كتبت ـ شيخة العسم:
«دون ثقافة لا نستطيع الترويج للسياحة «بهذه الكلمات افتتحت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أمس، الملتقى العربي حول الإحصاء السياحي بتنظيم من الجهاز المركزي للمعلومات وبالتعاون مع جامعة الدول العربية، فيما كشف رئيس الجهاز المركزي للمعلومات د.محمد العامر إن هناك برنامجاً يجري العمل عليه لتطوير الإحصاء والمسوحات السياحية على مستوى البحرين.
وأكدت الوزيرة دور الإحصاء في تأسيس البنية التحتية للدولة والسياحة، مضيفة «أشكر الجهاز المركزي لإتاحة اللقاء المشترك للدول في ورشة نخرج منها بإحصاءات تيسر المعلومات المطلوبة لمستقبل زاهر من شأنه الإسهام في تطور السياحة عربياً، نحن في أمس الحاجة لها».
السياحة والدخل القومي
وانتهز رئيس الجهاز المركزي للمعلومات د.محمد العامر الفرصة للترحيب بممثلي الجامعة العربية وأمانة مجلس التعاون ومنظمة السياحة العربية والمنظمات العربية الأخرى وممثلي وزارات وهيئات السياحة ومنتسبي الأجهزة الإحصائية بالدول العربية الشقيقة ومبعوثي منظمة السياحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى، وشكر ممثلي الوزارات والهيئات الوطنية لقبول الدعوة وحضور الجلسة وفعاليات الملتقى.
وقال «يلتئم هذا الملتقى الذي تحتضنه البحرين تنفيذاً لتوصية من لجنة رؤساء ووكلاء الأجهزة الإحصائية بدول مجلس التعاون وبطلب من المجلس الوزاري العربي للسياحة، وينظم بالتعاون بين وزارة الثقافة والجهاز المركزي للمعلومات، ومما يزيد من أهمية الملتقى تزامنه مع فعاليات تظاهرة المنامة عاصمة السياحة العربية 2013 الذي يشتمل على العديد من الأنشطة في المجالات السياحية والثقافية».
وأضاف أن الملتقى يستهدف التحاور حول واقع إحصاءات السياحة في الدول العربية، ومدى تقدم العمل العربي المشترك في هذا المجال، كما يتناول تبادل الرأي حول سبل تطوير هذه الإحصاءات والتمكن من قياس مساهمة قطاع السياحة في نمو اقتصاد بلدان المنطقة العربية، والتوصل إلى إحصاءات للسياحة تساعد متخذي القرار للخروج باستراتيجيات مناسبة لإدارة هذا القطاع المهم.
واعتبر العامر قطاع السياحة من أهم مكونات اقتصاد بلدان المنطقة العربية، ومن أبرز القطاعات الاقتصادية في العديد من هذه البلدان وقال «تمثل السياحة في المنطقة العربية قرابة 5% من إجمالي السياحة العالمية التي بلغت البليون من حيث عدد السياح، وتوجه إلى هذه المنطقة زائراً الدول العربية ما يقارب 53 مليون سائح في 2012 بانخفاض قدره 5% عن عام 2011، وتصل نسبة مساهمة هذا القطاع إلى 20 بليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي في بعض البلدان العربية كما في الإمارات العربية المتحدة، وتبلغ هذه النسبة 7% في البحرين».
ولفت إلى أن قطاع السياحة يساهم في تنمية العديد من القطاعات الأخرى المتصلة كالنقل والصناعات التقليدية والقطاع العقاري، ويشغل بصفة مباشرة أو غير مباشرة أعداداً كبيرة من العاملين، فيما يسهم الاستثمار السياحي في تنشيط الحركة الاقتصادية في العديد من البلدان العربية.
