وذكر الكرداني أن «حرب مكافحة شلل الأطفال من أشرس الحروب في دول مثل أفغانستان وباكستان ونيجيريا، نتيجة انتشار شائعات تقف حائلاً أمام مكافحة المرض، ومنها اتهام وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية «سي آي أيه» بأنها نفذت حملة خادعة للتلقيح في باكستان بغية الحصول على عينات للحمض الريبي النووي للباكستانيين، في إطار مطاردة زعيم القاعدة أسامة بن لادن قبل مقتله في مايو 2011».
وحذر من «زيادة نسبة الإصابة بفيروس الإيدز في المنطقة العربية بسبب عدم مواجهته بشفافية»، داعياً إلى ضرورة المواجهة الصريحة واتخاذ الاحتياطات للوقاية من الوباء».
وكشف أن «الجهود أثمرت مؤخراً عن اكتشاف علاج يسمح لمريض الإيدز بالتعايش مع المرض وليس الشفاء منه».

*ما خطة منظمة الصحة العالمية للتعامل مع الفيروسات المكتشفة حديثاً؟
لاشك أن المنظمة تهتم بالفيروسات خاصة المكتشفة حديثاً، والأولوية في الاهتمام بالجانب الإعلامي نظراً لدوره الكبير في المتابعة والرصد والإرشاد والتواصل مع الجمهور، خاصة في الحالات الطارئة، ومنذ عام 2005 بدأت المنظمة بتطبيق نظام «تجديد الإعلام الصحي الدولي»، من خلال وثيقة وقعت عليها الدول وبدأنا في طور التطبيق، وهذه الوثيقة توضح للدول كيفية التعامل مع الطوارئ الصحية في حال تم اكتشاف وباء جديد.
وفي حال الطوارئ الصحية، خاصة عندما يتم الكشف عن وباء جديد مثلما حدث في فيروسات «أنفلونزا الطيور» و»سارس» و»أنفلونزا الخنازير»، تبدأ الدول في اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وعمل الحجر الصحي، والاهتمام بالموانئ ومنافذ دخول البلاد، وهذه من خطط المنظمة ودعمها للدول في مكافحة الفيروسات، خاصة أن الاتصال بين دول العالم أصبح سهلاً، عن طريق الاتصال الجوي، فيمكن عبر مسافر مصاب بمرض ما أن ينقل المرض إلى ركاب طائرة متجهة إلى أي بلد، ومن ثم ينتقل الفيروس إلى الدولة التي يقصدها المسافرون.
فشل إعلامي
*البعض يرى أن منظمة الصحة العالمية فشلت في التعامل إعلامياً مع فيروس «H1N1»، إلى أي مدى تتفقون مع هذا الطرح؟
اتفق معك تماماً، أعتقد أن المنظمة لم تنجح إعلامياً في التعامل مع الفيروس وعلاجه، وكان من الممكن أن نحصل على نتائج أفضل، لا شك أننا نتعلم من أخطائنا، وكان يمكن أن تكون المنظمة أسرع في الرد على الإعلام الذي يتطور بصورة ملحوظة وكبيرة، ومن حولنا نرى مواقع التواصل الاجتماعي تواكب المرحلة مثل «تويتر» و»فيسبوك» وسواها من مواقع التواصل الاجتماعي.
من هنا فإن السرعة في الإجابة على المعلومات تحتم علينا كمنظمة الصحة العالمية ووزارات صحة في جميع أنحاء العالم، أن نكون مستعدين للتصدي لأية شائعة، أو الإجابة على أي تساؤل يخطر للمواطن، ولا بد أن يكون هناك تخطيط مسبق، لكن المنظمة حقيقة لم تكن على قدر مستوى النكبة إعلامياً على الأقل.
المنظمة لم تستطع السيطرة على شائعات واكبت ظهور اللقاح المعالج للفيروس، وما قيل عن أعراض جانبية تصيب من يتناول اللقاح، بل أكثر من ذلك، اتهمت المنظمة بالتواطؤ مع شركات أدوية عالمية لإنتاج اللقاحات، ولم تستفد منها دول كثيرة وتم إعدام كميات كبيرة منها، وتكبدت حكومات دول خاصة من العالم الثالث الملايين جراء تلك الشائعات، ونتيجة فشل المنظمة في التصدي إعلامياً.
ومن العوامل المساعدة على رواج الشائعات، تغيير الكادر الإعلامي كلية داخل المنظمة، من المقر الرئيس بجنيف إلى المقر الإقليمي، فكل ما سبق كانت عوامل جعلتنا لم ننجح بالقدر الكافي.
