لوحت كوريا الشمالية مجددا بحرب «نووية حرارية» في شبه الجزيرة الكورية وحثت الاجانب المقيمين في كوريا الجنوبية على اتخاذ اجراءات للمغادرة بعد أن نفذت تهديدها بسحب موظفيها الـ 53 ألفاً من موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين. ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من روما نداء إلى التهدئة معتبراً أن مستوى التوتر «خطير جداً». وقال إن «مستوى التوتر حالياً خطير جداً، أن حادثة صغيرة ناجمة عن حسابات او احكام خاطئة يمكن أن تخلق وضعاً يخرج عن السيطرة». واضاف «دعوت الدول المعنية في شبه الجزيرة الكورية ومحيطها إلى ممارسة نفوذها على القيادة الكورية الشمالية». وكان يعلق على التهديدات الأخيرة التي أصدرتها كوريا الشمالية.وقالت اللجنة الكورية الشمالية للسلام في آسيا المحيط الهادئ في بيان نشرته الوكالة الكورية الشمالية الرسمية إن «شبه الجزيرة الكورية تتجه إلى حرب حرارية نووية». وأضافت اللجنة وهي إحدى الهيئات التي تتولى الدعاية للنظام الشيوعي، «في حال اندلاع حرب لا نريد تعريض الأجانب المقيمين في كوريا الجنوبية» وحثت «جميع المنظمات الأجنبية والشركات والسياح على اتخاذ اجراءات للمغادرة». وأتى هذا الإعلان غداة تحذير مشابه وجهته بيونغ يانغ الى السفارات الأجنبية في العاصمة الكورية الشمالية اكدت فيه عدم قدرتها على ضمان سلامة موظفيها بعد غد الاربعاء في تلميح الى إطلاق وشيك لصاروخ او تجربة نووية. لكن لم تعتبر أي من الدول التي لديها بعثات دبلوماسية في بيونغ يانغ انه من الضروري حتى الساعة إخلاء سفاراتها، معتبرة أن تهديدات النظام الكوري الشمالي ليست سوى مزايدات.وتشهد شبه الجزيرة الكورية تصعيداً للتوتر منذ عملية إطلاق ناجحة لصاروخ فضائي كوري شمالي في ديسمبر الماضي اعتبرها الغربيون وسيؤول وطوكيو تجربة لصاروخ بالستي. وتفاقم تدهور الوضع بعد تجربة نووية ثالثة في فبراير الماضي وزاد الطين بلة المناورات العسكرية المشتركة الجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وقد نقلت كوريا الشمالية بالقطار مطلع الأسبوع المنصرم صاروخين من نوع «موسودان» ونصبتهما على آليات مجهزة بنظام اطلاق بحسب سيؤول. ويقدر مدى صاروخ موسودان بما بين 3 الاف و4 آلاف كيلومتر ويقدر على اصابة كوريا الجنوبية واليابان وحتى جزيرة غوام في المحيط الهادىء الواقعة على مسافة 3380 كلم من كوريا الشمالية وحيث ينتشر 6 آلاف جندي امريكي. وأعلنت اليابان من ناحيتها نشر صواريخ باتريوت وسط طوكيو لمواجهة أي إطلاق يهدد الأرخبيل، وستنصب بطاريات لاعتراض الصواريخ في جزيرة اوكيناوا جنوب البلاد. وتلقى الجيش الأمر باعتراض أي صواريخ محتملة. وكان العملاق الصيني الحليف لكوريا الشمالية والغاضب لعدم الاصغاء اليه، صوت مع العقوبات الاخيرة في مجلس الامن الدولي، كما دعا مرات عدة في الايام الاخيرة الى تهدئة التوترات.واواخر الاسبوع الماضي حرصت واشنطن على التهدئة باعلانها تأجيل تجربة صاروخية في كاليفورنيا بغية تفادي صب الزيت على النار.من جهتها، اعلن قائد القوات الامريكية في منطقة آسيا المحيط الهادىء الاميرال سام لوكلير ان الولايات المتحدة لن تسقط أي صاروخ باليستي تطلقه كوريا الشمالية ما لم يشكل تهديداً لحلفائها او للأراضي الامريكية.واعتبر البيت الابيض أن دعوات كوريا الشمالية المقيمين الاجانب في كوريا الجنوبية الى التفكير في المغادرة لا يعدو كونه «خطاباً لا طائل منه». إلا أن كوريا الشمالية التي تقوم منذ بداية العام بتصعيد كلامي وعسكري، نفذت تهديدها بسحب موظفيها البالغ عددهم 53 ألفاً من موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين والواقع ضمن اراضيها. وكانت هذه «المنطقة الإدارية الخاصة الكورية الشمالية» التي توصف في غالب الاحيان على انها تجربة نموذجية للتقارب بين الكوريتين، انشئت عام 2004 في كايسونغ وتحولت الى عنصر استراتيجي على الساحة الكورية التي تشهد صراعاً بالغ الخطورة. ويمنع الشمال الموظفين الكوريين الجنوبيين وشاحنات الإمداد من الوصول إلى كايسونغ. واضطرت حتى الآن 13 من الشركات الكورية الجنوبية الـ 123 الناشطة في الموقع إلى تعليق إنتاجها لنفاد المواد الأولية لديها، غير أن سحب العمال الكوريين الشماليين سيشل المجمع بكامله.وأعربت رئيسة كوريا الجنوبية بارك غون هيه عن «خيبة أملها الكبيرة» وتوقعت ان «لا يستثمر اي بلد او اي شركة بعد الان في كوريا الشمالية». وتعهدت وزارة التوحيد «ضمان امن المواطنين وحماية املاكهم».وقال مسؤول أوروبي كبير في بروكسل إن الاتحاد الاوروبي يفكر في تشديد العقوبات على كوريا الشمالية إذا واصلت بيونغ يانغ تصعيد التوتر وقامت بإطلاق صاروخ جديد أو تجربة نووية.«وكالات»
970x90
970x90