعامل «سلام واستقرار في المنطقة». لكن رابينوفيتش أضاف أن أي تسوية إسرائيلية فلسطينية مرهونة قبل كل شيء بنتنياهو.
ولخص السفير السابق بالقول إن «التوصل إلى اتفاق نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين يقتضي أن يثبت نتنياهو أنه رجل دولة حقاً» وأن «يكسر ائتلافه».
وشكل نتنياهو أغلبية بمشاركة حزب «الليكود» وحليفته «إسرائيل بيتنا» القومية، لوزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان، و»يش عتيد» المفضل لدى الطبقات المتوسطة الذي يقوده الصحافي السابق يائير لابيد، و»الوطن اليهودي» لنفتالي بينيت المنبثق عن التيار الديني القومي المتعصب القريب من المستوطنين وحركة «حاتنوحا» الوسطية التي ترأسها وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني.
وقال نتنياهو الشهر الماضي عشية زيارة الرئيس أوباما التاريخية إن هذه الحكومة الجديدة التي يطغى عليها المستوطنون، مستعدة «للتفاوض مع شريك فلسطيني يرغب في ذلك بنية حسنة».
وزار أوباما الأراضي الفلسطينية المحتلة نهاية الشهر الماضي لأول مرة بصفته رئيس وحث الطرفين على اختيار السلام لكن دون الإشارة إلى طريق يؤدي إلى حل الدولتين، غير أنه انتقد الاستيطان اليهودي معتبراً أن هذه المسألة يجب أن تحسم خلال مفاوضات السلام.
وكرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام نظيره الأمريكي أنه يطالب بتجميد الاستيطان الإسرائيلي في الضفة والقدس الشرقية المحتلة قبل استئناف المفاوضات.
«فرانس برس»