نظرية المؤامرة
*الجمرة الخبيثة، أنفلونزا الطيور، أنفلونزا الخنازير، سارس، كل تلك الفيروسات جعلت مراقبين ومحللين يتهمون المنظمة بالتواطؤ مع القوى الكبرى لابتزاز دول العالم الثالث وجعلها تتكبد مبالغ طائلة، عن طريق تخويف الناس من فيروس مكتشف حديثاً ثم اكتشاف لقاح له، وبعد فترة يختفي المرض، وتعدم اللقاحات، ما تفسيركم؟
دعني اختلف معك، فمثلاً مرض أنفلونزا الطيور لا يزال يسبب تهديداً كبيراً في مصر وإندونيسيا على وجه التحديد، وظهرت حالات وفيات جراء الإصابة بالفيروس، وبالتالي المنظمة لا تتلاعب بالدول كما يروج، لكن الشكوك موجودة، ونظرية المؤامرة لا تزال قائمة.
ومن خلال وجودي داخل المنظمة وعملي كخبير فيها على مدار 8 سنوات لم أشعر بذلك مطلقاً، لكن أنقل لك ما شعرت به على مدار السنوات الماضية، فنحن نفاجئ بظهور فيروس ما، وهنا يحتم علينا واجبنا أن نتكاتف للقضاء عليه والحيلولة دون انتشاره، ومن ثم تتعاون كافة أقسام المنظمة لمكافحة الفيروس.
في الوقت ذاته، المنظمة تطورت إعلامياً وأخذ قسم الطوارئ مجهوداً كبيراً ليواكب التطور الإعلامي ويتفاعل مع ما يحدث على مستوى العالم، ولم نشعر بعدم النجاح إعلامياً إلا من خلال فيروس «H1N1»، حيث ساهم الإعلام في الترويج لفكرة المؤامرة وقت اكتشاف الفيروس ولقاحه.
الأخطر عالمياً
*أي من الفيروسات المكتشفة تسببت في هلع وخوف لدى منظمة الصحة العالمية؟
لا شك أن نجاحنا في التخلص من مرض الجدري أعطانا الأمل في إمكانية التخلص من فيروسات مكتشفة حديثاً، وفي الوقت ذاته، المنظمة تتفاعل كثيراً مع مرض أنفلونزا الطيور، ووجود المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة كان له دور كبير في مكافحة المأساة عند اكتشافها في مصر.
أعتقد من وجهة نظري أن مواجهة فيروس أنفلونزا الطيور مثل تحدياً كبيراً لنا، لأننا كنا نواجه عادات وتقاليد من الصعب التغلب عليها، فكيف تقنع امرأة في الريف المصري أن تغطي عش الطيور، أو تقنعها ألا تذبح طيوراً تشرف على تربيتها بنفسها؟!.
وجدنا أن تغيير تلك الثقافات والعادات والمفاهيم يأخذ وقتاً طويلاً ومجهوداً كبيراً، في المقابل فإن الفيروس كان فتاكاً، ولم يكن هناك وقت للانتظار، وتأخير مكافحته أو التقاعس والبطء في القضاء عليه، كما لم تكن هناك كميات وفيرة من اللقاح المعالج للفيروس، لذلك كان فيروس أنفلونزا الطيور التحدي الأكبر للمنظمة، وأتصور أنه حتى الآن يمثل تحدياً، واعتبره الأخطر عالمياً، وقد مررنا بلحظات حرجة ومرعبة، لكن ما أنقذ الموقف هو تغير الطقس من دولة لأخرى.
هناك تحد آخر برز أمامنا، وهو كيف تفرق بين الفيروس وبين ما يعرف باسم «الفرة» وهو مرض يقضي على الدجاج؟! كانت تلك التجربة مفيدة بالنسبة لمنتسبي منظمة الصحة العالمية في التعامل مع الفيروس.
أعتقد أن الفيروس أخطر من «سارس» و»أنفلونزا الخنازير»، لأنه كان يمس عاملين في آن واحد، الإنسان والطائر الذي يتغذى عليه الإنسان، والعاملان موجودان في بيئة واحدة، ومن هناك كان لابد من تحديد طريقة للتعامل مع الطائر الذي يعتمد عليه الإنسان في غذائه، فكان الترابط بينهما وكان لابد من التعاون الكبير بين الوزارات المختلفة في كل دولة على مستوى العالم.
الوباء المزمن
*استئصال شلل الأطفال بات وشيكاً.. لكنه ما زال هناك تحديات كبيرة كيف تفسر؟
بعد مرور 60 عاماً على اكتشاف اللقاح توشك الجهود لاستئصال شلل الأطفال في العالم على تحقيق هدفها، لكنها مهددة بنقص الأموال وعدوانية الجماعات المتشددة في دول مثل أفغانستان وباكستان ونيجيريا حيث لا يزال المرض وباءً مزمناً.
