أيام قصيرة عشناها وانقضت بسرعة وذكراها سوف تتم محفورة في قلوبنا إلى الأبد، تلك الأيام علمتنا بأن ليس ما نسمعه ونراه هو الحقيقة بل ما يدور على أرض فلسطين الحبيبة أكبر مما يوصف، لقد زرنا أرض فلسطين المباركة وزرنا رام الله، بيت لحم، نابلس، جنين و الخليل، وأخيراً تحقق الحلم بزيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى الذي هو أمنية كل مسلم للصلاة فيه فهذا كان هو جل هدفنا من الزيارة، وزرنا أهل الشهداء رحمهم الله وتعرفنا عن كثب على حياتهم ومعاناتهم وأيضاً زرنا الأطفال اليتامي ورأينا نظرة الحزن في وجوههم.
إن الوفد البحريني الذي زار فلسطين وكان سفيراً للمملكة قد تعرف على الواقع المؤلم الذي يعيشه المواطن الفلسطيني.
فزيارة هذا الوفد هو مساندة ودعم للقضية الفلسطينية وشعب فلسطين الذي هو في ذاكرتنا وقلوبنا لأكثر من نصف قرن، فعلى مد النظر رأينا المستوطنات الإسرائيلية التي بنيت على المرتفعات لحصر الأهالي الفلسطينيين، حقاً إنه فصل عنصري لمضايقة الشعب الفلسطيني ومساعي الاحتلال لوضع حواجز للتقدم والبناء على كافة الأصعدة والمستويات ولكن الإصرار والتمسك بالأمل هو سمة من سمات هذا الشعب.
إن زيارتنا لفلسطين كشفت حقائق كثيرة وبينت مأساة المواطن الفلسطيني الذي يعاني كثيراً في مواجهة عنجهيات وطغيان اليهود المستوطنين، فنحن نرى ونسمع ونعتقد بأن الوضع عادي ولكنه عدواني لأقسى درجات العدوانية والتمييز العنصري وهذا يتمثل في السور العازل الذي بني على أراضٍ نهبت من المواطنين الأصليين.
نحن وفد أصدقاء القدس برئاسة صالح المسلم المتحدث الرسمي عن الوفد البحريني الذي كان قمة في التعاون والعمل المشترك وبمساعدة عبدالله العثمان الذي كان هو المنسق لترتيب الزيارة إلى فلسطين (جزاهم الله خيراً عنا أجمعين) قد تعرفنا على آخر التطورات السياسية في فلسطين والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد شعب مسلم والتصعيد المستمر لإذلال الشعب الفلسطيني.
نداء إلى الأمة الإسلامية وإلى حكام الخليج خاصة بأن يعلموا بأن إخواننا الفلسطينيين يعيشون مأساة كبيرة على أرض وطنهم فعليكم بالتحرك والمساندة السريعة فليس الشجب والاستننكار هو حل للقضية الأزلية، فإن هذا الشعب أثبت للعالم بأنه صامد كالجبل في وجه العدو. تحياتنا القلبية للسفارة الفلسطينية بمملكة البحرين على جهودها الجبارة في تنسيق مثل هذه الزيارة الهادفة والشكر الخاص موصول إلى الأستاذ الكبير إبراهيم المناعي على مساندته للشعب الفلسطيني. ولينصر الله فلسطين ويمن علينا بالصلاة في المسجد الأقصى جميعاً.
الناشط الاجتماعي
صالح بن علي