وأردف «تبرز من هذا المنطلق أهمية إعداد وتوفير بيانات إحصائية دقيقة ومفصلة حول مختلف أوجه نشاط القطاع السياحي بهدف متابعة تطوره ووضع السياسات والبرامج الرامية لتنميته في المنطقة العربية، وتخطي أزمات يمكن أن يتعرض إليها القطاع خاصة وأنه يمر بظروف صعبة في بعض البلدان العربية جراء تحولات سياسية تشهدها الساحة العربية خلال الفترة الأخيرة».
وتابع «على المستوى العربي تم إدراج برنامج المعلومات والإحصاءات السياحية ضمن الاستراتيجية العربية للسياحة المعتمدة من قبل القمة الاقتصادية العربية، ويوفر البرنامج الفرصة لدعم الأعمال التطويرية لإحصاءات السياحة على الصعيدين العربي والوطني ووضعها في أطر منهجية متناسقة مع معايير منظمة السياحة العالمية، وخاصة منها التوصيات الدولية المتعلقة بإحصاءات السياحة والإطار المنهجي للحساب الفرعي للسياحة لسنة 2008».
وتشتمل هذه المعايير -حسب العامر-على كل أصناف السياحة الوافدة منها والخارجية والمحلية وكل أوجه النشاط السياحي بما فيها التشغيل والاستثمار في المجال السياحي، فيما تشير هذه المعايير إلى أهمية إعداد الحسابات الفرعية للسياحة بالنظر إلى تعدد القطاعات الاقتصادية المتصلة بالسياحة، وإلى أهمية قياس مساهمة وتأثير السياحة بمفهومها الواسع في اقتصاد الدول العربية.
برنامج التطوير المشترك
وعلى مستوى البحرين قال العامر «إضافة إلى المشاركة في البرامج الإحصائية الخاصة بالسياحة في إطار العمل المشترك بين بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، توحد وزارة الثقافة المنظمة لقطاع السياحة والجهاز المركزي للمعلومات المشرف على النظام الإحصائي الوطني، جهودهما لوضع برنامج عمل مشترك يهدف إلى تطوير إحصاءات السياحة من خلال ضبط إطار منهجي لهذه الإحصاءات وإنجاز مسوح في مختلف المجالات السياحية وأولها مسح الإيواء في الفنادق والشقق الفندقية الذي هو بصدد التنفيذ».
وأضاف «أدرج البرنامج تعبئة السجلات الإدارية المتضمنة ببيانات متعلقة بالسياحة والموجودة بالأجهزة الحكومية كسجلات المسافرين والعاملين في القطاع السياحي، وتتوج هذه الأعمال بإعداد الحساب الفرعي للسياحة».
ولفت إلى أن البرنامج ويندرج لإحصاءات السياحة ضمن الاهتمامات بتطوير النظام الإحصائي الوطني في البحرين بمختلف جوانبه التنظيمية والمؤسسية والجوانب المتعلق بإنتاج ونشر البيانات الإحصائية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأدرج الجهاز المركزي للمعلومات عدة مشاريع للمسوح وأعمال إحصائية ضمن خطة عمله، وما فتأ يعمل على تكوين منظومة إحصائية إلكترونية تشمل من بين معطياتها قطاع إحصاءات السياحة.
ونبه العامر إلى أن برنامج الملتقى يشمل عدة محطات على مدى الأيام الثلاثة المقبلة، مضيفاً «سيكون لنقاشكم حول مختلف الموضوعات والقضايا المدرجة في جدول الأعمال، أهمية كبرى في معاينة موضوعية لواقع إحصاءات السياحة العربية ووضع التوصيات والمقترحات لتطويرها وتفعيل البرامج الإحصائية الموجودة حالياً على مختلف المستويات العربية والوطنية».
وجدد العامر شكره لوزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد لرعايتها أعمال الملتقى وتشريفها جلسة الافتتاح، متمنياً للمشاركين كل التوفيق والنجاح في أعمال المؤتمر وراجياً للجميع إقامة طيبة وممتعة في البحرين.
