قالت مؤسستان بحثيتان إن ايران ستواصل برنامجها النووي رغم قلة ما جنته من مكاسب من هذا البرنامج الذي كلفها اكثر من 100 مليار دولار نتيجة ضياع عائدات نفطية واستثمارات أجنبية. وقال تقرير لمعهد «كارنيجي» للسلام الدولي واتحاد العلماء الامريكيين ويوجد مقراهما في واشنطن إنه لا يمكن وقف الانشطة النووية الايرانية او «نسفها» وإن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للحفاظ على سلميتها. وقال كاتبا التقرير علي فائز من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات وكريم سجاد بور من معهد كارنيجي عن برنامج ايران النووي الذي بدأ منذ 5 عقود في عهد الشاه الذي كان متحالفا مع الولايات المتحدة «أحيط بهالة مبالغ فيها من الفخر - وإن كانت مضللة - وتكلف مبالغ باهظة بحيث يتعذر التخلي عنه بسهولة». وأضاف «الحل الوحيد طويل الاجل لضمان أن يظل برنامج ايران النووي سلميا بحتا هو إيجاد حل دبلوماسي متفق عليه». وتقول ايران ان انشطتها النووية تهدف لخدمة أغراض طبية وستستخدم في توليد الطاقة لتلبية الطلب المحلي وتعويض ما ينقص من احتياطياتها النفطية. وتشتبه الولايات المتحدة ودول أخرى في أن إيران تسعى سراً إلى امتلاك القدرة على التسلح النووي وهو ما تنفيه طهران. وكانت اسرائيل قد هددت بالقيام بعمل عسكري لمنع طهران من امتلاك قنبلة نووية. وطالبت الولايات المتحدة وحلفاؤها ايران بالحد من تخصيب اليورانيوم وفرضت عقوبات قاسية على قطاعات الطاقة والمصارف والشحن في إيران مما خفض الصادرات النفطية الإيرانية بأكثر من النصف منذ عام 2011. ومن المقرر أن تجتمع ايران مع 6 قوى عالمية في كازاخستان الاسبوع الجاري املا في الوصول الى حل للمواجهة. وعقد آخر اجتماع في فبراير الماضي لكنه فشل في تحقيق انفراجة. ويورد التقرير الذي يحمل عنوان «اوديسة ايران النووية: التكلفة والمخاطر» تكاليف البرنامج النووي من حيث الفرص الضائعة وقال إنها تبلغ «اكثر من 100 مليار دولار» من حيث فرص الاستثمار الاجنبي وعائدات النفط الضائعة. وذكر التقرير أن إنتاج كميات صغيرة نسبيا من اليورانيوم لن تقود ايران إلى الاكتفاء الذاتي الكامل من الطاقة النووية بينما هي أهملت في صيانة بنيتها الاساسية وتنمية موارد أخرى يمكن ان تؤمن احتياجاتها من الطاقة بصورة افضل. وأعطى التقرير مثالا على ذلك مفاعل بوشهر النووي الذي تبلغ طاقته الف ميجاوات وبدأ تشغيله عام 2011 بعد تأجيلات متكررة، وقال إن إنتاجه لا يمثل سوى %2 من طاقة توليد الكهرباء بينما تفقد إيران نحو %15 «من الكهرباء التي يتم توليدها بسبب خطوط النقل القديمة والتي لا تخضع للصيانة الملائمة». وتملك ايران احتياطيات كبيرة من النفط والغاز لكن العقوبات اضطرت شركات غربية كبرى لترك قطاع البترول الايراني مما يجعل التمويل الضروري لصيانته وتطويره صعبا. وقال التقرير «التخطيط الاستراتيجي الجيد بقطاع الطاقة لا يمكن أن يجعل من الطاقة النووية اولوية في دولة مثل ايران». وأضاف «بدلا من تحسين أمن الطاقة في ايران قوض البرنامج النووي قدرة البلاد على التنويع وتحقيق استقلال حقيقي بمجال الطاقة». وأوصى الكاتبان بأن تتواصل القوى الخارجية مع الايرانيين من خلال «دبلوماسية القاعدة الجماهيرية العريضة» وأن توضح ما يمكن أن تجنيه هذه الجماهير من خلال الوصول الى حل وسط. وكتبا «غاب الشعب الايراني الى حد كبير عن المناقشات النووية، وفي حين يتحدث المسؤولون الامريكيون واعضاء الكونغرس كثيرا عن عقوبات معوقة فإنهم نادرا ما يوضحون للإيرانيين التكاليف الملموسة لسياسات بلادهم النووية والمزايا المحتملة اذا تبنت نهجا اكثر ميلا للمصالحة».«رويترز»