تعيش الصحافة الورقية في العالم العربي بل والعالم كله فترة حرجة، ومرحلة انتقالية مواكبة للتطور التقني الهائل والذي يخرج لنا في كل يوم بجديد لا نتوقعه. والمؤكد أن التقنيات الجديدة والمتلاحقة، ولاسيما تقنيات الحبر الإلكتروني - تحظى بالكثير من اهتمام الأوساط الإعلامية والصحفية خاصة في الفترة الأخيرة، وهو ما يعزو وجهة النظر التي ترى أن يكون الظهور التجاري الحقيقي للصحف والمجلات الإلكترونية هو التحول، الذي سيكون له أثر هائل في العالم في حال تحققه.
ولعل أحدث المنجزات التقنية هو الكمبيوتر اللوحي الجديد «Ipad» من شركة «أبل»، فالجهاز الجديد مصمم للتصفح السهل والسريع للمواقع والصحف الإلكترونية، ويمكن للجهاز استخدام أغلب التطبيقات المتاحة في «آي فون» فاق عددها ألف تطبيق جديد.
ومن جانب آخر، إذا كانت الصحف الخليجية المطبوعة، قد شهدت ازدهاراً وطفرة كبيرة في التحرير والإخراج وتقنيات الطباعة والأحبار ونوعية الورق، فإنها الآن أمام محنة حقيقية، فالصحف الورقية التي كونت لها على مدار عشر سنوات ماضية مواقع إلكترونية، «أصبحت اليوم تقف على برزخ، لا تستطيع أن تعود ثانية للورق أو الدخول ثانية إلى جنة الصحافة الإلكترونية».
ومن المؤكد أن الصحافة الإلكترونية «المجانية» كانت سبباً في تراجع مبيعات الصحف الورقية في العالم أجمع، وبالتالي أصبح لا بد من إيجاد بدائل لزيادة العائدات من جديد. وقد علقت الكثير من الصحف ودور النشر آمالها على التغيير المتوقع في السوق اعتقاداً منهم بأن الـ «آي باد» يمثل فرصة حقيقية لجهاز غير تقليدي يعرض المحتوى الإلكتروني بشكل جيد مقابل المال، مما يعني وضع نهاية لعصر الصحافة الإلكترونية المجانية.
لكن اليوم أصبح من المألوف جداً تصفح مواقع الأخبار والصحف والمواقع الإلكترونية، كل صباح عبر وسائط عديدة، كالهاتف الجوال والإنترنت في المقاهي وأماكن العمل والباصات وغيرها، فهل تسارع هذه التقنيات في طي سجل الصحافة المطبوعة في القريب العاجل، وأن الـ Ipad والأجهزة المشابهة -والمتوقع ظهورها- ستكون مسماراً آخر في نعش الصحافة الورقية؟.
صالح يوسف صالح