في عام 2012، تم إحصاء 223 إصابة فقط مقابل 360 ألفاً في 1988، عندما أطلقت الأمم المتحدة حملة للقضاء على المرض المعدي والذي يفتك بالأطفال الصغار الذين أصيب عدد منهم بالشلل وتوفي منهم ما بين 5 و10%.
وسجلت جميع هذه الحالات الـ223، في نيجيريا 122 حالة وباكستان 58 وأفغانستان 37، ومن هنا فإن نجاح مصر والهند في القضاء على فيروس شلل الأطفال يؤكد أن استئصال المرض ممكن تقنياً.
لكن المنظمة تحذر من أنه دون القضاء الكامل على الفيروس فإن عدد الحالات قد يزيد مع 200 ألف إصابة جديدة كل سنة خلال 10 سنوات، ولابد من مواجهة خطر العنف أثناء حملات التلقيح.
في نيجيريا وباكستان تتهم شخصيات دينية أو سياسية اللقاح بأنه يحتوي على عناصر مصدرها الخنزير المحرم إسلامياً للاستهلاك، أو أنه يتسبب بالعقم ما يغذي شائعات عن مؤامرة غربية للإساءة إلى المسلمين، وتسببت هذه الشائعات في نيجيريا مثلاً في انتشار الفيروس إلى 10 دول محيطة بعدما قضي عليه هناك.
أعتقد أن حرب مكافحة شلل الأطفال من أشرس الحروب خاصة في البلدان المذكورة، وهناك أنباء أن الفيروس عاد مرة أخرى إلى مصر بسبب نقص في جرعات الطعم.
وأوقعت هجمات على فرق التلقيح أو مراكز صحية عشرات القتلى في الأشهر الأخيرة، خاصة في مناطق نائية من البلاد.
وتتهم وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية «سي آي ايه» بأنها نفذت حملة خادعة للتلقيح في باكستان للحصول على عينات الحمض الريبي النووي من الباكستانيين في إطار مطاردة زعيم القاعدة أسامة بن لادن قبل مقتله مايو 2011 على يد كوماندوز أمريكي.
ولنزع فتيل هذه العدائية شرعت منظمة الصحة العالمية بحملة توعية لدى الشخصيات الدينية الرئيسة والحكومات في البلدان المعنية.
وفضلاً عن مشكلة العنف فإن تمويل حملة استئصال المرض تشكل تحدياً، لأن الحملة بحاجة إلى 660 مليون دولار في 2013 لتمويل هذا الجهد، أي أكثر من نصف الميزانية السنوية المقدرة بنحو مليار دولار، والتي تسهم فيها دول مجموعة الثماني ومؤسسة غيتس ونادي الروتاري العالمي، واستئصال شلل الأطفال من شأنه أن يفتح الطريق أمام تحقيق نجاحات في مكافحة أمراض أخرى خاصة الحصبة.
الإعلام والإيدز
*كيف تقيم دور الإعلام في التعامل مع فيروس الإيدز؟
برأيي أن الإعلام لم يتعامل بالشكل المناسب خلال مرحلة اكتشاف فيروس الإيدز، خاصة مع إنتاج أفلام عربية في الثمانينات مثل «الحب في طابا»، و»الحب والرعب»، وتطرقت إلى العلاقات الاجتماعية بشكل مبالغ فيه، أدى إلى تخويف الناس من حامل المرض بشكل سيء، بمعنى أنه عندما يذكر المرض يتولد اعتقاد خاطئ أن الإصابة بالمرض نتجت عن علاقة جنسية غير شرعية، إضافة إلى شائعة أن المرض يمكن أن ينتقل عن طريق التنفس، وهذا غير صحيح على الإطلاق، وبالتالي كان الإيدز أكبر حرب تستقطب الإعلاميين.
وأثمرت الجهود مؤخراً عن اكتشاف علاج يسمح لمريض الإيدز بالتعايش مع المرض وليس الشفاء منه، فمريض الإيدز يمكنه اليوم أن يعيش حياة طبيعية مثله مثل مريض السكري أو الضغط إذا اكتشف المرض في مراحله الأولى، وداوم على تناول الدواء واتخذ بعض الاحتياطات لمنع انتقال العدوى، وهنا يبرز دور الإعلاميين في حث الناس على تغيير سلوكياتهم وتوفير كل المعلومات الخاصة بالمرض حتى لا تنقل الأم المصابة الفيروس إلى جنينها في الرحم، أو من خلال الرضاعة الطبيعية، أو ينقل الزوج المصاب المرض إلى زوجته، والتوعية بوسائل انتقال الفيروس، والمتمثلة في العلاقة الجنسية مع شخص مصاب أو الدم الملوث ومشتقاته، والتأكيد على عدم عزل المصابين بالفيروس، لأن العدوى لا تنتقل بالتعايش مع شخص مصاب ولا بمشاركته الطعام ولا بالمصافحة.
