شهدت جلسة حوار التوافق الوطني أمس مشادات كلامية حامية بين المتحدث باسم تحالف الجمعيات الست سيد جميل كاظم و النائب لطيفة القعود.
ولم يكن لأشد المتشائمين، توقع هجوم الأول على الثانية والتلفظ بأقوال نابية تترفع «الوطن» عن ذكرها، ما أثار هرجاً ومرجاً وأفشل جلسة الحوار.
وبدأ هجوم كاظم وشتائمه إثر قول القعود لممثلي «الجمعيات الـ6»: «حتى الشيوعي لبس عمامة وياكم أيام الدوار» ما أثار حفيظة كاظم الذي صرخ بكلمات نابية وبذيئة لا تليق بمن يفترض أنه يمثل جمعية سياسية وإسلامية وقال «انت شايفة الدوار(...)» قبل أن تصرخ الشورية دلال زايد بالحضور «ما في ريال يدافع عنها؟!!»، وساد الصراخ والهرج قاعة الحوار وفشلت جهود التهدئة، ما أدى إلى رفع الجلسة لنحو أربعين دقيقة.
ويأتي هجوم كاظم وشتائمه بعد أيام من تعليقه على سؤال صحافي يتعلق بإفساد الجمعيات الـ6 الجلسات بالقول: «تربيتنا تربية مآتم ومساجد وألسنتنا تعف عن ذكر ما لا يليق بذلك».
وفيما دعا وزير العدل في ختام الجلسة الجميع إلى «التحلي بأخلاق آل البيت». بدأ تعليق وزير «التربية» على الخلاف الحاد الذي أدى للتلفظ بكلمات نابية على أنه اختلاف وجهات النظر حول تفسير النصوص والمرئيات.
من جانبها تحفظت عضو «الجمعيات الست» منيرة فخرو على موقفها، مبتعدة عن اتهام كاظم الذي ألقي باللوم الكبير عليه من خلال تصريحات الأطراف الأخرى من المشاركين، وبررت بقولها «أن النفوس كانت مشحونة والخطأ يقع على الطرفين، ثم نفت بأن هناك خطأ لكلا المتشاحنين، وتحول حديثها عن الإجابة إلى سؤال «الوطن»، هل المرأة غير المتحجبة تعتبر سفوراً؟، بقولها «ليس مهماً أن كل امرأة غير متحجبة سافرة، اسألوا من أطلق ذلك اللفظ؟ ولست مسؤولة عن كلامه». وكان للمتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني أحمد جمعة تعابير أسف فيها لما آل إليه الحوار من مستوى متدنٍ في الخطاب على حد تعليقه على الألفاظ النابية التي أطلقها جميل كاظم، وحمل «الجمعيات الست» المسؤولية بالدرجة الأولى، مؤكداً أن «هذه الألفاظ لا تقال حتى في الأسواق». ورفض جمعة ذكر تلك الألفاظ أو التلميح بمحتواها، معلقاً بقوله «لا أستطيع ذكرها لأنها تخدش الحياء وتصل إلى درجة أن يحاكم عليها الشخص، ولن أقولها لأنني أحترام نفسي والموجودين، اسألوا الطرف الذي قالها، حتى هو نفسه لا يجرؤ أن يقولها أمام الإعلام».
إلى ذلك ذكرت ممثلة السلطة التشريعية في حوار التوافق الوطني سوسن تقوي أن الألفاظ التي ذكرت في الجلسة متدنية ونابية، وأنها لا تجرؤ على نقل هذه الكلمات خاصة بأنها صدرت من شخص في مكان يجب أن يجتمع فيه للوصول إلى توافقات ينتظر الشعب البحريني نتائجها، ولم تكتفِ بذلك بل أكدت أن ما جرى من مهاترات خطة مدروسة لعرقلة الحوار.
وكما توقع الجميع منذ البداية بأن جلسة أمس ستكون ساخنة فإن عضو الشورى دلال الزايد أوضحت بأن السخونة كان يجدر بها أن تكون في المواضيع المطروحة من قبل الفريق المصغر، ومن الخطأ أن يتهجم ممثل «الوفاق» على لطيفة القعود رغم أنها طرف مشارك وعضو في مجلس النواب.