عواصم - (وكالات): شارك آلاف الفلسطينيين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية أمس في جنازة الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية الذي استشهد الثلاثاء الماضي في مستشفى إسرائيلي في جو مشحون بعد ساعات من استشهاد شابين فلسطينيين في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي.
وأُقيمت جنازة عسكرية للأسير أبو حمدية، حيث تجمع آلاف الفلسطينيين في شوارع مدينة الخليل لرؤية الموكب الذي نقل جثمان أبو حمدية الى المسجد قبل دفنه. وتوفي أبو حمدية «64 عاماً» المعتقل منذ عام 2002 والمحكوم بالسجن عليه المؤبد والمصاب بالسرطان، صباح أمس في مستشفى إسرائيلي.
وقتل الجيش الإسرائيلي شابين فلسطينيين بعد اشتباكات في الضفة الغربية، ما زاد التوترات بعد يومين من الاشتباكات بعد الإعلان عن وفاة أبو حمدية. وأعلنت مصادر فلسطينية استشهاد عامر نصار برصاصة في رأسه بينما تم العثور على جثة قريبه ناجي بلبيسي في موقع المواجهات وهو مصاب برصاصة في الرأس أطلقها جنود إسرائيليون فتحوا النار على مجموعة من الفتيان اشتبكوا مع جنود عند حاجز عسكري. وأقيمت جنازة شعبية غاضبة في قرية عنبتا شرق طولكرم التي أغلقت محلاتها ومدارسها شارك فيها نحو 6 آلاف شخص وردد المشاركون شعارات تدعو للانتقام وحملوا الأعلام الفلسطينية.
من جهة أخرى، أطلق ناشطون فلسطينيون من قطاع غزة قذيفة هاون على جنوب الأراضي المحتلة في وقت مبكر أمس، بحسب ما أعلنت الإذاعة العامة. وأعلنت مصادر قريبة من جماعات إسلامية متشددة في غزة أن أجهزة أمن حكومة حماس اعتقلت ناشطاً واستدعت آخر على خلفية مسؤولية هذه الجماعات في إطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة.
لكنّ ناطقاً باسم وزارة داخلية حماس نفى اعتقال أي شخص لنشاطات «مقاومة». وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل مسؤولية «التصعيد» في الأراضي الفلسطينية، حيث حذرت الرئاسة من تداعيات هذا التصعيد على جهود السلام الأمريكية.
وقال عباس في كلمة له في اليوم الثاني لاجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح إن «إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد في الأراضي الفلسطينية وتسعى لإثارة الفوضى والتي كانت نتيجته شهيدين من أبناء شعبنا الليلة الماضية». وتأتي تصريحات عباس قبل أيام من لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في عمان في محاولة لدفع محادثات السلام قدما ًمع إسرائيل. وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل «سترد بقوة» في حال تم خرق الهدنة مع غزة. وفي تطور آخر، نشرت إسرائيل بطارية خامسة من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ في مدينة إيلات في الجنوب تخوفاً من هجمات صاروخية بحسب تقارير إعلامية. من ناحية أخرى، تعهد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» خالد مشعل بالعمل على إنهاء الخلاف بين حماس وحركة فتح. في الوقت ذاته، أكد مسؤول بالحركة أن إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها الحركة انتخب نائباً لرئيس المكتب السياسي لحماس.