عززت الولايات المتحدة دفاعاتها الصاروخية في المحيط الهادئ مع إطلاق كوريا الشمالية مزيداً من التهديدات بإعلانها المصادقة على خطط عسكرية تتضمن احتمال توجيه ضربات نووية ضد أهداف أمريكية. وصرح وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل أن تهديدات بيونغ يانغ الحربية المتزايدة إضافة إلى قدرتها العسكرية تمثل «خطراً واضحاً وفعلياً» على الولايات المتحدة وحليفتيها اليابان وكوريا الجنوبية. وأعلن البنتاغون إرسال بطارية صواريخ «تي اتش ايه ايه دي» إلى غوام، وهي أراض أمريكية تبعد 3.380 كلم جنوب شرق كوريا الشمالية وينتشر فيها 6 آلاف عسكري أمريكي.
وقال هيغل «لديهم الآن قدرة نووية، لديهم الآن قدرة على إطلاق الصواريخ» وأضاف «نأخذ تلك التهديدات على محمل الجد».
وبعد وقت قصير على تصريحات البنتاغون أعلن الجيش الكوري الشمالي أنه بلغ بالمصادقة النهائية على خطط عسكرية ضد الولايات المتحدة قد تتضمن أسلحة نووية.
وأعلنت رئاسة أركان الجيش الكوري الشمالي «أن لحظة الانفجار تقترب بسرعة» وذلك رداً على ما وصفته باستخدام الولايات المتحدة الاستفزازي لقاذفات شبح طراز بي 52 وبي 2 قادرة على حمل رؤوس نووية في المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية.
وأضافت رئاسة الأركان في بيان أن العدوان الأمريكي «سيتم سحقه بوسائل ضاربة نووية متطورة ومتنوعة أصغر حجماً ووزناً».
وفي وقت لاحق، نشرت كوريا الشمالية صاروخاً متوسط المدى على ساحلها الشرقي بحسب ما أفادت كوريا الجنوبية.
وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان جين إن الصاروخ قادر على الوصول إلى «مسافات كبيرة» ولكن ليس إلى الأراضي الأمريكية. وقال محللون إن إحدى السيناريوهات التي قد تختارها بيونغ يانغ ربما تكون تجربة إطلاق صاروخ في البحر فوق اليابان كوسيلة لا تتضمن مجازفة كبيرة للخروج من الأزمة باستعراض قوة ينقذ ماء الوجه.
وأثارت التهديدات النووية الجديدة مزيداً من القلق لدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أبدى خلال زيارة لموناكو «قلقه الشديد» إزاء التصعيد.
وقال بان وهو وزير خارجية كوري جنوبي سابق «في هذا الوقت، أعتقد أن كل الأطراف المعنية في شبه الجزيرة الكورية، وخاصة الحكومة الصينية، يمكنها أن تلعب دوراً مهماً جداً لتهدئة الوضع».
كما دعا الاتحاد الأوروبي بيونغ يانغ للتوقف عن تأجيج التوترات واستعادة النقاش مع المجتمع الدولي. ووصفت وزارة الخارجية الروسية تجاهل كوريا الشمالية لقرارات الأمم المتحدة بأنها «غير مقبولة جملة وتفصيلاً».
وقال يون دوك مين البروفسور في الأكاديمية الوطنية للدبلوماسية الكورية في سيؤول إن التهديد النووي الأخير يشبه تهديداً صدر قبل شهر ولكن بوزن «المصادقة» المفترضة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون.
ومنعت كوريا الشمالية الدخول إلى موقع كايسونغ الصناعي المشترك مع كوريا الجنوبية، لليوم الثاني على التوالي وهددت بسحب عمالها البالغ عددهم 53 ألفاً في رد فعل غاضب على إعلان كوريا الجنوبية خطة طوارئ «عسكرية» لحماية عمالها في ذلك الموقع. وأبلغت بيونغ يانغ سيؤول بأنها ستمنع التنقل اليومي للكوريين الجنوبيين إلى كايسونغ التي تمتد 10 كلم داخل الحدود الكورية الشمالية وتعد آخر نقطة اتصال بين الدولتين. ويتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ ديسمبر الماضي عندما قامت بيونغ يانغ بتجربة إطلاق صاروخ بعيد المدى. وفي فبراير الماضي تفاقم التصعيد بعد إجرائها تجربتها الصاروخية الثالثة مما أدى إلى تشديد العقوبات الدولية عليها.
كما حذرت كوريا الشمالية هذا الأسبوع من أنها ستعيد تشغيل مفاعل يونغبيون، مصدرها لإنتاج البلوتونيوم الذي يدخل في صناعة الأسلحة. والمفاعل مغلق بموجب اتفاق دولي في 2007 يقضي بتقديم المساعدة مقابل نزع الأسلحة. واعتاد الكوريون الجنوبيون على تهديدات جارتهم الشمالية واستفزازاتها في السنوات الماضية. وحتى مع تصعيد التوتر إلى هذه الدرجة فإن الشعب وإن أظهر بعض القلق إلا أنه لم يبد ذعراً.
«فرانس برس»