القاهرة - (وكالات): قتل شخص وأصيب 66 في صدامات اندلعت أمس أمام كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة بعد هجوم شنه مجهولون على مشيعين أقباط كانوا يهتفون ضد الرئيس محمد مرسي أثناء قداس جنائزي على أرواح 4 قتلى سقطوا في أعمال عنف طائفية الجمعة الماضي في بلدة الخصوص. وفي وقت لاحق، تجددت الاشتباكات بين المسلمين والمسيحيين في البلدة. من جانبه، قال الرئيس مرسي في اتصال هاتفي مع بابا الأقباط تواضروس: «إن الاعتداء على الكاتدرائية اعتداء علي شخصياً». وأطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع في اتجاه البوابة الرئيسة للكاتدرائية بعد تفجر الصدامات. وقال نائب رئيس هيئة الإسعاف المصرية أحمد الأنصاري إن «شخصاً توفي متأثراً بجراح أصيب بها بعد نقله إلى مستشفى الدمرداش» الذي يقع في مواجهة مقر الكاتدرائية». وبدأت الصدامات أثناء خروج المشيعين من الكاتدرائية إذ فوجئوا بهجوم من مجهولين استخدموا فيه الحجارة وزجاجات المولوتوف وطلقات الخرطوش ضد المشيعين الذين كانوا يهتفون «يسقط يسقط حكم المرشد» في إشارة إلى مرشد جماعة الإخوان المسلمين.
ومع حلول المساء كان الموقف شديد التوتر في محيط الكاتدرائية بمنطقة العباسية وسط القاهرة بعد أكثر من 3 ساعات من اندلاع الصدامات. وأعلنت وزارة الصحة أن 66 شخصاً أصيبوا في الصدامات. وقال أحد الشهود إنه شاهد النيران الناتجة من زجاجات المولوتوف تمسك بثياب شابين من الأقباط. ونقلت قناة اون تي في لايف عن شهود عيان أن عدداً من المشيعين الأقباط أصيبوا بطلقات خرطوش وأن المهاجمين استخدموا كذلك قنابل يدوية الصنع ألقوها على المشيعين.
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية في بيان أنه «أثناء تشييع الجنازة وسيرها بشارع رمسيس قام بعض المشيعين بإتلاف عدد من السيارات مما أدى إلى حدوث مشاحنات ومشاجرات مع أهالي المنطقة». وكان 4 أقباط ومسلم قتلوا في أعمال العنف التي اندلعت مساء الجمعة الماضي في بلدة الخصوص بمحافظة القليوبية شمال القاهرة بعد أن اعترض رجل مسلم على أطفال كانوا يرسمون صليباً معقوفاً قرب مسجد. من جهة أخرى، قالت مصادر قضائية إن محكمة جنايات القاهرة برأت مرشح الرئاسة السابق أحمد شفيق الذي يقيم في الإمارات من تهم فساد بقطاع الطيران المدني الذي تولى المسؤولية عنه سنوات.
وخسر شفيق الذي كان آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الانتخابات الرئاسية أمام الإسلامي محمد مرسي في يونيو الماضي وغادر البلاد إلى الإمارات بعد إعلان النتيجة بأيام. وكان شفيق يشغل منصب وزير الطيران المدني حين عين رئيساً للوزراء وهو موضوع على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول للقبض عليه في قضيتي فساد أخريين قيد المحاكمة.
ويحاكم شفيق في قضيتي فساد أخريين اتهم في إحداهما ببيع 40 ألف متر مربع من أرض جمعية لإسكان الضباط الطيارين لعلاء وجمال ابني مبارك بثمن بخس. في غضون ذلك، هاجم شفيق الوعود المنسوبة لمرسي بشأن «مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد المصري»، واعتبرها «تنازلاً غير مقبول على الإطلاق عن السيادة المصرية على أراض مصرية لصالح السودان»، فيما نفت الرئاسة المصرية ما تردد من تصريحات حول تلك المناطق مؤكدة أن تلك المناطق تتمتع بالسيادة المصرية.
من جهته، دعا المجلس الأعلى للقضاء، النائب العام طلعت عبد الله إلى ترك منصبه بعد صدور حكم من محكمة استئناف القاهرة بإلغاء قرار مرسي بعزل النائب العام السابق عبد المجيد محمود. في غضون ذلك، قالت مصادر قضائية إن النائب العام أمر بحبس الرئيس السابق حسني مبارك لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق في قضية اتهم فيها بإهدار المال العام.
من ناحية أخرى، اجتمعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون مع الرئيس المصري محمد مرسي لحث القيادات السياسية المتصارعة على تحقيق التوافق الوطني في مواجهة المشكلات السياسية والاقتصادية المتفاقمة في البلاد. وقالت اشتون في بيان قبل المحادثات «هذا وقت حرج بالنسبة لعملية التحول في مصر. البلد يواجه تحديات اقتصادية وسياسية هائلة». وتأتي زيارة آشتون وسط مفاوضات تأجلت طويلاً بين مصر وصندوق النقد الدولي بخصوص قرض بقيمة 4.8 مليار دولار تحتاجه مصر للتصدي لأزمة اقتصادية متزايدة.
ومن المقرر أن تلتقي اشتون بستة من كبار زعماء المعارضة في وقت لاحق لكن دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي قالوا إن احتمالات الحوار بين الحكومة التي يقودها الإخوان المسلمون ومعارضيها من الليبراليين واليساريين قد تراجع بعد العنف السياسي الذي شهدته البلاد مؤخراً. في الوقت ذاته، أصاب شلل شبكة السكك الحديد في مصر بسبب إضراب سائقي القطارات الذين يعكس تحركهم التوتر الاجتماعي الذي تشهده البلاد وسط أزمة اقتصادية شديدة. وأوضح رئيس الهيئة الوطنية للسكك الحديد حسين زكريا أن المطالب تتعلق بزيادة المرتبات وتعويضات العمل في أيام الإجازات والساعات الإضافية.