جندي عراقي قرب ملصق يصور سقوط تمثال الرئيس العراقي السابق صدام حسين، فيما تبدو اللقطة الثانية مشهداً من الجو لساحة الفردوس وسط بغداد بدون التمثال، وأحيا العراقيون أمس في صمت الذكرى العاشرة لسيطرة القوات الأمريكية على العاصمة العراقية والإطاحة بنظام صدام حسين، فيما لاتزال البلاد تعاني من أعمال عنف وأزمات سياسية. وتعيد هذه المناسبة إلى أذهان العالم صورة العراقيين وهم يدمرون تمثال الرجل الذي عرف بنفوذه ومركزيته، بمساعدة دبابة أمريكية في ساحة الفردوس وسط بغداد وهي صورة تبلور انتهاء حكم صدام وحزب البعث. وفي نظر العراقيين، يشكل تاريخ 9 أبريل يوماً مؤثراً أكثر من 20 مارس يوم الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. في المقابل، كتب رئيس الوزراء نوري المالكي مقالاً نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية قال فيه «على الرغم من كل المشاكل التي مرت خلال العقد الماضي، فإن غالبية العراقيين يتفقون على أننا أصبحنا اليوم بحالة أفضل مما كنا عليها في زمن الديكتاتورية الوحشية». وأضاف «العراقيون سيظلون ممتنين لدور الولايات المتحدة وللتضحيات التي قدمها الجيش والمدنيين الذين ساهموا في إنهاء نظام حكم صدام حسين».
وعلى الرغم من أن عملية الغزو نفسها كانت قصيرة نسبياً، حيث أعلن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش إنجاز المهمة بعد 6 أسابيع من الغزو، فإن تلك الفترة أعقبها نزاع دموي خلف آلاف القتلى والجرحى بسبب تأجيج الطائفية بين هجمات الميليشيات الشيعية والمسلحين السنة. وكل يوم جمعة، يتظاهر آلاف الأشخاص في المناطق ذات الغالبية السنية لإدانة تهميشهم والمطالبة برحيل المالكي.
ويرى مراقبون ودبلوماسيون أجانب أن التهديد الأخطر يأتي من النزاع الحاد بين إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي شمال العراق والسلطة المركزية في بغداد. وهما يتنازعان على شريط غني بالمحروقات. وتثير أربيل غضب بغداد بتحركها بمفردها عبر توقيعها عقوداً مع شركات نفطية أجنبية بدون الحصول على موافقة وزارة النفط العراقية.
«فرانس برس - رويترز»