يوسف البنخليل


يقول الكاتب يوسف البنخليل بمقاله يوم أمس «الخليج العربي فـي مهـب الريـح» إن هنالك سيناريو قد يبدو خيالياً إلى حد ما، ولكن معطيات الواقع تشير إلى احتماليته وواقعيته بشكل كبير، فثمة جهود لتشكيل محور جديد قد يؤدي إلى تغيير معادلة القوة السياسية في الشرق الأوسط حالياً.فالنخب الحاكمة في دول الربيع العربي تختلف نظرتها عن نظرة النخب التقليدية التي حكمت هذه الدول سابقاً تجاه التحالفات الإقليمية رغم المصالح القائمة، فإذا كانت النخب الحاكمة سابقاً في هذه الدول تنظر بقدر من الأهمية الاستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي من منظور المصالح المادية، فإن مثل هذه المصالح باتت مختلفة اليوم، بعد أن تم تغليب الأيديولوجيا على هذه المصالح، ويضيف ان ردود أفعال دول التعاون الخليجي تجاه محيطها العربي الجديد مازال جامداً، رغم أن الحاجة تتطلب تدخلاً عاجلاً في دول الربيع العربي لإنقاذها سياسياً واقتصادياً قبل أن تكون ضحية أطراف إقليمية ودولية أكثر.
دغبوس
يا اخي الكريم:لاغرابة!؛اعتادت شعوب الخليج العربي على ما تراه أنظمتها (حكمة التريث)وتراخيها وترددها في اتخاذ المواقف من الاحداث وبناء حساباتها على تصورات مشوبة بالشك والريبة من دول وشعوب تسميها شقيقه!!.تنام أنظمة الخليج على أوهامها وحساباتها الخاطئه لتصحو وقد فاتها القطار لتبدأ المسيرة الشاقه والباهظة الثمن في محاولة الترقيع ورأب الصدع وتنقية الأجواء وإصلاح ذات البين!!. وغالباً ما يكون ذلك بعد فوات الأوان فتحل المساومة محل التعاطي السليم مع الأحداث. ولعل المواقف من دول الربيع، وما يترآى من بوادر خذلان الثورة السورية ومحاولات الالتفاف على مآسي معاناة الشعب السوري هو الشاهد على نمطية سياسات الأنظمة الخليجية المبنية على حسابات وهمية مبطنة.نلوم دول الربيع أن مدت يدها لإيران تستجدي العون، ونحن الذين ندفعها إلى ذل الاستجداء،استناداً إلى حسابات خاطئة وتحسبات لا وجود لها إلا في الأذهان المسكونة بوهم الخوف واوهام الريبة. لقد وجدنا فراغاً ستملؤه إيران، ونحن الملومون.
06
يرى المواطن الخليجي-صواباً أم خطأً - كان هذا الرأى، فالمهم هنا ليست نبة الصواب من الخطأ في هذا الرأي، بقدر حقيقة أن هذا مايراه، وهو مايبني عليه حكمه ومواقفه، فالمواطن الخليجي بغالبيته، سيما بين نخبه ومثقفيه، يرى أن بوصلة بناء المواقف الخارجية لدول مجلس التعاون، تحركها رياح اتجاه المواقف الأمريكيه!.ورغم الطعنات التي تتلقاها الأنظمة من العم الأمريكي واختلال موازين التكافؤ والمكافأة، فإن نمطية الإذعان لم تنلها ضرورة التغيير بعد!نعم ، لنهجٍ كهذا حين تتفق المصالح وتتوازن؛ ولكن المواطن يرفض الإذعان والانسياق الأعمى حين تكون مصالح الأوطان العليا وأمنها القومي على المحك، وندفع استقرارنا ثمناً لهذا التمادي في قبول الإملاءات والإذعان.