عواصم - (وكالات): أعلن تنظيم القاعدة في العراق للمرة الأولى امس أن جبهة النصرة التي تحارب في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد هي جزء من التنظيم الناشط في العراق وهدفها إقامة دولة إسلامية في سوريا.
وفي رسالة مسجلة نشرت على مواقع جهادية على شبكة الإنترنت، قال زعيم تنظيم القاعدة العراقي أبو بكر البغدادي «آن الأوان لنعلن أمام أهل الشام والعالم بأسره أن جبهة النصرة ما هي إلا امتداد لدولة العراق الإسلامية وجزء منها».
وأعلن البغدادي جمع التنظيمين في تشكيل جديده اسمه «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، داعياً الفصائل المقاتلة والعشائر في سوريا إلى أن تكون «كلمة الله هي العليا وتحكم البلاد والعباد بأحكام الله تعالى».
ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل بدء النزاع السوري قبل عامين، وظهرت في الأشهر الأولى للنزاع مع تبنيها تفجيرات استهدفت في غالبيتها مراكز عسكرية وأمنية، ثم برزت كقوة قتالية أساسية، قبل أن تدرجها واشنطن على لائحة المنظمات الإرهابية.
وتعليقاً على البيان، أعلن الجيش السوري الحر الذي يقاتل جيش النظام، تمايزه عن الجبهة. وقال المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي مقداد إن «جبهة النصرة لا تتبع للجيش الحر. ولا يوجد قرار على مستوى القيادة بالتنسيق معها».
وأضاف أن هدف الجيش الحر واضح وهو «إسقاط النظام وإيصال الشعب إلى الدولة الديموقراطية التي يطمح إليها»، مشدداً على أنه «لا يحق لنا أو لأحد أن يفرض أي شكل من أشكال الدولة على السوريين» الذين سيختارونها في صناديق الاقتراع.
وتؤكد الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية أن من الأسباب الرئيسية لإحجامها عن تزويد المعارضين بالسلاح، الخشية من وقوع هذا السلاح في أيدي المتطرفين. من جهتها، أعلنت فرنسا رغبتها في أن تبحث مع شركائها الأوروبيين وفي مجلس الأمن الدولي احتمال إدراج جبهة النصرة على قائمة «المنظمات الإرهابية».
ويأتي إعلان البغدادي غداة مقتل 89 شخصاً في أعمال عنف مختلفة في سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم 15 قتيلاً في تفجير سيارة مفخخة في قلب دمشق، في هجوم لم تتبناه أي جهة. ودان الائتلاف السوري المعارض «التفجير الإجرامي المشين»، محملاً مسؤوليته للنظام «الذي اقترفه بصفة مباشرة أو عبر أدواته».
واتهمت دمشق «إرهابيين» بتنفيذ الانفجار، في إشارة إلى مسلحي المعارضة.
وتجدد سقوط قذائف هاون على أحياء حساسة في العاصمة السورية، وطال محيط مجلس الوزراء السوري، ما تسبب بمقتل شخص في كفرسوسة غرب دمشق، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا».
دبلوماسياً، التقى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ نائبي رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض جورج صبرا وسهير الأتاسي، مشيراً إلى أن قادة من المعارضة السورية سيلتقون اليوم بعض وزراء خارجية المجموعة.
على صعيد آخر، ناشد بان كي مون الحكومة السورية «تقديم تعاونها التام والسماح» لبعثة التحقيق في مسألة الأسلحة الكيميائية «بأن تمضي قدماً».
وأتى هذا التصريح غداة تأكيد المسؤول الأممي أن فريقاً من المفتشين الدوليين موجود في قبرص وجاهز «للانتشار» في سوريا المجاورة للتحقيق في اتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية.
إلا أن دمشق رفضت قدوم المحققين بالشكل الذي اقترحه بان، موضحة أن طلبها من الأمم يقتصر على التحقيق في خان العسل حيث سقط في 19 مارس الماضي صاروخ قالت السلطات اإه يحمل مواد كيميائية، وتسبب بمقتل 15 شخصاً. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بإطلاقه.
وأدت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس إلى مقتل 39 شخصاً.
وفي بغداد، أجبرت السلطات العراقية طائرة شحن إيرانية متجهة إلى سوريا على الهبوط للتفتيش وهي ثاني طائرة يتم تفتيشها في غضون يومين، وسط غضب من طهران. من ناحية أخرى، عبر المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي عن اعتقاده بأن أعداد السعوديين الذين توجهوا للقتال في سوريا «ليست كبيرة» وذلك رداً على تقارير إعلامية أشارت إلى ذلك.