في أمسية إبداعية أُريد لها أن تكون مميزة، اجتمعت أديبات العرب وقاصاتها وشاعراتها في أرض المنامة، للبوح بما يوحد المجتمع العربي من جوامع مشتركة تشكل اللغة وآدابها إحدى أهم مرتكزاتها.
التقت الأديبات العربيات من مشارق الوطن العربي ومغاربه في بلد التاريخ والحضارة، في ملتقى حمل عنوان «ألق الإبداع يجمعنا»، بدأ بالأمس ليستمر حتى 8 أبريل الحالي ويحفل بأمسيات شعرية وحوارات مفتوحة مع المشاركات إلى جانب أنشطة وفعاليات ترفيهية منوعة.
وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رحبت في كلمتها بأديبات العرب من مختلف البلدان، وشكرت كل القائمين على تنظيم هذا الحدث الكبير.
وقالت «أنا سعيدة بزيارتكم للبحرين وسعيدة أيضاً لوجودكم على أرض المنامة عاصمة الثقافة والسياحة العربية».
وفي كلمتها قالت فوزية رشيد «أحيي بالمحبة جميع ضيفاتنا من كافة البلاد العربية، مثلما أحيي بذات المحبة حضور هذا الحفل الكريم، في البدء كانت الكلمة، وحتى المنتهى ستبقى الكلمة، وستبقى الفكرة بما تورقه فينا من أشكال الإبداع المختلفة، فأي دور للإبداع والمبدعين في العالم؟ لندرك ذلك الدور، فقط تخيلوا معي لو كان العالم بلا شعر، بلا مسرح، بلا رواية، بلا حكاية، بلا أساطير، بلا موسيقى، بلا رسم، بلا تشكيل، بلا دراما راقية، بلا فنون.
حتماً كان العالم سيكون أصعب بكثير مما هو عليه عادة، وكنا نعاني من حالة تصحر روحي فظيع أكثر مما هو متوقع، ولكأننا نتخيل العالم، بلا ألفة ، بلا حب، بلا دفء، بلا روح بلا إنسان».
وأضافت «لتتلاقى الأرواح المبدعة إذاً على أرض الخلود، حتى يمسها طيف من بهاء اللقاء، فبقدر ما يحتاج العالم إلى المبدعين وإنسانيتهم في تجلي البصيرة والصدق، بقدر ما يحتاج المبدعون أنفسهم إلى تلاقيهم مع بعضهم، وسط التصحر العام هذه المرة الذي يأخذ عالمنا كله إلى الجفاف، ويأخذ عالمنا العربي بخاصة إلى الفوضى والخراب والدمار». وأردفت «حين أعلن العلم أن الإبداع أنوثة الإنسان... أياً كان رجلاً أو امرأة، وأن الجينات المسؤولة عن الإبداع هي الجينات الأنثوية وحدها، فقد أعلن أيضاً أي دور مطلوب من كل المبدعين والمبدعات على خارطة أرضنا العربية وخارطة العالم كله. لهذا يحتفي الملتقى بالمبدعات، فهو منهن إليهن بعد كسر ركام الأزمنة والدهور والقيود على عقل المرأة وروحها، إلى حدود التساؤل يوماً إن كان للمرأة روحاً، تحت وطأة الغباء اللاحضاري في الغرب حينئذٍ وهو في عصر ظلامه».
واختتمت «أعيدوا الجنة إلى أرض العرب ببصيرتكم وإلى أرواحكم باللقاء الدافئ والحميمية، فعلى أرض الخلود ألق الإبداع يجمعنا في ملتقاه الرابع هذه المرة، وعلى أرضنا العربية الواسعة يجمعنا ذات الألق دائماً وكل مرة». وقالت الأديبة سلوى الأمين «من رحم المعاناة التواقة لهمسات الرؤى وجلوة الضمائر وانحباس القلق وإشراقة الدهور ومواسم العطاء وعطش اللقاء إلى نسائم الصحراء المنداة بسحر قمرها.. جئتكم، أحمل على كفي سلام لبنان إلى البلد الشقيق البحرين، وعبره إلى أمة العرب الممثلة بهولاء الأديبات العربيات اللواتي يجتمعن في لقاء رابع».
وأضافت «تزينا اليوم نحن الأديبات العربيات نهديك يا البحرين في شهر نوار الربيعي قناديل السماء، أغمار عشق تنبض من تنهدات فجرك الصبوح وترانيم مساءاتك البهيجة، وزقرقات خواطرك المرجانية.