كتب - وليد صبري:
حذر رئيس قسم وحدة الأمراض المزمنة بوزارة الصحة د.عبدالحسين العجمي من خطورة ارتفاع ضغط الدم الشرياني، مضيفاً «ارتفاع الضغط من الأمراض المزمنة المنتشرة حول العالم، ويطلق عليه الأطباء والمختصون القاتل الصامت».
وأوضح العجمي بمناسبة الاحتفال بيوم الصحة العالمي ويصادف اليوم، والمخصص له هذا العام موضوع «ارتفاع ضغط الدم»، أن «ارتفاع الضغط عبارة عن قوة القلب في ضخ الدم عبر الأوعية الدموية، ويتكون من الضغط الانقباضي عند انقباض عضلة القلب، والانبساطي عند ارتخاء العضلة القلبية». وذكر أن «ضغط الدم يكون مرتفعاً عندما يكون الضغط الانقباضي يساوي أو أعلى من 140 مليمتراً زئبقياً، والانبساطي يساوي أو أعلى من 90 مليمتراً زئبقياً».
وصنف العجمي أنواع ضغط الدم إلى قسمين، أولها ارتفاع ضغط الدم الأساسي «ويمثل 90% من حالات ارتفاع ضغط الدم»، والثاني ارتفاع ضغط الدم الثانوي، لافتاً إلى أن «أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم الأساسي تتضمن العامل الوراثي، وزيادة استهلاك ملح الطعام، والسمنة وقلة الحركة، والتوتر والحياة اليومية غير المستقرة»، فيما عزا ارتفاع ضغط الدم الثانوي إلى «اضطراب بعض الهرمونات وأسباب أخرى مثل تناول أدوية الأمراض المزمنة.
وشرح العجمي أهم العوامل المساعدة على ارتفاع ضغط الدم، وتشمل العامل الوراثي عند وجود ارتفاع ضغط الدم عند الآباء أو الأمهات يمكن أن يؤدي إلى إصابة الأبناء بالمرض، وإذا كان أحد الأبوين يعاني من ارتفاع ضغط الدم فيجب إخبار الطبيب عند المعاينة، ولكن هذا لا يعني الإصابة الحتمية بهذا المرض وإنما يعتبر عاملاً مساعداً.
العامل النفسي ويلعب دوراً مهماً في حدوث ارتفاع ضغط الدم، خاصة إذا كان المريض يعاني من حالة نفسية مزمنة ومتكررة، والسمنة تلعب دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم، فهناك علاقة بين الوزن وضغط الدم، فزيادة الوزن 10 كيلوجرامات تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بين 2-3 مليمتر زئبقي.
قلة الحركة حيث الأشخاص الذين يعيشون حياة الخمول معرضين لارتفاع ضغط الدم بنسبة 20-25% أكثر من الأشخاص ممن يمارسون الحركة والتمارين الرياضية.
التدخين وهو من العوامل المؤدية لارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين، ما يؤدي للموت المبكر، وزيادة استهلاك ملح الطعام يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم ويسبب ارتفاع الضغط.
بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل، وحبوب تخفيف الوزن وأدوية أخرى تستدعي استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.
وقال العجمي إن أبرز أعراض الإصابة بارتفاع ضغط الدم تشمل آلام الرأس والدوخة وعدم الرؤية الواضحة، وشعور المصاب بآلام في الصدر وزيادة دقات القلب.
وتطرق للحديث عن مضاعفات المرض، مشيراً إلى أن «لها تأثيراً سلبياً حاداً على أعضاء جسم الإنسان، وأكثر الأعضاء تضرراً القلب حيث التوتر أو الجهد المستمر لعضلة القلب يؤدي إلى زيادة حجمها، ما يؤدي إلى قصور في جريان الدم لعضلة القلب وتكون النتيجة الحتمية الإصابة بالذبحة الصدرية».
الدماغ إن ارتفاع ضغط الدم إلى «105/189 مليمتراً زئبقياً» أو أكثر يمكن أن يؤدي إلى جلطة دماغية.
العيون الارتفاع المستمر للضغط يمكن أن يؤدي أيضاً إلى نزيف في شبكية العين، ما يؤدي إلى فقدان البصر تدريجياً ثم العمى.
الأوعية الدموية: إن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تصلب وتضيق الشرايين، ما يسبب حدوث جلطات في القلب والدماغ وغيرها من الأعضاء، والكلى حيث ارتفاع الضغط يؤدي إلى ضعف أو ضيق الأوعية الدموية ما يسبب قصوراً تدريجياً في وظائف الكلى إلى أن ينتهي المرض بالفشل الكلوي.
وأضاف العجمي أنه «من الأفضل تشخيص ارتفاع ضغط الدم عبر مراجعة أقرب مركز صحي لقياس مستوى ضغط الدم، علماً أن ضغط الدم يتغير خلال اليوم الواحد».
وأوضح أن «هناك فحوصات لابد منها عند الإصابة بالمرض تشمل فحص البول، وفحص الدم، وأشعة الصدر، وتخطيط القلب». وفيما يتعلق بالعلاج رأى أن «على المريض البدء في تغيير نظام حياته وتجنب العوامل المساعدة على تطور المرض، وأخذ الجرعات الدوائية بانتظام حسب إرشادات الطبيب، ما يساعد المريض في تجنب حدوث المضاعفات المزمنة».
ونصح العجمي باتباع نظام غذائي صحي عبر تناول الأغذية الصحية وزيادة حجم الأكلات المفيدة مثل الحبوب والفاكهة والخضراوات والألبان مخففة الدسم والاعتماد في طبخ الطعام على زيوت لا تسبب زيادة في نسبة الكوليسترول الضار مثل زيت الذرة ودوار الشمس والزيتون والإقلال من تناول النشويات والسكري والدهون، بما يساعد على إنقاص الوزن وخفض معدل ضغط الدم. وتخفيف الوزن إذا كان معدل الوزن زائداً تكون معرضاً لارتفاع ضغط الدم، لذلك حاول السيطرة على مستوى وزنك، بزيادة النشاط البدني والغذاء المتوازن، وعدم الإفراط في كمية الملح في الطعام، وتجنب الأغذية الغنية بالملح والالتزام بالمعدل اليومي الذي لا يزيد عن 5 جرامات يساعد على خفض ارتفاع ضغط الدم.
والتمارين الرياضية ومزاولتها مثل السباحة والجري بانتظام حسب توجيهات الطبيب المعالج يساعد على خفض ارتفاع ضغط الدم، والامتناع عن التدخين فهذا يساعد على خفض ارتفاع ضغط الدم.
والبعد عن العصبية والانفعال «يمكن تجنب الضغط العصبي والانفعال وبتغيير نظام الحياة الروتيني ومحاولة الراحة والسكينة وإقامة العلاقات الاجتماعية، إضافة إلى تجنب القلق المستمر ومحاولة حل مشاكلك عن طريق الهدوء والتفكير الإيجابي».
ودعا للحد من تناول حبوب منع الحمل للنساء، حيث النساء اللاتي لديهن قابلية لارتفاع ضغط الدم أثناء تناول هذه الحبوب عليهن اللجوء لوسائل أخرى بعد استشارة الطبيب، والحد من تناول الكحوليات والكافيين للمساعدة في خفض ضغط الدم.