كتب - عادل محسن:
كارثة بيئية تلوح في الأفق بمنطقة قلالي بعد أن اجتاحتها ملايين الحشرات التي باتت تؤرق حياة مواطنين ومقيمين بدأ بعضهم التفكير بالنزوح عنها، إذ قال أحد سكان قلالي لـ»الوطن»: «لا يمكن أن نتحدث في المنزل بمجرد فتح فمنا ستدخل إليه حشرة»، فيما أكد آخر إن «تناول الطعام في المنزل بات مستحيلاً مع هذا الكم الهائل من الحشرات، إذ أن قدور الطبخ باتت مرتعاً للحشرات».
وقال مواطنون لـ»الوطن» خلال زيارة ميدانية إلى قلالي إن «أطفالنا لا يلهون في باحة المنزل أو قربه، النوافذ مغلقة بالكامل فتحات التهوية أصبحت مسلحة ضد دخول الحشرات منازلنا،»، مشيرين إلى أن «مبيدات الحشرات باتت تتصدر حاجيات المنازل بعد أن تسببت هذه الحشرات بالطفح الجلدي وأمراض أخرى للسكان».
رافق «الوطن» في زيارتها المنطقة عضو مجلس المحرق البلدي خالد بوعنق، الذي استمع إلى معاناة المواطنين خاصة ممن يقطنون قرب منبع هذه الحشرات وهي بحيرة في مجمع 255 مياهها راكدة وتقع بين جزيرة أمواج وقرية قلالي والحل هو ردمها أو عمل مصرف للمياه.
وقال المواطن صلاح إدريس إن الحشرات غزت منزله وزاد بلدية المحرق الطين بلة برمي مخلفات البناء قرب البحيرة ما سبب انتشار الفئران، مضيفاً:»ضبطنا أحد الشاحنات تريد رمي مخلفات البناء قرب البحيرة فأخبرنا أن البلدية طلبت منه ذلك الأمر الذي أكده موظف من البلدية فقلنا له ارمها قرب منزلك وليس منازلنا ولم نسمح له بهذا الفعل يكفي ما نعانيه من وجود الحشرات في كل جدران منزلنا واعتمادنا على المبيدات الحشرية ورشها ليلاً نهاراً، وباتت حياتنا صعبة في هذه المنطقة».
سعد بوحسان أشار إلى أن القاطنين قرب البحيرة أصبحوا خبراء في الحشرات ويعرفون أنواعها وموعد تكاثرها ووقت انتشارها، وأصبحت المنازل كالسجون لا يخرج منها أي فرد من العائلة إلا ودخلت كمية من الحشرات المنزل، فحتى الحديث بين أفراد العائلة أصبح صعباً بسبب دخول الحشرات في أفواههم، مضيفاً:»منازلنا بلا تهوية خشية من دخول الحشرات وأطفالنا لا يتمكنون من اللعب كباقي الأطفال في المناطق الثانية أين الحل الذي وفره لنا المسؤولون وماذا فعلت بلدية المحرق في هذا الشأن؟».
من جانبه قال وليد بوجيري إنه حرص على غلق أي فتحة يمكن أن تدخل فيها الحشرات وأصبحت العائلة وقت إعداد الطعام تراقب القدر كي لا تدخل الحشرات فيها، لافتاً إلى أن القاطنين لا يبالغون في هذا الأمر فملايين الحشرات تحتل المنطقة وتقض مضجع الأهالي باعتراف من الجهات المعنية ولكن أين الحل.
وأشار إلى أن وزارة الصحة تأتي لرش المنطقة بشكل دائم وتقتل ملايين من الحشرات ولكن البحيرة مياهها عذبة ولا قناة مائية فيها بذلك تكون بيئة صالحة لتكاثر الحشرات.
وتساءل إبراهيم رمضان وعلي عبدالرحمن:»أين نذهب؟ وأين نعيش مع هذه المأساة هل نذهب لمخيمات خارج المنطقة؟ كيف ينام المسؤولون وهذا وضعنا وقريباً يأتي شهر مايو بحشرات جديدة تتكاثر تضاف على معاناتنا».
من جهته، قال عضو مجلس المحرق البلدي خالد بوعنق إن كارثة بيئية محتملة في البحيرة التي تقع شمال المحرق بمنطقة قلالي والتي ستخصص مستقبلاً لإنشاء مدرسة ومركز صحي وجامع بينما بلدية المحرق لم تحرك ساكناً ولم تقم بردم البحيرة ربما لارتفاع الكلفة على البلدية ولكن عليها أن تجد حلاً لذلك.
وأضاف:»الجهاز التنفيذي بالبلدية لم يحرك ساكناً منذ 2011 كما هو مثبت بالأوراق الرسمية، وقد نشأت البحيرة من عمليات الدفان بالمنطقة وتشكل مصدر إزعاج لقاطنين هذه المنطقة وتتكاثر البعوض والحشرات فيها وانبعاث الروائح الكريهة بسبب انحسار كميات كبيرة من المياه الآسنة وتجمع مياه الأمطار، واستمرار الوضع الحالي يشكل خطراً على الصحة العامة».