توحيد المفاهيم السياحية
وقالت مدير الإحصاء وقواعد المعلومات بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية هدى أبوالليل «يسعدني بداية أن أتوجه بجزيل الشكر إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة للرعاية الكريمة لأعمال الملتقى العربي الأول حول الإحصاء السياحي، وأتقدم بمزيد الشكر ووافر التقدير للبحرين لاحتضان الملتقى ضمن فعاليات برنامج المنامة عاصمة للسياحة العربية 2013، وعلى كرم الضيافة العربي الأصيل وحفاوة الاستقبال ما حظي به جميع المشاركين، وأشكر منظمة السياحة العالمية، والمنظمة العربية للسياحة للتعاون في التحضير للملتقى، والمشاركة في أعماله وتقديم عروض مهمة يتضمنها برنامج العمل على مدار أيامه الثلاثة».
وأضافـــــت «اعتمـــــدت القمــــة العربيـــة الاستراتيجية السياحية العربية في دورتها الثالثة والعشرين في بغداد العام الماضي، وتضمنت برامج هذه الاستراتيجية برنامج المعلومات والإحصاءات السياحية الذي ورد فيه (أن النجاح في تنفيذ توجهات وخطط وبرامج الاستراتيجية رهن بتوفير المعلومات الدقيقة والإحصاءات الحديثة وتحليلها ووضع الإسقاطات المستقبلية السليمة بشأنها)، ما يلقي على الإحصاء مسؤولية ضخمة ودور أساس في إنجاح تنفيذ الاستراتيجية».
وأشارت إلى أن برنامج المعلومات والإحصاءات السياحية يهدف إلى إعداد ونشر البيانات الإحصائية عن السياحة، وتطبيق الحساب الفرعي للسياحة، وتوحيد منهجيات ومعايير جمع وتحليل البيانات الإحصائية فيما بين الدول العربية، إضافة إلى توحيد المفاهيم والتعاريف الإحصائية المتعلقة بالسياحة فيما بينها.
استراتيجية عربية موحدة
ولفتت أبوالليل إلى أن الملتقى ينعقد تنفيذاً لقرار المجلس الوزاري العربي للسياحة في دورته الثالثة عشرة، آملة أن يكون هذا الحدث نقطة انطلاق حقيقية لتطوير الإحصاءات السياحية في الدول العربية ومعالجة المشكلات التي تعترضها، بغية وضع أسس ومتطلبات وخطة عمل لإنتاج إحصاءات تفصيلية شاملة عن السياحة العربية تتحقق فيها معايير ومواصفات الجودة المعتمدة دولياً، وتفي باحتياجات المستخدمين على المستوى الوطني، وتحقق الأغراض المرجوة منها في خدمة متطلبات تنفيذ سياسات وخطط وبرامج الاستراتيجية العربية لتطوير السياحة العربية.
ونبهت إلى أن الملتقى يسهم في إنجاح تنفيذ الاستراتيجية وتحقيق الإيجابيات المرجوة من البرنامج من تحديد حجم ونوعية السياحة القادمة إلى الدول العربية، وزيادة الاستثمار السياحي فيها، وزيادة الدخل القومي وتحسين مستوى معيشة المواطن العربي، إضافة إلى المساعدة على اتخاذ القرارات ووضع السياسات والأنظمة والإجراءات المناسبة، وتوجيه القطاع الخاص وتوفير السوق المناسبة للسائح، وقياس حجم الدخل السياحي في الدول العربية.
وقالت «أمامنا برنامج عمل زاخر بالتجارب والخبرات والموضوعات والمستجدات في ميدان إعداد إحصاءات السياحة في الدول العربية وتطبيق الحساب الفرعي للسياحة، وعلينا أن نستفيد من الفرصة السانحة في الملتقى وأن نعمل سوياً على تحديد مواطن القوة فيما يتعلق بالسياحة في أنظمتنا الإحصائية وسبل الاستفادة منها، ومكامن الضعف وسبل معالجتها والتغلب عليها، وأن نضع أسس وقواعد التنسيق والتعاون بين مصادر البيانات الوطنية، بما يقضي على المشكلات الناجمة عن تعدد مصادر البيانات التي توقع المستخدم في التردد باستخدام هذه المصادر والاختيار بينها، وتؤدي إلى عدم الثقة فيها».
