كتب - جعفر الديري:
لم تكن المرأة بالأمس، تجد لها ناصراً في حال رغب زوجها في ضرة تقاسمها البيت، كانت تقبل بالأمر الواقع وتصبر على مضض، متوقعة أن تأتيها الضرة الثالثة والرابعة في أية لحظة!.
نساء اليوم في الأعم الأغلب، خاصة المتعلمات والموظفات، ترفضن رفضاً قاطعاً أن تدخل ضرة إلى بيتها وتقاسمها زوجها، ولديهن القدرة على ترك الزوج، وإن كانت الفرصة تتمضحل وتتضاءل بوجود الأبناء.
المعاملة بالمثل
من هؤلاء النسوة أمينة، أصيبت بمرض أقعدها لسنوات، ومع ذلك لم تقبل أن يتزوج زوجها عليها، فهي تؤمن أن الزوجات يتحملن الكثير، ولا بأس أن يتحمل الزوج أيضاً «ليس من العدل أن يسارع الزوج للاقتران بأخرى، دون أن يعنى بمشاعر زوجته، رغم معرفته أن الضرة هي أقسى ما تصادفه المرأة في حياتها».
أمينة في الخامسة والثلاثين تتساءل «ماذا لو أصيب الزوج بالمرض؟! هل يحق لزوجته تركه مثلاً؟ ألا يعد ذلك أمراً منكراً؟! أليس من حق المرأة على زوجها أن يرعاها ويطيب خاطرها؟!».
العذر مقبول أحياناً!
وتبدو حوراء أكثر رحابة صدر حيال المسألة، قبلت بضرة عندما اكتشفت عدم مقدرتها على الإنجاب، فهي تجد في الخلف السبب الوحيد المقنع لارتباط الزوج بأخرى.
تقول حوراء «كما إن الزوجة ترغب في الولد، وربما اختارت الانفصال عن زوجها عندما تكتشف أنه عاقر، فمن حق الزوج أن يرتبط بثانية بل وثالثة من أجل أبناء يحملون اسمه».
وتضيف «أعلم يقيناً حجم التعاسة التي تحيط بالمرأة وهي تجد أن البيت الذي اقتصر عليها وعلى زوجها تدخله امرأة أخرى، لكن بالمقابل لا تبدو رؤية الزوج وهو مشغول البال وسارح الذهن أمراً محبباً!». حوراء تجد في منع الزوج من الاقتران بأخرى في مثل هذه الحالة «أنانية مفرطة من جانب المرأة، ولا يجوز لها أن تحرمه من الخلف».
سيدة البيت
سمير محمد يقول إن أولائك اللاتي أجبرن على سلوك هذا المسلك، تظل في نفوسهن غصة، تخرج في معاملة الزوج أو أبنائه من الزوجة الأخرى، وهو وضع ينعكس سلباً على راحة الزوج واستقراره النفسي. ويتابع «فلنتأمل حال جداتنا، كن يرغمن على القبول بالضرة، لكن العلاقة بين الأبناء من الزوجتين لا تظل على مايرام في أغلب الحالات، حتى لو كانت هناك مودة سابقة بين الزوجتين».
بين الجنة والنار
ولا تتمنى بتول السيد أن تقع في مثل هذا الاختبار، سواء كزوجة أو ضرة، فكلاهما مر كما تقول.
وتقول بتول «طبيعة تربية الفتاة تحكم ردة فعلها تجاه الضرة، الأمر لا يخص الجدات فحسب، بل حتى في هذه الأيام نشهد عوائل في بيت واحد، تبدو فيه الزوجات في غاية التآلف والتفاهم، حتى العلاقة بين الأبناء ممتازة، ما الفارق إذاً؟ الفارق في طبيعة تربية الزوجة.. فالكثيرات يتعلمن منذ صغرهن على أن الزوج كل شيء للمرأة، فلا أب ولا أم ولا إخوة ولا أخوات لها، فمتى خرجت من بيتها لا عودة لها».
وتصف معصومة محسن من تقبل بضرة بـ»الغبية»، وتقول «هي تعلم يقيناً أن زوجها متى أتى بواحدة فلن تكون لها المكانة الأولى».
وتضيف «الجديد دائماً محبب للنفس أكثر من القديم، والواقع يؤكد أن أغلب الرجال متى ارتبطوا بزوجة ثانية نسوا الأولى، ذلك أن الغدر طبيعة فيهم، فهم لن يحفظوا للزوجة هذا الجميل، بل يسارعون إلى الاقتران بثالثة ورابعة، وعندها لن يفيد الأولى الندم، وهي تشعر وكأنها كانت في القمة وتراجعت إلى المرتبة الرابعة!».