نفى وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، طلب وساطة جزائرية ما بين مملكة البحرين وإيران، موضحاً خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في وزارة الشؤون الخارجية بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة رداً على سؤال وُجه له بهذا الشأن قائلاً، إن: «الشقيق لا يتوسط بين شقيقه والغريب»، وأكد في الوقت ذاته أن بإمكان جميع الدول الشقيقة والصديقة أن تنقل موقف مملكة البحرين إلى إيران وذلك لإعطاء صورة صحيحة عن الأوضاع.
وأشاد رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبدالعزيز بوتفليقة، خلال استقباله يوم أمس في قصر جنان المفتي، وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وبما يشهده التعاون المشترك من تقدم ونماء على الصعد كافة.
ونقل وزير الخارجية، خلال اللقاء، تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، إلى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وشكرهم وتقديرهم لمواقف الجزائر الثابتة والداعمة لمملكة البحرين، وتمنياتهم له بموفور الصحة والعافية وللشعب الجزائري الشقيق مزيداً من الرفعة والرخاء.
من جانبه أعرب وزير الخارجية، عن اعتــــزاز مملكة البحرين بالعلاقات البحرينية الجزائرية، منوهاً بما تشهده هذه العلاقات من تطور متنامٍ في ظل الرعاية التي تحظى بها من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وهو ما يعكس رغبة البلدين في دفع هذه العلاقات نحو آفاق أوسع من التعاون المشترك لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين.
من جهة آخرى، وقعت البحرين والجزائر، بمقر الخارجية الجزائرية، مذكرة تفاهم حول التشاور السياسي بينهما، في ختام الدورة الأولى للتشاور السياسي بين البلدين التي انعقدت بالعاصمة الجزائرية.
وقال وزير الخارجية الجزائري، إن المذكرة تفتح آفاقاً جديدة للتنسيق وضمان استمرار التشاور وتبادل الآراء حول القضايا الدولية بين البلدين، داعياً إلى توسيع مجالات التعاون بين البلدين.
من جانبه، قال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن البلدين تجمعهما علاقات نوعية ومتميزة وعلاقات تاريخية تشكل مثلاً يحتذى به.
وأعلن عن انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين قبل نهاية العام الجاري في البحرين.
وأكد وزير خارجية أن الظروف الحالية في سوريا، «لا توحي» بنجاح الحل السياسي رغم تأكيد كل الأطراف على قبول «نهج الحوار».
وقال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري مراد مدلسي، «الحل القائم على الحوار هو الحل الأمثل (...) والحل السياسي هو أحسن خبر يمكن أن نسمعه».
وتابع «نهج الحوار هو الحل الحقيقي.. هذا الكلام سمعناه من كل الأطراف في سوريا.. سمعناه من الائتلاف الوطني وسمعناه أيضاً من الحكومة لكن الظروف لا توحي بهذا الشيء».
من جانبه قلل وزير الخارجية الجزائري من حظوظ نجاح مهمة الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
وقال مدلسي في تصريح للإذاعة الجزائرية «لا نعتقد أن لها (مهمة الإبراهيمي) فرصة للنجاح.. ونحن نأمل أن تنجح».
وتابع «الإبراهيمي نفسه أكد عند تكليفه أن المهمة معقدة ولا أعتقد أن الأوضاع تحسنت منذ ذلك الوقت».
كما استعرض وزير الخارجية، خلال اجتماعه يوم أمس، مع رئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح، سير العلاقات البحرينية الجزائرية الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين.
مقام الشهيد
من جانب آخر، استذكر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة باعتزاز التاريخ الوطني البطولي الذي سطره أبناء الشعب الجزائري الشقيق في المقاومة الشعبية لنيل الاستقلال والتحرر، حيث وضع وزير الخارجية، إكليلاً من الزهور أمام النصب التذكاري «مقام الشهيد»، لشهداء الثورة الجزائرية، وقراءة الفاتحة على أرواحهم، معرباً عن تمنياته للشعب الجزائري بتحقيق المزيد من التقدم والنمو في ظل القيادة الجزائرية الحكيمة.
بعدها أجرى وزير الخارجية، زيارة إلى المتحف الوطني للمجاهد، الذي يتضمن عدة أجنحة تجسد الحقبة التاريخية لنضال الشعب الجزائري للفترة الممتدة من 1830 إلى الاستقلال 1962، إضافة إلى قبة الترحم، حيث سجل وزير الخارجية في السجل الذهبي تقديره وإجلاله للشهداء الذين بذلوا أرواحهم لتحرير واستقلال الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.