وتوجهت بالشكر لفريق العمل المميز من الجهاز المركزي للمعلومات ووزارة الثقافة البحرينية ممن عملوا بجد واجتهاد منذ المراحل الأولى للتحضير للملتقى في مناخ ساده الود والتعاون، والحرص على توفير سبل نجاح الملتقى الأول من نوعه على أرض البحرين المضيافة.
آملة للملتقى النجاح في الخروج بنتائج وتوصيات تضع لبنات قوية في بنيان الإحصاء السياحي العربي، وأن يكون نقطة انطلاق نحو تحقيق الأهداف المأمولة.
وتناول اليوم الأول من فعاليات الملتقى محورين، استعرض الأول الاستراتيجيات العربية للسياحة، وكانت الورقة الأولى عبارة عن عرض حول برنامج المعلومات والإحصاءات السياحية في الاستراتيجية العربية للسياحة ناقشها أحمد فوزي من جامعة الدول العربية، فيما تناولت الورقة الثانية تقرير المؤشرات التنافسية للسياحة 2012 قدمها سعد الضامن من المنظمة العربية للسياحة.
ونافش المحور الثاني تجارب الدول العربية في إعداد ونشر إحصاءات السياحة، حيث عرضت الورقة الأولى واقع إحصاءات السياحة في الدول العربية للأستاذة هدى ربيع أبو الليل من جامعة الدول العربية، والورقة الثانية عرض تجارب الدول في إحصاءات السياحة للأستاذ خالد مظفر من سلطنة عمان وفيصل عبدالله السليمي من المملكة العربية السعودية، والورقة الثالثة كانت عبارة عن ورشة عمل حول تجارب الدول في إعداد ونشر إحصاءات السياحة والصعوبات التي تواجهها للدكتورة عادلة رجب من مصر.
وفي ختام فعاليات اليوم للملتقى، ذهب المشاركون في جولة سياحية بهدف التعرف على معالم البحرين ومقاصدها السياحية والأثرية، شملت باب البحرين وقلعة الرفاع ومتحف البحرين الوطني وبيوتات المحرق القديمة وسوق القيصرية.
وتناول اليوم الأول من فعاليات الملتقى محورين، استعرض الأول الاستراتيجيات العربية للسياحة، وكانت الورقة الأولى عبارة عن عرض حول برنامج المعلومات والإحصاءات السياحية في الاستراتيجية العربية للسياحة ناقشها أحمد فوزي من جامعة الدول العربية، فيما تناولت الورقة الثانية تقرير المؤشرات التنافسية للسياحة 2012 قدمها سعد الضامن من المنظمة العربية للسياحة.
ونافش المحور الثاني تجارب الدول العربية في إعداد ونشر إحصاءات السياحة، حيث عرضت الورقة الأولى واقع إحصاءات السياحة في الدول العربية للأستاذة هدى ربيع أبو الليل من جامعة الدول العربية، والورقة الثانية عرض تجارب الدول في إحصاءات السياحة للأستاذ خالد مظفر من سلطنة عمان وفيصل عبدالله السليمي من المملكة العربية السعودية، والورقة الثالثة كانت عبارة عن ورشة عمل حول تجارب الدول في إعداد ونشر إحصاءات السياحة والصعوبات التي تواجهها للدكتورة عادلة رجب من مصر.
وفي ختام فعاليات اليوم للملتقى، ذهب المشاركون في جولة سياحية بهدف التعرف على معالم البحرين ومقاصدها السياحية والأثرية، شملت باب البحرين وقلعة الرفاع ومتحف البحرين الوطني وبيوتات المحرق القديمة وسوق القيصرية.