قال وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة إن البحرين شهدت أعمالاً خطيرة منافية للقانون توفرت فيها أركان الجريمة الإرهابية، وإن الشرطة تتعامل مع مجموعات مسلحة وليست مسيرات سلمية.
وأضاف الوزير في كلمته في اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب اليوم الأربعاء أنه ومن خلال اعتراف أعضاء الخلية الإرهابية والأدلة المادية يظهر بجلاء ضلوع الحرس الثوري الإيراني، وإن تدخل إيران في شأن الأمن الداخلي البحريني يستوجب موقفاً عربياً يتجاوز الإدانة والاستنكار إلى اتخاذ التدابير الفعالة لحماية الأمن العربي.
وقال الوزير :"لقد شهدت مملكة البحرين خلال الفترة الماضية أعمالاً خطيرة منافية للقانون ، تمثلت في تخريب الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرق إلى استهداف رجال الأمن بمختلف الأسلحة مثل القنابل الحارقة والمتفجرات ورماية السهام والأسلحة الخفيفة وهي أعمال تعدت مظاهر الشغب والعنف إلى أعمال توفرت فيها أركان الجريمة الإرهابية ، فالشرطة تتعامل مع مجموعات مسلحة وليست مسيرات سلمية".
وتابع الشيخ راشد بن عبدالله :"بعون الله فقد تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط خلية إرهابية بعد أن قامت بالتحري عن أعضائها وتنقلاتهم وأماكن تدريبهم على الأسلحة والمتفجرات،ومحاولة إيجاد مكان في البحرين لتخزين السلاح وتهريبه واستخدامه في ساعة الصفر لمهاجمة أهداف حيوية واستهداف شخصيات هامة".
وواصل الوزير :"من خلال اعتراف أعضاء الخلية والأدلة المادية ، فإنه يظهر بجلاء ضلوع الحرس الثوري الإيراني وهو مايعكس علاقة إيران بالتدخل في شأن الأمن الداخلي البحريني بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وهو ما يستوجب موقفاً عربياً يتجاوز الإدانة والاستنكار إلى اتخاذ التدابير الفعالة لحماية الأمن العربي، والمتمثل في أمن الدول الأعضاء".
وأضاف وزير الداخلية :"وإذا كنا نؤمن بأن التغيير سنة الحياة ، فإن تحقيقه يكون من خلال الالتزام بالنظام، وليس من خلال انتشار الفوضى التي استشرت في بعض المجتمعات، وأصبح الناس يتحركون بشكل عشوائي تدفعهم شعارات متضاربة ، تحاول الوصول إلى نهاية يدفع ثمنها الناس، الأمر الذي يترتب عليه بذل المزيد من الجهود للتوعية المجتمعية وإعطاء الأولوية الأمنية لفرض النظام العام وتثبيت الأمن. إن الأمن العربي يشهد حالة من الفوضى والاضطراب العام والتهديد الصارخ لتشتيت الهوية العربية ، وأن انشغالنا عن إدامة التنسيق الأمني بيننا لاشك يعد سبباً في تصدع بعض جبهاتنا الأمنية وإبقائها في عزلة عن بعضها البعض ، وأن من يفكر في زعزعة الأمن لأي دولة عربية لا يضع في حساباته وتقديراته ردة الفعل العربية الجماعية مع الأسف . واليوم في ظل تفاقم الاضطرابات الأمنية في عدد من البلدان العربية تكون الأولوية لوقف النزيف وصد الأبواب أمام استمرار التهديد في ظل علاقة ما يحدث في الداخل بما يخطط له يدار في الخارج" .
"بيان الرياض" يدين الدعم الإيراني للعمليات الإرهابية في البحرين واليمن

ومن جانبه، أصدر مجلس وزراء الداخلية العرب اليوم الأربعاء بيانا ختاميا بعنوان "بيان الرياض لمكافحة الإرهاب" أعلن فيه رفضه القاطع لأي محاولة خارجية للنيل من أمن أي دولة عربية، وإدانته للدعم الذي تقدمة إيران لعمليات إرهابية في البحرين واليمن، مثمنا جهود أجهزة الأمن البحرينية واليمنية في مكافحة الإرهاب ودورها في كشف خلايا ومخططات إرهابية خطيرة.
وجدد المجلس إدانته الثابتة للإرهاب مهما كانت أشكاله أو مصادره وعزمه على مواصلة مكافحته ومعالجة أسبابه وحشد كل الجهود والإمكانيات لاستئصاله وتعزيز التعاون العربي في هذا المجال وكذلك في مجال الجريمة المنظمة، منددا في هذا السياق بكافة أشكال دعم الإرهاب وتمويله ورفضه القاطع لعمليات الابتزاز والتهديد وطلب الفدية التي تمارسها الجماعات الإرهابية لتمويل جرائمها، ودعوة جميع الدول إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن بهذا الشأن ، كما حث المجلس الدول العربية على تعزيز التعاون فيما بينها في مجال ملاحقة الإرهابيين وتسليمهم للدول المطالبة. وأشاد مجلس وزراء الداخلية العرب بجهود أجهزة الأمن العربية للقضاء على الإرهاب وتفكيك شبكاته وبتطور قدرات هذه الأجهزة في مجال مكافحة الإرهاب في الدول العربية وخاصة في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وجمهورية والعراق والعمل على الاستفادة من التجارب التي اكتسبتها كل دولة في هذا المجال.
ودعا المجلس الدول إلى الاستفادة من جهود المملكة العربية السعودية في مواجهة الفكر المتطرف خاصة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بالإضافة إلى الاستفادة من مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين.كما رحب المجلس بافتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا كخطوة لإشاعة القيم الإنسانية وتحقيق الأمن والسلام العالميين ووضع آلية عالمية لنشر السلام الدائم والتماسك الاجتماعي.
ورحب المجلس بدعوة جمهورية العراق لعقد مؤتمر خاص بالإرهاب وسبل مكافحته في الدول العربية في النصف الثاني من مايو المقبل استجابة لقرار القمة العربية التي عقدت في بغداد بتاريخ 29/3/2012، وحث الدول العربية والمراكز البحثية المتخصصة بقضايا العنف والإرهاب على المشاركة الفاعلة في إنجاح المؤتمر.
وأشار بيان الرياض إلى أن هذه المواقف لمجلس وزراء الداخلية العرب تأتي انطلاقا مما تضمنته الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب و إدراكا لما يشكله الإرهاب والتطرف الفكري والجريمة المنظمة من تهديد فعلي ومستمر للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم واقتناعا من المجلس بأن القضاء على الإرهاب يتطلب مواجهة شاملة ومستمرة ومنسقة ويستلزم تجفيف منابعه وتأكيدا على أن الأمن العربي كل لا يتجزأ. وكان في استقبال الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله وزير الداخلية لدى وصوله إلى المطار، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الشقيقة.