ونحذر من تصاعد نسبة الإصابة بالفيروس في منطقتنا العربية لعدم مواجهته بصراحة في حين أن المرض يحتاج إلى مواجهة صريحة واتخاذ احتياطات الوقاية، وهذه مسؤولية الإعلام الذي باستطاعته التوعية بالمرض من خلال توجيه رسائل موجزة ومتكررة للفئات الأكثر تعرضاً للإصابة مثل الشباب والمراهقين والأطفال.
ومن هنا نؤكد أن الإيدز ليس مجرد مرض عضوي لكنه أيضاً مرض اجتماعي حساس، لأنه يمس كل النواحي الاجتماعية في الأسرة إذا تم اكتشاف حالة مصابة بالمرض، وأمام منظمة الصحة العالمية مجهود كبير كي تطمئن المجتمعات بشأن الهلع من المصابين بالفيروس، فهو ليس له حدود سواء جنس أو دين أو سن أو معتقدات ثقافية بدليل أنه في كل دقيقة يتعرض 4 أشخاص في العالم للإصابة بالمرض.

*هل الإعلام العربي يؤدي دوره في التوعية الصحية أم قصور وتحديات تقف أمامه؟
هناك قصور في التوعية الصحية، لكن الإعلام غير مذنب في هذه الناحية، لأننا عندما نتكلم عن الخبر الصحي، في معظم الأحيان الصحافي أو الإعلامي يبحث عن الخبر المثير الذي يجذب القراء أو المشاهدين، لذلك لابد من التعاون المستمر بين الإعلام الصحي بالوزارات والإعلام الخارجي المرئي والمسموع والمقروء، إضافة إلى دور الجمعيات الأهلية في استقطاب الإعلام وضرورة توصيل المعلومة الصحية الصحيحة كي يستطيع المواطن البسيط التغلب على الأمراض المختلفة والوقاية منها.

*ما أبرز سلبيات الإعلام العربي في التعاطي مع الأمراض والأوبئة؟
في بعض الأحيان، يرتكب الإعلامي خطأ حينما يقصر في جمع المعلومات الكافية والموثقة عن الأمراض، مثل شخص مصاب بالإيدز مثلاً، يتعرض للهجوم أو التشهير، ويكون لذلك أثر سلبي في تعامل الناس معه، لكن في أغلب الأحيان عندما نطرق الباب السليم للإعلام فإن هناك تعاوناً كبيراً مع المنظمة.
مستقبل المنظمة
*ما أبرز دور تؤديه المنظمة في الفترة المقبلة؟
أبرز أدوار المنظمة مستقبلاً مكافحة الأمراض المزمنة ومحاولة التقليل من وطأتها بالتوعية، مثل مكافحة التدخين، التي نجحت في الدول الغربية عنها في الدول العربية، خاصة مع إصدار قوانين بمنع التدخين في الأماكن العامة، ما أدى إلى تقليل نسب الإصابة بأمراض الصدر والرئة، وأمراض الضغط والسكري والسرطانات.

*هل يمكن أن نتطرق إلى أوجه التعاون بين البحرين ومنظمة الصحة العالمية؟
التعاون بين البحرين ومنظمة الصحة العالمية يشمل المنظومة الصحية الشاملة، وكل دولة فيها ممثل لمنظمة الصحة العالمية، وللمنظمة مكتب في الرياض يخدم دول مجلس التعاون الخليجي، وممثل الرياض هو المسؤول عن 4 دول بينها البحرين، وهناك مدير مكتب فريدة الدرازي تؤدي دور المنسق لكافة الأنشطة والفعاليات وأوجه التعاون بين المنظمة والبحرين، وهذا خلق نوعاً من التعاون الوثيق والممتاز عن طريق مدير مكتب المنظمة بالرياض، وفي هذا الصدد جرت خلال الفترة الماضية التحضير ليوم الصحة العالمي وموضوعه هذا العام عن ضغط الدم وخطة وزارة الصحة للاحتفال باليوم العالمي ومكافحة المرض.

*ما الرسالة التي تريد توجيهها إلى المسؤولين في وزارة الصحة البحرينية، والعاملين في مجال الإعلام الصحي؟
من خلال تجربتي في البحرين والاحتكاك بالإعلاميين ومنتسبي وزارة الصحة، هناك تطور وأمل كبير في زيادة أواصر العلاقة بين الطرفين، من أجل نهضة الصحة في البحرين ونتمنى أن يستمر ذلك، وهناك حماس من وزارة الصحة، وهناك تعقل وتفهم كبير من الإعلاميين في التعامل مع القضايا المختلفة، ولابد أن يستمر التعاون بهذا الشكل بين الطرفين ويتطور أكثر فأكثر، من أجل القضاء على أية امراض طارئة تظهر في المملكة.