قال صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء إن تفعيل التعاون العربي في المجالات الاقتصادية والمصرفية أصبح مطلباً ملحاً وضرورياً وينبغي تفعيله في خضم الوضع المالي والاقتصادي العالمي المضطرب حرصاً على الاستقرار في المنطقة العربية، مشيراً إلى أنه «ليكن الاقتصاد أولاً دائماً ومن ثم السياسة ، فدون اقتصاد متين لا سياسة فاعلة».وأكد سموه، خلال لقائه مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية عدنان يوسف وأعضاء مجلس الإدارة أمس، حتمية التعاون عبر تفعيل التعاون العربي الاقتصادي، خاصة وأن ما يحدث في الأمة العربية اليوم ليس في صالحها، مشيراً إلى أن «الحروب والمطامع والمصالح باتت تشكل تحدياً أمام الانطلاقة الاقتصادية العربية ويجب تذليلها بالتعاون والتنسيق على كل المستويات خاصة في السياسات الاقتصادية.ونبه سمو رئيس الوزراء إلى ضرورة الصحوة لما يحدث سياسياً واقتصادياً واجتماعياً والوعي بتداعياتها، مشيراً إلى أن الثروات والخيرات العربية كثيرة ومتنوعة وتكفي لتجعل الدول العربية متمتعة بوضع مالي ومصرفي متين، ويجب أن يترجم التعاون بما ينعكس على الواقع بشكل إيجابي.وأكد سموه أن التحديات التي تواجهها دول المنطقة تتطلب مزيداً من التنسيق والعمل المشترك الذي يحفظ أمنها واستقرارها، ويعزز من جهودها نحو التنمية المستدامة التي تلبي طموحات وتطلعات شعوبها، مشيراً إلى أن استشراف المستقبل يتطلب قراءة واعية ودقيقة لما يجري في العالم من تغيرات متسارعة، من أجل وضع رؤية واضحة للتعامل مع ما قد يترتب عليها من أثار وتداعيات سلبية، خاصة وأن العالم من حولنا يتغير، وعلينا كدول عربية أن نساعد أنفسنا بأنفسنا، وألا ننتظر من غيرنا أن يساعدنا، إذا ما أردنا استكمال ما بدأناه من نهضة تلبي آمال وتطلعات شعوبنا في مستقبل أكثر ازدهاراً ورخاء».وأعرب سموه عن ترحيبه باحتضان مملكة البحرين للمؤتمر السنوي لاتحاد المصارف العربية، في ظل ما يحمله المؤتمر من رؤى وأطروحات تخدم مسيرة التنمية في الدول العربية وتقوي دعائمها، مؤكدا أهمية هذه المؤتمرات واللقاءات في تقريب وجهات النظر وتحقيق المزيد من التنسيق الذي يصب في صالح الشعوب العربية.من جانبهم، أشاد رئيس وأعضاء اتحاد المصارف العربية بالدعم المستمر لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء للاتحاد وأنشطته، وما يتمتع به سموه من خبرة طويلة وعميقة أسهمت في أن تتبوأ مملكة البحرين الصدارة في تقارير التنمية البشرية والعديد من المؤشرات الاقتصادية الدولية، منوهين برعاية سموه للمؤتمر.وأعربوا عن سعادتهم باستضافة مملكة البحرين للمؤتمر السنوي، في ظل ما تشكله كمركز مالي واقتصادي متميز في المنطقة.بدوره، أشاد محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج بالجهود الكبيرة والدور البارز لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في ترسيخ المركز المالي والمصرفي لمملكة البحرين إقليمياً وعربياً وعالمياً وبالرؤية الثاقبة لسموه في المسائل الاقتصادية والمصرفية والدعم الذي يقدمه سموه للقطاع بما ساعد في الحفاظ على حيوية القطاع المالي والمصرفي في المملكة رغم تداعيات الأزمة المالية التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة .