الرياضة تجمع شعوب العالم كما الموسيقى، ولأن المجتمعات الإنسانية تتشارك في سياق الممارسات الجماعية، دشنت وزارة الثقافة في مسرح البحرين الوطني أمس فصل «السياحة الرياضية» في سياق تظاهرة المنامة عاصمة للسياحة العربية 2013 ويستمر حتى نهاية يونيو المقبل.
فصل «السياحة الرياضية» محاولة جديدة ومكتسب ثقافي فريد يختص بالرياضة والسياحة، في اقتراب من التكوين الإنساني وبحث عن أثر تتركه هذه الممارسات داخل تركيبة المجتمعات والشعوب.
وزيرة الثقافة قالت بهذه المناسبة «هذا الفصل يمارس ثقافة إنسانية جديدة، ويخلق مواءمة جميلة مع الآخر بمفهوم ممارساته الطبيعية، وهو ما نبحث عنه، لأن الثقافات هي وليدة لقاءات إنسانية وتجارب حياتية»، موضحة «ما يحدث بقلب الرياضات هو نسيجٌ جمالي خاص تتقارب فيه الحضارات والملامح البشرية، والحدث الواحد قد يفتح مسارات متداخلة مع بلدان بعيدة، يتقاسم فيها مع كل العالم فكرة واحدة أو رياضة ما».
وأعلن مدير التسويق والترويج السياحي بالوزارة هشام الساكن، أن الفصل المقبل يمثل تطلعاً ثقافياً جديداً وتناولاً فريداً يحدث للمرة الأولى، مبيناً أن هذا الامتداد ما بين أبريل ويونيو يجسد تتابعاً للعديد من الفعاليات والأنشطة الرياضية لن تتوقف عن خلق لقاءات جماعية، تشارك فيها الدول المحيطة.
ولفت إلى أن الحدث الرياضي يطال في ملامساته المدى الأبعد والبلدان المجاورة التي تكون مستعدة ومتأهبة بجماهيرها للمشاركة في المحافل الرياضية العالمية.
فيما أفصح منظم فعاليات فصل السياحة الرياضية مارتن وايتايكر، عن الاستراتيجية الخاصة بطابع هذه الفترة، مبيناً أن القيمة المكانية والمرافق الرياضية في البحرين متمكنة من استضافة مثل هذه الأحداث.
وقال «هذا النمط الثقافي يلتحم بالناس جميعاً، خاصة بفئة الشباب التي تملك حماساً فريداً لهذا التوجه»، مضيفاً أن فصل السياحة الرياضية يحمل التوجه الشبابي للرياضات والممارسات الحركية، إلى جانب فكرة السياحة والسفر، ما يجعل مثل هذه الاشتغالات عالمية كونها تحمل رؤى أبعد من المحيط المحلي، حيث لا تقتصر على الفعل الرياضي الداخلي، وإنما تستفيد من الإحداثيات العالمية والشغف الواسع بمثل هذه الأنشطة.
ولفت إلى أن هذا الأسلوب والتوظيف السياحي للرياضة سيكون له بالغ الأثر في تنبيه الناس إلى ممارساتهم اليومية ومتابعاتهم لهذه الأنشطة، ويمكن من خلالها استقطاب وجذب التوجهات والتطلعات الشبيهة لدى الآخرين، موضحاً أن ثلاثة أشهر متصلة ستكون مليئة بالمفاجآت الموازية لحدث سباق السيارات الفورمولا1، تعود بالنفع على العائد الاقتصادي والحقل الصناعي المرتبط بقطاعات الفندقة والسفر والسياحة، إلى جانب أثرها على الجانب الصحي الموازي للفعل الرياضي.
ووصف البحرين بنشاطاتها المتتابعة محط أنظار العالم، مشيداً «الأسابيع المقبلة التي تنطلق فيها الرياضات بقلب البحرين تجعلها أمام مرأى العالم ونقطة جذب سياحي تلتقي فيها مختلف الحضارات والثقافات والشعوب». وأوضح أن ما تبرزه البحرين خلال هذه المرحلة لن يقتصر على الذوق المحلي، بل يحمل توجهات العالم وشغف الشعوب واهتماماتها ضمن معايير عالمية، بما يشكل فرصة استثنائية لإبراز المواهب والإمكانات.
وفي إشادة بأهلية البحرين لاستقطاب مثل هذه الأحداث، أكد وايتايكر أن البيئة البحرينية ملائمة ومغايرة عن الأنماط السابقة، ليس من ناحية توفير المرافق المناسبة ولكن حتى بطبيعة البيئة المناخية التي تحتضن تجربة فريدة ومختلفة بالنسبة للمتبارين والمشاركين.
وتستعد وزارة الثقافة لإطلاق العديد من الأنشطة والفعاليات التي تروج للرياضات بتجارب بصرية في العديد من المعارض، إلى جانب إقامة محطات رياضية مختلفة وجديدة بالنسبة للمحيط البحريني بهدف تشجيع الشباب والرياضيين على الاندماج في ممارسات عالمية مغايرة، حيث يتطلع هذا الفصل إلى تطوير الممارسات لدى فئة الشباب.
ويشهد فصل «السياحة الرياضية» انعقاد ملتقى رياضي لبحث تطوير البنية التحتية والهيكلة الخاصة بالرياضات، وكيفية التعامل مع السلوك الإنساني في سياق هذا الشغف.
وأضاف وايتايكر «نتطلع فعلياً إلى أن نرى البحرينيين يحصدون ميداليات في مختلف المنافسات الرياضية»، مؤكداً أن هذه الأنشطة لن تجتذب الناس إلى مواقعها، بل تفعل العكس عبر الذهاب إلى مواقع الوجود البشري والإنساني في مناطق تركزهم في الساحات العامة والمجمعات التجارية.